إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

83 فتوح الشام ( للواقدي )


83

فتوح الشام ( للواقدي )



فقلت‏:‏ أنا من القبيلة التي نسبت إليها فقال‏:‏ أنا جبلة بن الأيهم الذي رجعت عن الإسلام فما رضي صاحبكم عمر بن الخطاب أن يكون مثلي لهذا الدين ناصرًا حتى يأخذ مني القود لعبد حقير وأنا ملك اليمن وسيد غسان‏.‏

فقلت‏:‏ يا جبلة إن حق الله أوجب من حقك وديننا لا يقوم إلا بالحق والنصفة وإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يخاف ولا تأخذه في الله لومة لائم فقال لي‏:‏ ما اسمك‏.‏

فقلت‏:‏ سعيد بن عامر الأنصاري فقال‏:‏ أوطئ يا سعيد قال‏:‏ فجلست فقال‏:‏ ألك عهد بحسان بن ثابت الأنصاري‏.‏

فقلت‏:‏ شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال فيه المصطفى‏:‏ أنت حسان ولسانك حسام‏.‏

فقال لي كم لك منذ فارقته فقلت‏:‏ عهدي به قريب وقد دعاني إلى دعوة صنعها وأمر مولاته أن تنشد بي شعرًا فيك فأنشدت‏:‏ لله در عصابة نادمتهم يومًا بجلق في الزمان الأول يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل بيض الوجوه كريمة أنسابهم شم الأنوف من الطراز الأول الملحقين فقيرهم بغنيهم المشفقين على اليتيم الأرمل أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل ثم خرجنا إلى الشام وهذا آخر عهدي به‏.‏

قال جبلة بن الأيهم‏:‏ أو حفظ لي هذه المكرمة‏.‏

قلت‏:‏ نعم قال فأمر لي بثوب من الكتان الرومي وفيه شيء من الورق‏.‏

وقال‏:‏ أنا أمرت لك بالكتان كي تلبسه ولا تحرمه ثم قال لي‏:‏ بحق ذمة العرب ما كنت تصنع في المكان الذي أسرت فيه‏.‏

فقلت‏:‏ إن الصدق أوفى ما استعمله الرجل أنا من أصحاب الأمير أبي عبيدة بن الجراح وقد قصدنا نريد حلب وأنطاكية‏.‏

فقال جبلة‏:‏ أعلم أن الملك قد بعثني أنا وهذا البطريق صاحب عمورية حتى ننصر صاحب قنسرين فإنه قد كادكم بصلحه لكم وأنا منتظر أن يلاقينا بهذا المكان ولكن ارجع إلى صاحبك أبي عبيدة وحذره من أسيافنا وقل له يرجع من حيث قدم ولا يتعرض لبلاد هرقل وسوف ينزع من أيديكم ما قد ملكتموه من الشام‏.‏

قال سعيد بن عامر‏:‏ فركبت وأردفت غلامي وصرت حتى أتيت عسكر المسلمين فأسرع الناس إلي وقالوا‏:‏ أين كنت يا ابن عامر فأتيت خيمة الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه وحدثته بقصتي مع جبلة بن الأيهم فقال لي‏:‏ لقد خلصك الله بذكرك لحسان بن ثابت الأنصاري ثم جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشورة ثم قال‏:‏ أيها الناس ما ترون من قصة هذا البطريق وقد وفينا له وكادنا‏.‏

فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ إن البغي مصرعة وإن كادنا كان الله من ورائه بالمرصاد وسوف نكيده أعظم مكيدة وأنا أسير إلى لقائه بعشرة رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ أنت لها يا أبا سليمان ولكل كريهة فخذ من أحببت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ أين عياض بن غانم الأشعري أين عمرو بن سعيد أين مصعب بن محارب اليشكري أين أبو جندلة بن سعيد المخزومي أين سهل بن عمرو العامري أين رافع بن عميرة الطائي أين المسيب بن نجية الفزاري أين سعيد بن عامر الأنصاري أين عمرو بن معد يكرب الزبيدي أين عاصم بن عمرو القيسي أين عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأجابوه بالتلبية‏.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق