246
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الجزء الثاني في بداوة سيناء
الباب الأول في لغة بدو سيناء وديانتهم ومعارفهم وزراعتهم وصناعتهم وتجارتهم
الفصل الأول في لغتهم
" حداء الإبل "
وأما حداء الإبل فهو الغناء للإبل وهي تشرب أو تسير . قيل لأنها تستعذب الشرب وتستحب السير على صوت الحداء . ومما حكي في تأثير الحداء على الإبل أن أميرا مر بشيخ عرب فرأى عبدا مقيدا بالحديد فقال الأمير ما الذي جناه هذا العبد حتى استحق هذا الجزاء فقال الشيخ اتبعني وأخذه إلى مراح الإبل فرأى الإبل متعبة منهوكة لا تستطيع حراكا . فقال للعبد غن لها فغنى فنهضت لساعتها متحمسة كأن لم يكن بها شئ . فقال الشيخ هذا العبد أتى بالإبل من مكان بعيد وهي تحمل أثقالا وأخذ يغني لها حتى ضاعفت سيرها فصارت إلى هذه الحال , هذا ولكل قبيلة ألحان ومقاطيع في الحداء تختلف فيها عن الأخرى . وقد رأيت التياها على بئر نخل ينشدون الحداء إبلهم وهم يسقونها وكانوا ينشلون الماء اثنين اثنين بادل من جلد . ومما سمعته منهم :
يا مرحبا يا بلنـــا حين ما روينا شلنا
يا مرحبا وارحابي وتسوق فيها ركابي
ياواردين على المي عنيق المهايا سلمي
يا حسن طلي وشوفي زين الخيال وقوف
عشيرك يا رية على الركايب عيا
فاطري وأنا لها يا لبنها لي عشا
ذود بلا حيران عسكر بلا ديوان
أبشر بالروا ما زال الخمسة سوا ص 346
أبشري بالروي مادام أنا قــــــوي
علي ري الفاطر لما يطيب الخاطـــر
علي ما رويها وازرع جمايل فيها
لبنها اللي شربناه على المي ودها ياه
واللي يرن سوارها نحلب لها الخوارة
يابو خديد أبيض ريض على المي ريض
والحرص يا خيالة من نومة القيالة
وايش تشتهي وتدوقي مشمش على برقوق
أم حنيك المنقوش انكس لها الطربوش
يابو شنيف فضة والهرج عنه غضة
ما هدني وأضناني غير أنت يا الفيداني
يا أم شنيف لا ويته ليش النذل مهاويته
يابو قنيع محجر والزين توه صدر
يا بو قرون طوال تعال والصق حدي
يارب سلمها لي من كل فج خال
والشايب القباني عن ملعبي عداني
يا بير يا مليان يا ملعب الصبيان
طيبة يا طابة غضيان جوها صحابها
ومن مقاطيع الحويطات التي سمعتهم يغنونها على بئر نخل :
تعا هل . تعا يا دلو . عطشان وطال ريه . يكررونها مرارا . ص 347
ومن قبيل الحداء ما ينشدونه وهم يحصدون الزرع :
رن حجل البدوية رن واعجبني دوية
يا جميل الصالحية وين بت البارحية
بت في حته ورنه والعطور الفايحية
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق