إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

79 فتوح الشام ( للواقدي )



79


فتوح الشام ( للواقدي )



قال الواقدي‏:‏ فرضي أبو عبيدة رضي الله عنه بذلك وقال‏:‏ أنا أبعث من يحدد لكم ذلك قال اصطخر‏:‏ أيها الأمير ما نريد معنا أحدًا من أصحابك نحن نصنع عمودًا وننصبه ويكون عليه صورة الملك هرقل فإذا رآه أصحبك لا يجاوزونه‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ افعل ذلك ثم دفع إليه الكتاب ونادى في عساكر المسلمين وأصحاب الغارات من نظر إلى عمود فلا يتعداه ولا يتجاوزه بل يشن الغارة على أرض حلب وحدها ولا يتجاوز العمود فليبلغ الشاهد الغائب‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ورجع اصطخر إلى طريق قنسرين وأعلمه بما جرى له مع خالد بن الوليد رضي الله عنه ودفع له الكتاب ففرح بذلك وقصد إلى عمود عظيم وصنع عليه صورة الملك هرقل كأنه جالس على كرسي مملكته‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وكانت خيل المسلمين تضرب غارتها إلى أقصى بلاد حلب والعمق وأنطاكية ويحيدون عن حد قنسرين والعواصم ولا يقربون العمود‏.‏

قال عمر بن عبد الله الغبري عن سالم بن قيس عن أبيه سعد بن عبادة رضي الله عنه قال‏:‏ كان صلح المسلمين لأهل قنسرين والعواصم على أربعة آلاف دينار ملكية ومائة أوقية من الفضة وألف ثوب من متاع حلب وألف وسق من طعام‏.‏

قال الواقدي‏:‏ حدثنا عامر‏.‏

قال‏:‏ كنا في بعض الغارات إذ نظرنا إلى العمود وعليه صورة الملك هرقل فجئنا عنده وجعلنا نجول حوله بخيولنا ونعلمها الكر والفر وكان بيد أبي جندلة قناة تامة فقرب به الجواد من الصورة وهو غير متعمد ذلك ففقأ عين الصورة وكان عندها قوم من الروم وهم غلمان صاحب قنسرين يحفظون العمود فرجعوا إلى البطريق وأعلموه بذلك فغضب غضبًا شديدًا ودفع صليبا من الذهب إلى بعض أصحابه وضم إليه ألف فارس من أعلاج الروم وعليهم الديباج الرومي وعليهم المناطق المجوفة وأمر اصطخر أن يسير معهم‏.‏

وقال له‏:‏ ارجع إلى أمير العرب وقل له غدرتم بنا ولم توفوا بذمامكم ومن غدر جندل فأخذ اصطخر الصليب وسار مع ألف فارس من الروم حتى أشرف على أبي عبيدة رضي الله عنه فلما نظر المسلمون إلى الصليب وهو مرفوع أسرعوا إليه ونكسوه فاستقبل أبو عبيدة القوم وقال‏:‏ من أنتم‏.‏

قال اصطخر‏:‏ أنا رسول صاحب قنسرين إليك وهو يقول لك غدرتم ونقضتم العهد الذي بيننا وبينكم فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمت بذلك وسوف أسأل عنه ثم نادى‏:‏ يا معاشر الناس من فقأ عين التمثال فليخبرنا بذلك فقالوا‏:‏ أيها الأمير أبو جندلة وسهل بن عمرو صنعا ذلك من غير أن يتعمداه‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه لاصطخر‏:‏ إن صاحبنا فعل ذلك من غير أن يتعمد فما الذي يرضيك منا‏.‏

فقالت الأعلاج‏:‏ لا نرضى حتى نفقأ عين ملككم يريدون بذلك أن يتطرقوا إلى رقاب المسلمين‏.‏

ففال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ ها أنا فاصنعوا بي مثل ما صنع بصورتكم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق