إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

80 فتوح الشام ( للواقدي )


80

فتوح الشام ( للواقدي )


قالوا‏:‏ لا نرضى قال الواقدي‏:‏ وغضب المسلمون حين ذكر الأعلاج عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهموا بقتل الأعلاج فنهاهم أبو عبيدة رضي الله عنه عن ذلك فقال المسلمون‏:‏ أيها الأمير نحن دون إمامنا فنفديه بأنفسنا ونفقأ عيوننا دون عينه‏.‏

فقال اصطخر عندما نظر إلى المسلمين وقد هموا بقتله وقتل من معه من الأعلاج‏:‏ لا نفقأ عين عمر ولا عيونكم ولكن نصور صورة أميركم على عمود ونصنع به مثل ما صنعتم بصورة ملكنا‏.‏

فقالت المسلمون‏:‏ إن صاحبنا فعل ذلك من غير تعضد وأنتم تريدون العمد‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ مهلًا يا قوم فإذا رضي القوم بصورتي فقد أجبتم إلى ذلك ولا يتحدث القوم عنا أننا عاهدنا وغدرنا فإن هؤلاء القوم لا عهد لهم ولا عقل ثم أجابهم إلى ذلك‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فصوروا أبي عبيدة رضي الله عنه على عمود وجعلوا له عينين من زجاج وأقبل فارس منهم حنقًا ففقأ عين الصورة ثم رجع اصطخر إلى صاحب قنسرين وأخبره بذلك‏.‏

فقال لقومه بهذا نالهم ما يريدون‏.‏

قال‏:‏ وأقام أبو عبيدة على حمص يغير يمينًا وشمالًا ينتظر خروج السنة لينظر ما بعد ذلك‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وأبطأ خبر أبي عبيدة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يرد عليه شيء من الكتب والفتح فأنكر عمر ذلك وظن به الظنون وحسب أنه قد داخله خبر وقد ركن إلى القعود عن الجهاد فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابًا يقول فيه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح سلام عليك فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وآمرك بتقوى الله عز وجل سرًا وعلانية وأحذركم عن معصية الله عز وجل وأحذركم وأنهاكم أن تكونوا ممن قال الله في حقهم‏:‏ ‏{‏قل إن كان آباؤهم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم‏}‏‏.‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 24‏]‏‏.‏ الآية وصلى الله على خاتم النبيين وإمام المرسلين والحمد لله رب العالمين‏.‏

فلما وصل الكتاب إلى أبي عبيدة رضي الله عنه قرأه على المسلمين فعلموا أن أمير المؤمنين عمر يحرضهم على القتال وندم أبو عبيدة رضي الله عنه على صلح قنسرين ولم يبق أحد من المسلمين إلا بكى من كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

وقالوا‏:‏ أيها الأمير ما يقعدك عن الجهاد فدع أهل شيزر وقنسرين واطلب بنا حلب وأنطاكية فلعل الله أن يفتحهما على أيدينا وقد انقضى أجل الصلح وما بقي إلا القليل وما البقاء إلا للملك الجليل فعزم أبو عبيدة على المسير إلى حلب وعقد راية لسهل بن عمرو وعقد راية أخرى لمصعب بن محارب اليشكري وأمر عياض بن غانم أن يسير على مقدمتهم واتبعه خالد بن الوليد وسار أبو عبيدة رضي الله عنه إلى أن نزل على الرشين وصالح أهلها وسار إلى حماة فخرج أهلها إليه ومعهم الإنجيل وقد رفعه الرهبان على أكفهم والقسس أمام القوم يطلبون منه الصلح والذمام فلما رآهم أبو عبيدة رضي الله عنه وقف وقال لهم‏:‏ ما الذي تريدون‏.‏

فقالوا‏:‏ أيها الأمير نريد أن نكون في صلحكم وذمامكم فأنتم أحب إلينا‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق