إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

53 فتوح الشام ( للواقدي )


53

فتوح الشام ( للواقدي )


فقال‏:‏ أنت في ذمتنا فاسلك أي طريق شئت فإذا صرت في أرض تملكونها فقد خرجت من ذمتنا أنت ومن معك‏.‏

فقال توما وهربيس‏:‏ نحن في ذمتكم وجواركم ثلاثة أيام أي طريق سلكنا فإذا كان بعد ثلاثة أيام فلا ذمة لنا عندكم فمن لقينا منكم بعد ثلاثة أيام وظفر بنا فنحن لهم عبيد إن شاء أسرنا وإن شاء قتلنا‏.‏

فقال خالد‏:‏ قد أجبناك إلى ذلك لكن لا تحملوا معكم من هذا البلد إلا الزاد الذي تتقوتون به‏.‏

قال أبو عبيدة لخالد‏:‏ هذا كلام داع لنقض العهد والصلح إنما وقع بيننا أنهم يخرجون برجالهم وأموالهم‏.‏

فقال خالد‏:‏ سمحت لهم بذلك إلا الحلقة يعني السلاح فإني لا أطلق لهم شيئًا من ذلك‏.‏

فقال توما‏:‏ لا بد لنا من السلاح نمنع به عن أنفسنا في طريقنا إن طرقنا طارق حتى نصل إلى بلدنا وإلا فنحن بين أيديكم فاحكموا فينا بما أردتم‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ أطلق لكل واحد قطعة من السلاح إن أخذ سيفًا فلا يأخذ رمحًا وإن أخذ رمحًا فلا يأخذ سيفًا وإن أخذ قوسًا فلا يأخذ سكينًا‏.‏

فقال توما لما سمع منهم ذلك الكلام‏:‏ قد رضينا بذلك وما يريد كل واحد منا إلا قطعة من السلاح لا غير ثم قال توما لأبي عبيدة‏:‏ إني خائف من هذا الرجل أعني خالد بن الوليد فليكتب لي بذلك قال أبو عبيدة‏:‏ ثكلتك أمك إنا معاشر العرب لا نغدر ولا نكذب وإن الأمير أبا سليمان قوله قول وعهده عهد ولا يقول إلا الصدق‏.‏

قال فانطلق توما وهربيس يجمعان قومهما ويأمرانهم بالخروج‏.‏

قال وكان الملك له خزانة ديباج في دمشق فيها زهاء من ثلاثمائة حمل ديباج وحلل مذهبة فعزم على إخراجها وأمر توما فضربت له خيمة من القز ظاهر دمشق وأقبلت الروم تخرج الأمتعة والأموال والأحمال حتى أخرجوا شيئًا عظيمًا فنظر خالد بن الوليد إلى كثرة أحمالهم‏.‏

فقال‏:‏ ما أعظم رحالهم ثم قرأ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضة ومعارج عليها يظهرون‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 33‏]‏‏.‏ الآية ثم نظر خالد إلى القوم كأنهم حمر مستنفرة ولم يلتفت أحد إلى أخيه من شدة عجلتهم فلما نظر خالد إلى ذلك رفع يديه إلى السماء وقال‏:‏ اللهم اجعله لنا وملكنا إياه واجعل هذه الأمتعة قوتًا للمسلمين آمين إنك سميع الدعاء ثم أقبل على أصحابه وقال لهم‏:‏ إني رأيت أنا رأيًا فهل أنتم تتبعوني عليه‏.‏

فقالوا‏:‏ نتبعك ولا نخالف لك أمرًا فقال خالد‏:‏ قوموا بخيلكم حق القيام وأحسنوا إليها ما استطعتم وانجزوا سلاحكم فإني أسير بكم بعد ثلاثة أيام في طلب هؤلاء القوم وأرجو من الله أن يغنمنا هذه الغنيمة والأموال التي رأيتموها‏.‏

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق