إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

73 فتوح الشام ( للواقدي )


73

فتوح الشام ( للواقدي )


فقال‏:‏ أرشدك الله للخيرات فنعم المرشد أنت احمل حتى احمل معك بحملك قال‏:‏ فحمل عبد الله بن جعفر من جهته وحمل ضرار بن الأزور من جهته واتبعتهما الرجال وزعقوا في الروم وحماة المشركين وهم يمانعون عن أنفسهم وكان أشدهم منعة بطريقهم فبرز أمام القوم وهو يهدر كالبعير ويزأر زئير الأسد يصيح بكلمة الكفر ويحمل حملات الشجعان فقصده ضرار بن الأزور وباطشه في الضرب والتقت الأقران ونظر ضرار إلى العلج وعظم خلقته وتمكنه في سرجه وشدة ضربه وحسن احترازه فأخذ ضرار منه حذره واحترز منه البطريق وطلبه أشد الطلب وكل واحد منهما طامع في صاحبه فانفرد ضرار بن الأزور مع صاحب القوم وكل قرن مع قرنه وليس مع ضرار أحد المسلمين فانبسط ضرار بين أيديهم ليمكر بهم وطلبه البطريق وأصحابه وقصدوه بحملتهم فلما نظر ضرار إلى ذلك قصد موضعًا يصلح لمجال الخيل فاعترضه واحد من ظلمة الليل فكبا به الجواد فسقط الأرض هاويًا ثم ثار من سقطته يروم أخذ الفرس فلم يجد إلى ذلك سبيلًا فوقف مكانه وسيفه وجحفته بيده وجعل يجاهدهم بسيفه وصبر لهم صبر الكرام ولم تأخذه في الله لامة لائم فخفق عليه بطريق الروم وأقبل يضربه بعموده فلما لازمه ورمى العمود عليه زاغ ضرار عن الضربة ثم وثب إليه وثبة الأسد وضربه ضربة أزعجت فرس البطريق من تحته وقام على رجليه وشك بيديه وضربه الثانية فوقعت ضربة ضرار في عين جواده فانتكس الجواد إلى الأرض ووقع العلج على ظهره ولم يقدر أن يقوم لأنه مزرد في سرجه فعالجه ضرار قبل وصول غلمانه إليه وضربه على حبل عاتقه فنبا سيفه ولم يعمل شيئًا فناهضه العلج وقد أيقن بالهلاك وقبض عليه وكان كالجبل العظيم فرماه ضرار تحته وملك صدره واستوى على نحره وكان مع ضرار سكين من صنعة اليمن لا تفارقه فاستلها عن غمدها وضرب صدر عدو الله إلى سرته فسقط عدو الله قتيلًا وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار‏.‏

ثم وثب ضرار وملك جواد عدو الله واستوى في سرجه وكان على الجواد كثيرًا من الذهب والفضة والفصوص التي تساوي ثمنًا كثيرًا فلما صار على ظهر الجواد حمل وكبر على المشركين ففرقهم يمينًا وشمالًا وكان ضرار لما انبسط أمام القوم ملك عبد الله بن جعفر الدير ومن فيه ومن معه من المسلمين وأحدقوا به ولم يأخذوا منه شيئًا حتى رجع خالد رضي الله عنه من اتباع الروم وذلك أن خالدًا اتبعهم إلى نهر عظيم كان بينهم وبين طرابلس الشام والروم يعرفون مخاوضه فوقف خالد ورجع إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهم قد ملكوا الدير وقتلوا العلج وانتشرت الناس في جمع الغنائم وما كان في السوق من المتاع والفراش والقماش والثياب والطعام وغيره قال واثلة بن الأسقع‏:‏ فجعلنا نجمعه ونأكل من الخيرات وأخرجوا ما كان في الدير من آنية الذهب والفضة والستور والمراتب وأخرجوا ابنة البطريق ومعها أربعون جارية لهن حلي وحلل والمال على البراذين والبغال والحمير فانقلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنيمة والأموال الجسيمة‏.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق