إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

84 فتوح الشام ( للواقدي )


84

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ وكان ضرار بن الأزور رضي الله عنه

رمد العينين لم يحضر هذه الوقعة فقال لهم خالد بن الوليد‏:‏ هلموا فوجدوه قد تدرع بدرع مسيلمة الكذاب الذي استلبه منه يوم اليمامة واشتمل بلامة حربه وركب جواده وقال لعبده همام‏:‏ سر معي حتى ترى مني عجبًا فسار معه وسار خالد بن الوليد رضي الله عنه والعشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو عبيدة يقول‏:‏ يا سعيد أما أخبرك جبلة بن الأيهم من أين يأتي البطريق صاحب قنسرين إليه فقال‏:‏ نعم يا أبا سليمان أخبرني فقال له‏:‏ خذنا في الطريق إلى جبلة بن الأيهم حتى نكمن له فيه فإذا أتى البطريق صاحب قنسرين كدناه كما كادنا ودمرناه ومن معه فسار سعيد أمام القوم يدلهم ويجد السير طالب عسكر جبلة بن الأيهم وكان مسيرهم ليلًا فلما وصلوا إلى قرب النيران وسمعوا أصوات القوم عدل بهم سعيد بن عامر إلى صوب طريق البطريق وكمن بمن معه من الرجال إلى وقت الصباح فلم يأت أحد فصلى خالد بأصحابه صلاة الفجر وهم في المكمن فبينما هم في المكمن إذ أشرف عليهم جيش جبلة بن الأيهم والعرب المتنصرة وصاحب عمورية وهم طالبون أرض العواصم وقنسرين‏.‏

فقال المسلمون لخالد‏:‏ يا أبا سليمان أما ترى هذا الجيش الذي قد أشرف علينا في عدد الشوك والشجر‏.‏

فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ فما يكون من كثرتهم إذا كان النصر لنا والله معنا فاختلطوا بهم أنتم وكونوا في جملتهم كأنكم من جيشهم إلى أن نلتقي بالبطريق صاحب قنسرين ويفعل الله تعالى ما يشاء ويختار فعند ذلك اختلطوا بهم وصاروا في جملتهم وهم لا يفترقون‏.‏

قال رافع بن عميرة الطائي‏:‏ فلما أشرفنا على حد صلحنا ولاح لنا بلد العواصم وقنسرين إذا ببطريقها قد استقبلنا وقد رفع أمامه الصليب وأخرج بين يديه القسوس والرهبان وهم يقرأون الإنجيل وقد ارتفعت أصواتهم بكلمة الكفر ودنا بعضهم من بعض‏.‏

وخرج البطريق أمام الصحابة ليأتي إلى جبلة بن الأيهم يسلم عليه فاستقبله خالد بن الوليد رضي الله عنه مواجهًا له وحوله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرب البطريق منهم‏.‏

قال‏:‏ سلمكم المسيح وأبقاكم الصليب‏.‏

فقال خالد‏:‏ يا ويلك ما نحن من عباد الصليب بل نحن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد الحبيب وكشف خالد بن الوليد رضي الله عنه وجهه ونادى‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله يا عدو الله أنا خالد بن الوليد أنا المخزومي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب بيده البطريق وقبض عليه وانتزعه من سرجه وبرز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلوا السيوف على أصحابه وارتفعت الضجة والجلبة وأعلن العدو بكلمة الكفر وضج المسلمون بكلمة التوحيد وسمع جبلة وصاحب عمورية أصوات المسلمين وقد ارتفعت بالتهليل والتكبير فانزعجوا لذلك ونظروا إلى السيوف وقد جردت والرماح وقد شرعت فبرزوا نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاطوا بهم من كل جانب ومكان فلما نظر خالد إلى ما دهمه ونزل بأصحابه الذين معه والبطريق صاحب قنسرين لا يفارقه وقد ملك قيده وهو خائف أن ينفلت من يديه أو تجري عليه حادثة قبل أن يقتله هم خالد أن يقتله ورفع السيف ليعلوه به فتبسم البطريق من فعاله وعجب خالد من ضحكه وقال‏:‏ ويلك مم ضحكك‏.‏

فقال البطريق‏:‏ لأنك مقتول أنت ومن معك وتريد قتلي وإن أنت أبقيت علي فهو أصوب فتركه خالد ولم يقتله ثم صاح خالد بأصحابه‏:‏ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كونوا حولي واحموا عني واصبروا على ما نزل بكم ولا يكثر عليكم من أحدق بكم فإن أشد ما تخافون منه القتل والموت منية خالد في سبيل الله وإني والله أهديت نفسي للقتل مرارًا لعلي أرزق الشهادة واعلموا رحمكم الله أن حجتنا واضحة ومفوضة إلى الله عز وجل وكأني بكم وقد وصلتم إلى ربكم وسكنتم دارًا لا يموت ساكنها ثم قرأ‏:‏ ‏{‏لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 48‏]‏‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق