إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

64 فتوح الشام ( للواقدي )



64


فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ ثم إن عمر رضي الله عنه كتب كتابًا لأبي عبيدة بن الجراح يقول فيه‏:‏ قد وليتك على الشام وجعلتك أميرًا على المسلمين وعزلت خالد بن الوليد والسلام‏.‏

ثم سلم الكتاب إلى عبد الله بن قرط وأقام قلقًا على ما يرد عليه من أمور المسلمين وصرف همته إلى الشام‏.‏

تولية أبي عبيدة قال الواقدي‏:‏ حدثني رافع بن عميرة الطائي‏.‏

قال حدثني يونس بن عبد الأعلى وقد قرأت عليه بجامع الكوفة‏.‏

قال حدثني عبد الله بن سالم الثقفي عن أشياخه الثقات‏.‏

قال‏:‏ لما كانت الليلة التي مات فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه رأى عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه رؤيا قصها على عمر رضي الله عنه وكانت تلك الليلة بعينها قال‏:‏ رأيت دمشق والمسلمون حولها وكأني أسمع تكبيرهم في أذني وعند تكبيرهم وزحفهم رأيت حصنًا قد ساخ في الأرض حتى لم أر منه شيئًا ورأيت خالدًا وقد دخلها بالسيف وكأن نارًا أمامه وكأنه وقع على النار فانطفأت فقال الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنهم أجمعين‏:‏ أبشر فقد فتح الشام هذه الليلة أو قال‏:‏ يومك هذا إن شاء الله تعالى فبعد أيام قدم عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه كتاب الفتح فلما رآه قال‏:‏ يا ابن عامر كم عهدك‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ يوم الجمعة‏.‏

قال‏:‏ ما معك من الخبر‏.‏

فقلت‏:‏ خير وبشارة وإني سأذكرها بين يدي الصديق رضي الله عنه‏.‏

فقال‏:‏ قبض والله حميدًا وصار إلى رب كريم وقلدها عمر الضعيف في جسمه فإن عدل فيها نجا وإن ترك أو خلط هلك‏.‏
قال عقبة بن عامر‏:‏ فبكيت وترحمت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخرجت الكتاب فدفعته إليه فلما قرأه نظر فيه وكتم الأمر إلى وقت صلاة الجمعة‏.‏

فلما خطب وصلى ورقى المنبر واجتمع المسلمون إليه وقرأ عليهم كتاب الفتح فضج المسلمون بالتهليل والتكبير وفرحوا ثم نزل عن المنبر وكتب إلى أبي عبيدة رضي الله عنه بتوليته وعزل خالد ثم سلمني الكتاب وأمرني بالرجوع قال فرجعت إلى دمشق فوجدت خالدًا قد سار خلف توما وهربيس فدفعت الكتاب إلى أبي عبيدة فقرأه سرًا ولم يخبر أحدًا بموت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم كتم أمره وكتم عزل خالد وتوليته على المسلمين حتى ورد خالد من السرية فكتب الكتاب بفتح دمشق ونصرهم على عدوهم وبما ملكوا من مرج الديباج وإطلاق بنت الملك هرقل وسلم الكتاب إلى عبد الله بن قرط فلما ورد به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأ عنوان الكتاب من خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنكر الأمر ورجعت حمرته إلى البياض وقال‏:‏ يا ابن قرط أما علم الناس بموت أبي بكر رضي الله عنه وتوليتي أبا عبيدة بن الجراح قال عبد الله بن قرط‏:‏ قلت‏:‏ لا فغضب وجمع الناس إليه وقام على المنبر‏.‏

ثم قال‏:‏ يا معاشر الناس إني أمرت أبا عبيدة الرجل الأمين وقد رأيته لذلك أهلًا وقد عزلت خالدًا عن إمارته فقال رجل من بني مخزوم‏:‏ أتعزل رجلًا قد أشهر الله بيده سيفًا قاطعًا ونصر به دينه وإن الله لا يعذرك في ذلك ولا المسلمين إن أنت أغمدت سيفًا وعزلت أميرًا أمره الله لقد قطعت الرحم ثم سكت الرجل فنظر عمر رضي الله عنه إلى الرجل المخزومي فرآه غلامًا حدث السن‏.‏

فقال شاب حدث السن غضب لابن عمه ثم نزل عن المنبر وأخذ الكتاب وجعله تحت رأسه وجعل يؤامر نفسه في عزل خالد فلما كان من الغد صلى صلاة الفجر وقام فرقى المنبر خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فصلى عليه وترحم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم قال‏:‏ أيها الناس إني حملت أمانة عظيمة وإني راع وكل راع مسؤول عن رعيته وقد جئت لإصلاحكم والنظر في معايشكم وما يقربكم إلى ربكم أنتم ومن حضر في هذا البلد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏من صبر على أذاها وشرها كنت له شفيعًا يوم القيامة‏)‏‏.‏ وبلادكم بلاد لا زرع فيها ولا ضرع ولا ما أوقر به الإبل إلا من مسيرة شهر وقد وعدنا الله مغانم كثيرة وإني أريدها للخاصة والعامة لأولي الأمانة والتوقير للمسلمين‏.‏
‏.‏
‏.‏
يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق