433
فتوح الشام ( للواقدي )
قال الواقدي: حدثنا سنان بن مفرج العجلاني عن أبي محمد الشاكري عن زيد بن رافع عن أبي أمامة قال: وأقام خالد بعد الوقعة على البهنسا أربعة أشهر لا يقاتلهم ولا يناوشهم فطال عليهم المكث وضجروا فأتوا إلى خالد وشاوروه في القتال فأذن لهم وكان جملة من قتل في وقعة الأبواب نحو ستمائة فارس ختم الله لهم بالشهادة.
قال الراوي: فلما استأذنت الصحابة خالدًا في القتال لم يقدر أن يمنعهم ولما أصبحوا اقتتلوا قتالًا شديدًا لم يسمع مثله فاشتد الحصار.
فقام أهل البهنسا وقالوا للبطليوس: ما بقي لنا صبر على القتال والحصار.
فقال لهم: اصبروا واثبتوا لعلي أكيد العرب بمكيدة ولما اشتد الحصار عليهم أتوا إلى بطريق يسمى توما صاحب الباب وأتاه السوقة والنصارى والعوام وقالوا له: لقد ضاق علينا الحصار فنجعل لك مالًا وافتح لنا الباب حتى نأخذ لنا أمانًا من العرب فأجابهم إلى ذلك فصبرهم إلى جانب من الليل وفتح لهم الباب فمضى نحو مائتين من تجار البلد وخرجوا من باب السر وأتوا إلى خالد وصالحوه على أن يفتحوا لهم الباب وجعلوا للمسلمين جعلًا معلومًا واتفقوا على ذلك وكتبوا أسماءهم ورجعوا.
هذا ما جرى لهؤلاء وكان الكلب ابن عم توما حاضرًا واسمه أرمياء فمضى إلى البطليوس وأعلمه بذلك فعندها أرسل البطليوس بطريقًا يقال له حرفائيل ومعه ألف بطريق وقال: اكمنوا وآتوني بالخبر على جليته فمضوا وتفرقوا وهم مشاة قريبًا من باب توما وإذا بهم قد أقبلوا فلما رأوهم عرفوهم وفتحوا لهم الباب فدخلوا فعندها تواثبوا عليهم وامسكوهم وسحبوهم إلى البطليوس لعنه الله فلما رآهم وبخهم توبيخًا عظيمًا.
وقال: ائتوني بالسياط ونصب أخدودًا من حديد ثم ضربهم ضربًا شديدًا وأتى بالنار وأحرق جميع أموالهم وأمر بإحضار البطريق فأحضر بين يديه فأخذه ومضى إلى القصر هو وجميع أعوانه واستدعى بالخشب وصلبهم على أعلى السوار وأقاموا هناك يوم وليلة ثم أمر بضرب رقابهم وطرح رؤوسهم للمسلمين.
قال الأمير عياض للأمير خالد: هؤلاء أهل ذمتنا وقد قتلهم البطليوس لعنه الله.
قال الراوي: وأما الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه قلق على المسلمين قلقًا شديدًا فأرسل كتابًا إلى عمرو بن العاص يقول فيه: ما سبب انقطاع كتبك عني وأنا في قلق على المسلمين وعلى خالد ومن معه.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق