إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

150 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها ضواحي الدير



 150


تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

ضواحي الدير


أما ضواحي الدير التي تستحق الزيارة لما عليها وعلى الطرق المؤدية إليها من قديم الآثار فهي : " قمم جبال موسى . والصفصافة , والمناجاة . وكاترينا "   ص  223

أما " قمة " جبل موسى " فلها من الدير طريقان : " طريق سيدنا موسى . وطريق عباس باشا " أما " طريق سيدنا موسى " فهي طريق مختصرة إلا أنها متحدرة شاقة مهدها الرهبان منذ عهد بعيد جدا وجعلوا لها سلما من الحجر الغشيم فيه نحو 000و3درجة وقد رممه المطران الحالي سنة 1911 .

  ومسافة هذه الطريق يحو ساعتين ونصف ساعة للشاب النشيط المتعود تسلق الجبال : تصعد فيها نحو ثلث ساعة فتأتي " نبع ماء " كان يعيش عليه قديما ناسك اسكافي . فربع ساعة تأتي " كنيسة الأقلوم " . وفي تقاليد الرهبان الروائية : أنه في إحدى السنين اشتد الجوع في الجزيرة وانقطع الزاد عن الرهبان فأقروا على ترك الدير والالتجاء إلى مدينة الطور فرارا من الجوع فصعدوا إلى قمة جبل موسى لأداء الزيارة قبل الرحيل وتأخر الأقلوم في الدير فأقفل الأبواب وسلم المفاتيح إلى شيخ أولاد سعيد بحضور مشايخ الجزيرة كلهم وسار في طريق قمة جبل موسى لاحقا باخوانه . فلما وصل هذا المكان تجلت له مريم العذراء وابنها الطفل على يدها وقالت له : " اذهب وتمم زيارتك لقمة الجبل وعد بإخوانك إلى الدير فإن الفرج قد جاءكم " قالت ذلك وغابت عن نظره . فعاد بإخوانه إلى الدير فوجدوا إبلا كثيرة محملة حبوبا فسألوا أصحاب الإبل عمن أتى بهذه الحبوب فقالوا أتى بها شيخ جليل علاه الشيب وفتاة في نتهى الجمال وقد رافقانا إلى هذا المكان ثم اختفيا عن الأبصار . قال الرهبان إن الشيخ والفتاة هما موسى النبي والقديسة كاترينا وقد شادوا هذه الكنيسة على اسم مريم العذراء تذكارا لتلك الحادثة العجيبة .

  تصعد من كنيسة الأقلوم عشر دقائق تجد " القنطرة الأولى " مبنية بالحجر المقصوب . فعشر دقائق أخرى تجد " القنطرة الثانية " قالوا كان يجلس عند كل قنطرة راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسماءهم .

  تسير من القنطرة الثانية نصف ساعة في منخفض بين الجبال يدعى " الفرش " فتأتي " كنيسة موسى النبي " وبجانبها " كنيسة ايليا النبي " . وفي هذه الكنيسة مغارة متسعة . قيل أنها المغارة التي سكنها ايليا النبي عند مجيئه إلى حوريب " ملوك 1ص19"    ص  224

ومن الفرش طريق تتجه شمالا بغرب إلى " قمة جبل الصفصافة " مسيرة ساعة ونصف ساعة مارة بمغارة القديس اسطفان المار ذكره عن اليسار ثم كنيسة مار يوحنا عن اليمين . وهذه القمة هي في رأي أكثر المحققين القمة التي وقف عليها موسى وألقى على شعبه الوصايا العشر وهم تجاهه في سهل الراحة كما مر . ولنعد إلى طريق سيدنا موسى .

  تصعد من كنيسة النبي ايليا خمس دقائق فتأتي سفح " شاهق " عظيم أتينا على رسمه عند ذكر جبل موسى . ومنه تصعد في درج يكاد يكون عاموديا نحو ساعة فتصل قمة جبل موسى . تجد هناك كنيسة صغيرة وجامعا صغيرا وينكشف لك منظر من أجمل مناظر الطبيعة كما قدمنا . وقبل وصولك إلى قمة الجبل بنحو 5 دقائق تجد على الطريق أثرا في صخرة كأثر قدم الجمل يدل البدو عليه أنه الأثر الذي تركه جمل النبي لما زار الجبل . قيل سميت هذه الطريق طريق موسى لأن موسى كان يتخذها إلى قمة الجبل من العليقة .     ص   225

  وأما " طريق عباس باشا " فإنها تسير من الدير شرقا إلى رأس جبل المناجا ثم تنحرف جنوبا إلى سفح " الشاهق " المار ذكره . وإلى هنا يمكن الزائر أن يركب جوادا أو هجينا أربعين دقيقة من الدير ثم يترجل ويسير في " طريق سيدنا موسى " إلى قمة الجبل نحو ساعة فتكون مسافة هذه الطريق ساعة وثلثي الساعة . وقد مهدها من الدير إلى الشاهق المغفور له عباس باشا الأول فسميت باسمه .

  وأهم ما في هذه الطريق " جبل المناجاة " وعلى قمته كنيسة صغيرة . قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات .

  أما " قمة جبل كاترينا " فلها من الدير طريق واحد تنحدر غربا بوادي الدير إلى مقام النبي هارون فتلتقي وادي اللجاة فتصعد معه جنوبا إلى رأسه ومنه صعودا في الجبل إلى قمته . ومسافة هذه الطريق من الدير إلى رأس وادي اللجاة ساعة للراكب وساعة وثلث للماشي . ومن رأس وادي اللجاة إلى قمة الجبل ساعتان للراكب وثلاث ساعات للماشي النشيط في طريق لولبية مهدها سنة 1905 الأب كالستو أحد رهبان الدير . وهذا الراهب هو باني الكنيسة وصهريج الماء المار ذكرهما على قمة جبل كاترينا . ومما يستحق الذكر في طريق الدير إلى رأس وادي اللجاة :

  " جبانة للجبالية " على وادي الدير قبيل مقام النبي هارون وفيها قبر يزار للشيخ تهمة من الجبالية مات منذ نحو مئة سنة .

  " نقرة البقرة " على نحو خمس دقائق جنوبي مقام النبي هارون . قيل أنها البقعة التي صنع عليها النبي هارون العجل لبني إسرائيل عند تغربهم في جبل سيناء .

  " فالبستان " من أهم بساتين الدير على يمين وادي اللجاة وفيه أنواع الفاكهة والخضر . ومنزل صغير طبقتين . وكنيسة قديمة العهد على اسم مار جرجس .

 " الربة " على يسار وادي اللجاة في منتصف الطريق بين رأس الوادي والدير وهناك بستان متسع حوى أنواع الفاكهة والخضر . وفيه كنيسة جميلة تدعى كنيسة الرسل . ومنزل صغير في طبقتين , ونبعان غزيران . وأقدم ما فيه ثلاث صخرات نبطية كبيرة . وبجانب الربة إلى جهة الغرب منازل من حجر غشيم وطين للجبالية .    ص   226

يسكنون فيها أيام الصيف . وعلى نحو ساعة غربيها الجبل الذي اختاره ساكن الجنان عباس باشا الأول مصيفا له وشرع في بناء قصر عليه فلم يتمه .

 " اللجاة السفلى " وهي بستان من الزيتون والرمان بين الربة ورأس الوادي . وفي أسفله نبع غزير يسقي " البستان " المار ذكره " والحواويط والقنطرة " بينهما .

  " اللجاة العليا " في رأس الوادي . وهناك بستان عظيم من شجر الزيتون وبعض ِأشجار الفاكهة . وخمس عيون ماء . ومنزل قديم للرهبان . وكنيسة " الأربعين شاهد " . وهم الشهداء الأربعون الذين قتلوا لأجل ايمانهم بالمسيح في سبسطية بكبدوكية في 9 آذار سنة 320 م

  صخرة موسى " بين اللجاة السفلى واللجاة العليا . وهي صخرة غرانيتية علوها نحو 12 قدما وطولها وعرضها نصف ذلك . يدل عليها الرهبان أنها الصخرة التي أخرج منها موسى النبي الماء لبني إسرائيل " سفر العدد ص19عدد8: 11 "

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق