391
فتوح الشام ( للواقدي )
خروج عيسى عليه السلام من مصر وإقامته بأرض البهنس قال الله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} [المؤمنون: 50] الآية وتقدم أنها البهنسا على اختلاف المفسرين.
قال أصحاب التواريخ وهم المسعودي وأبو جعفر الطبراني والواقدي وابن إسحق وابن هشام وأصحاب السير وأهل التفسير مثل سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وابن عباس ومن تكلم في هذا الكتاب العجيب الذي لو كتب بالذهب لكان قليلًا وقد جمع فيه كتب كثيرة وتواريخ وتفاسير وفتوحات.
قالوا: كان مولد عيسى لمضي اثنتين وأربعين سنة من هلوك الطوائف وكانت الرياسة بالشام ونواحيها لقيصر ملك الروم وهرقل كما تقدم في فتوح الشام وكان بالبهنسا قنطاريوس والله أعلم باسمه فلما سمع الملك هيردوس بخبر المسيح قصد قتله وذلك أنهم نظروا إلى نجمه وقد طلع فعرفوا ذاك بحساب لهم في كتاب لهم فبعث الله ملكًا إلى يوسف النجار وأخبره بما أراد هيرودس وأن يعلم مريم أن تخرج إلى أرض مصر فإنه إن ظفر بولدك قتل فإذا مات هيردوس فارجعي إلى بلادك فاحتمل يوسف مريم وابنها عيسى على حمار له حتى دخل مصر وورد أرض البهنسا وهي الربوة التي ذكرها الله في كتابه العزيز {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} [المؤمنون:50] وهناك بئر في المعبد يستشفون بمائها من الأمراض وهي التي كانت مريم وابنها يستقان منها ويتوضآن منها للصلاة وكان هناك سرب تحت الأرض قيل إن مريم لما دخلت بولدها أرض البهنسا وجدا بئرًا وليس عليها رشاء فطلب عيسى عليه السلام الماء ليشرب بعد أن عطش عطشًا شديدًا وبكى فحزنت أمه فارتفع الماء من قعر البئر حتى شرب منه وهي من ذلك اليوم تزيد ويعرف منها زيادة النيل فجعل النصارى لها عيدًا إلى يومنا هذا وهناك دير وزراعات والله اعلم ثم دخل على مدينة البهنسا وأقام بها اثنتي عشر سنة وأمه تغزل الكتان وتلتقط السنبل في أثر الحصادين حتى تم لعيسى المدة المذكورة.
روى محمد الباقر قال: لما جاء عيسى إلى البهنسا وهو مع أمه له شهرين كأنه ابن سنتين فلما كمل تسعة أشهر أخذته والدته وجاءت به إلى الكتاب بأرض البهنسا فأقعده المؤدب بين يديه وقال له: قل بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال عيسى: بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال له المؤدب قل: أبجد.
فرفع عيسى طرفه وقال: أتدري ما أبجد.
فعلاه المؤدب بالمرة ليضربه فقال له: يا مؤدب لا تضربني إن كنت لا تدري فاسألني حتى أعرفك.
فقال: قل لي.
فقال: انزل من على مرتبتك فنزل من على مرتبته وجلس عيسى مكانه ثم قال: الألف آلاء الله والباءبهاء الله والجيم جلال الله.
والدال دين الله والهاء هوية جهنم وهي الهاوية والواو ويل لأهلها والزاي زفير جهنم والحاء حطت الخطايا عن المستغفرين والكاف كلام الله لا مبدل لكلماته والصاد صاع بصاع والقاف قرب حيات جهنم من العاصين.
فقال لها المؤدب: خذي بيد ابنك فقد علمه الله تعالى فلا حاجة له بالمؤدب.
حدثنا الحسين ومحمد بن الحسن المقري.
قال: حدثنا الحكيم محمد بن أحمد بن حمدون.
قال: حدثنا محمد بن حمدون بن خالد.
قال: حدثنا الحكم بن نافع عن إسماعيل عن ابن أبي مليكة عن عطية عن أبي سعيد الخمري.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عيسى عليه السلام أرسلته أمه إلى المكتب ليتعلم فقال له المعلم قل: بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال عيسى عليه السلام: وما بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال المعلم: لا أدري.
فقال عيسى: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك ملك الله) إلى آخر ما جاء من الآيات والمعجزات التي ظهرت لعيسى عليه السلام بأرض البهنسا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق