392
فتوح الشام ( للواقدي )
قال وهب: كان أول آية أراها عيسى عليه السلام بمدينة البهنسا للناس في صغره أن أمه كانت نازلة في دار بالبهنسا من أرض مصر عند دهقان من دهاقنة الملك أنزلها فيها يوسف النجار عنده حين أتى بها من أرض الشام إلى مصر وكانت داره مأوى المساكين فسرق للدهقان مال جزيل من خزانته وكان الدهقان من أخضاء الملك صاحب البهنسا ولم يتهم المساكين فحزنت مريم على مصيبة الدهقان صاحب ضيافتها فلما رأى عيسى عليه السلام حزن أمه قال يا أماه: أتحبين أن أدلك على ماله.
قالت: نعم.
قال: قولي له يجمع المساكين الذين كانوا في داره.
فقالت مريم للدهقان ذلك فجمع المساكين الذين كانوا في داره فلما اجتمعوا أتى إلى رجلين منهم أحدهما أعمى والآخر مقعد فجعل المقعد على كاهل الأعمى وقال له: قم به.
فقال له الأعمى: إني ضعيف عن ذلك.
فقال له: كيف قويت على ذلك البارحة.
فلما سمعوه يقول ذلك ضربوا الأعمى حتى قام به فلما استوى قائمًا وهو حامله أوصله إلى كوة الخزانة.
فقال عيسى عليه السلام: هكذا أخذ مالك البارحة لأن الأعمى استعان بقوته والمقعد بعينيه.
فقال الأعمى والمقعد: صدقت فردا على الدهقان ماله فوضعه الدهقان في خزانته وقال: يا مريم خذي نصفه.
فقالت: إني لم أخلق لذلك ثم قال الدهقان: أعطيه لابنك.
قالت: هو أعظم مني شأنًا ثم لم يلبث الدهقان إلا قليلًا وعمل لولده عرشًا فجمع إليه أهل المدينة كلهم فكان يطعمهم شهرين فلما انقضى ذلك زارته أكابر البلاد وملوكها وليس عنده طعام ولا شراب ولا إدام فلما اجتمعوا أمر عيسى عليه السلام بجرار الخمر الفارغة أن تملأ ماء ثم مر بيده على أفواهها وهو يمشي فكلما مرت يده على جرة امتلأت شرابًا هذا وهر ابن اثنتي عشرة سنة فازدادت أهل البهنسا فيه اعتقادًا ومن قال السدي: كان عيسى عليه السلام يحدث الصبيان في المكتب بما تصنع آباؤهم ويقول للغلام: انطلق فقد أكل أهلك كذا وكذا فينطلق الصبي إلى أهله ويبكي عليهم حتى يعطوه شيئًا فيقولون له: من أخبرك بهذا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق