إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

381 فتوح الشام ( للواقدي )


381

فتوح الشام ( للواقدي )


ثم إن سعدًا تحول من الإيوان بعد ثلاثة أيام إلى القصر الأبيض وأقام سعد على قبض أموال الغنائم عمرو بن عمرو بن مقرن وأموه أن يجمع ما في القصور والإيوان والخزائن والدور والأسواق وأن يحصيها وكان أهل المدائن لما رأوا العرب في أرض واحدة خرجوا فرارًا وأخذوا معهم ما قدروا على حمله وما انفلت أحد منهم بشيء إلا وأخذه منهم المسلمون وأتوا به إلى سعد نتسلمه عمرو وصيرها في جملة ما جمعوه من الأموال وكان أول شيء جمعوه يومئذ بالقصر الأبيض ثم منازل كسرى وسائر دور المدائن‏.‏

قال جهد بن صبار‏:‏ دخلنا المدائن فمرركا بأبيار عليها أغطية من رصاص فظننا أنها طعام ففتحناها‏.‏

فإذا هي أوان من ذهب وفضة ورأينا كافورًا كثيرًا فحسبناه ملحًا فما اعتبرناه وقال‏:‏ وخرج زهرة في طلب المنهزمين فانتهى إلى جسر النهروان وإذا عليه كثير من الفرس بأعظم عدة وأحسن زينة وهم يزدحمون على الجسر‏.‏

قال ووقع بغل في الماء فتكاثروا عليه وصاح بعضهم على بعض‏.‏

قال ووقع منهم بغل آخر فصاروا في هرج ومرج‏.‏

فلما رآه المسلمون قال زهرة‏:‏ إن لهذا البغل لشأنًا وما تكالب عليه القوم وصبروا مع ما في قلوبهم من الخوف إلا لأمر عظيم‏.‏

وقال‏:‏ احملوا عليهم وابذلوا فيهم السيوف‏.‏

قال‏:‏ فحملنا عليهم حملة صادقة فقتلنا منهم أناسًا كثيرة وولى الباقي منهزمين وأخذنا البغل وإذا عليه حلة كسرى وثيابه ودرعه ووشاحه التي كان فيها الجوهر وكان يجلس بها للمباهاة‏.‏
قال‏:‏ فأتينا بها قال سهل بن سابق‏:‏ لما أخذنا البغل وأتينا به لم ندر ما عليه وعن يعقوب عن جده‏.‏

قال كنت مع من خرج في طلب المنهزمين وإذ نحن ببغلين مع اثنين وهما يرميان كل من يقربهما بالنشاب ولم يجسر أحد أن يدنو منغمًا فقصدتهما وحملت عليهما وقتلتهما وأتيت بالبغلين إلى صاحب الأقباض وهو يكتب كل ما تأتي به العرب من سائر العراق‏.‏

فلما أتيته بالبغلين قال لي‏:‏ على رسلك حتى ننظر ما معك‏.‏

فحطيت عنهما‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق