380
فتوح الشام ( للواقدي )
قال الواقدي: حدثنا عبد الله بن بشر.
قال: حدثنا سليمان بن عامر قال: أخبرنا عبد الله أن يزدجرد الملك لما كان بأعلى الإيوان يوم خاض المسلمون الدجلة ورأى عبورهم والخيل لا ترجع والعرب لا تجزع والصحابة يتحدثون وهم في الماء كأنهم على الأرض أيقن بزوال ملكه وذهاب عزه فنزل وهو يبكي وأخذ من بيوت المال والخزائن من الثياب والآنية شيئًا لا قيمة له ولا يعرف له ثمن وترك ما بقي عنده من عدة الحصار من الزاد والبقر والغنم ومن كل الأطعمة والأشربة وكان أول من دخل المدينة القصوى مسكن الملك وهي إسبانير يعقوب الهذلي ومعه الكتيبة الخرساء كتيبة القعقاع بن عمرو فدخلوا يخترقون المدينة ولا يلقون أحدًا.
قال فعزم سعد على الدخول في المدينة القصوى لما أمر زهرة بن الجويرية أن يذهب بعسكره ويتبع المنهزمين وسير كتيبة أخرى مع المرقال فلحق بحاجب بن حجاب بن كسرى فخاطبه بالفارسية.
فقال: إن العرب قد عبرت إلينا ولم يعرفه فطعنه المرقال فقتله وأخذ غلمانه أسرى وموجودهم وأتى به إلى سعد.
ويقال أحد مرازبة كسرى الكبار كان يوم دخول العرب المدينة داخلها وكان غير مكترث بهم فخرج إلى ظاهر داره ورجع يريد منزله وإذا بغلمانه وهم خارجون من الدار يهرعون وقد أخرجوا الأمتعة فقال: ما لكم.
قالوا: إن الزنابير قد غلبت على منازلنا فأخرجتنا قوة.
قال واشتد الصياح والبكاء والعويل من أهل المدينة وهم يلطمون على وجوههم.
فلما رأى المرزبان ذلك أخرج لامة حربه ولبسها وأتوه بجواده فشده وأسرجه فانقطع ثلاث مرات فمر به فارس من العرب فطعنه.
وقال: خذها وأنا ابن المخارق ومضى عنه ولم يلتفت إلى سلبه.
قال ودخل سعد يطلب الإيوان.
فلما دخل المدينةدخلها وهو يقرأ {وأورثناها قومًا آخرين} [الدخان: 128].
فلما دخل الإيوان ترتجل وصلى فيه صلاة الفتح ثمان ركعات لا يفصل بينهما واتخذه مسجدًا.
قال وكان في الإيوان تماثيل وصور فتركوها على حالها.
قال وأتمم سعد الصلوات من يوم دخل الإيوان.
فإنه أراد المقام بها وجمع وكانت أول جمعة صليت بالعراق وبالمدائن في شهر صفر.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق