142
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الكنيسة الكبرى
أما الكنيسة الكبرى وتعرف بكنيسة الاستحالة ففي زاوية السور الشمالية الشرقية . وهي مبنية بالحجر الغرانيتي المنحوت كبناء السور أو أجمل . طولها 40و 38 مترا وعرضها 20 و19 مترا ومتوسط علو جدرانها ما عدا السقف والقبة 5 أمتار . ولها باب كبير يفتح للغرب . وفي داخلها صفان من العمد الغرانيتية في كل صف سبعة عمد ضخمة كل عمود منها حجر واحد وينقسم بها صحن الكنيسة إلى ثلاثة أقسام : فسحة في الوسط ورواق إلى اليمين ورواق إلى الشمال . ويحف بالعمد الأمامية عن يمين الداخل وشماله صفان من المقاعد الخشبية لجلوس الناس عليها في أثناء الصلاة . وفي وسط الصف عن شمال الداخل منبر من الرخام جميل الصنع يصعد إليه بسلم أهدي إلى الكنيسة سنة 1787م لا يرتقي إليه الا شماس الكنيسة لقراءة الانجيل أو الواعظ من الرهبان .
وفي آخر صف المقاعد التي عن يمين الداخل منبر لمطران الدير قد رسم عليه الدير وضواحيه رسمه الأب كرنارس الكريتي من مصوري القرن الثامن عشر المشهورين .
والكنيسة مبلطة بالرخام ومزدانة بالايقونات القديمة والثريات والقناديل النفيسة كسائر الكنائس الشرقية . وأقدم الأيقونات فيها أيقونة مريم العذراء والمسيح الطفل على يدها قيل أنها من صنع لوقا الانجيلي . وأيقونة العذراء وسمعان وعلى يده المسيح بعد ولادته بثمانية أيام يزوره الهيكل . قيل أنها من اختراع الملك يوستينيانوس وقد أهداها إلى الكنيسة عند إنشائها . وأيقونة القديسة كاترينا .
" هيكل الكنيسة " على أن أجمل ما في الكنيسة هيكلها . وأبدع ما في الهيكل حنيته المصورة . وهي نصف قبة في صدر الهيكل قد رسم عليها صورة السيد المسيح وصور الرسل والأنبياء ومؤسسي الكنيسة وكلها مصورة بالفسيفساء ببراعة عظيمة وإتقان . ص 210
بديع حتى تخال الرسوم قد صورت بالفوتوغرافية لا بحجارة الفسيفساء : ترى في جوف الحنية صورة السيد المسيح ناظرا إلى السماء وعن يمينه إيليا النبي وعن شماله موسى النبي . ثم يوحنا الرسول في صف ثان تحت الصف الأول بين المسيح وإيليا ويعقوب الرسول في الصف الثاني هذا بين المسيح وموسى . ثم بطرس الرسول في صف ثالث تحت قدمي المسيح . هذا في جوف الحنية وترى على دائرة قوسها السمتية صور الرسل الاثنى عشر . وعلى دائرة قوسها الافقية صور الأنبياء السبعة عشر أولهم حزقيال عن يمين الداخل وآخرهم دانيال عن يسار الداخل وداود في الوسط . وفي الدائرة نفسها عن يسار حزقيال ويمين الداخل الأب لونجينيوس أول رئيس للدير وعن يمين دانيال ويسار الداخل الشماس يوحنا المشهور بالاقيمقوس تلميذ لونجينيوس ورئيس الدير بعده . هذا وفي جبهة الحنية فوق تجويفها يرى الداخل عن يمينه صورة موسى يتناول الوصايا العشر من يد مدت إليه من فوق وتحته ملاك وتحت الملاك صورة الملكة ثيودورة . ويرى عن شماله العليقة وموسى يخلع حذاءة بجانبها ويد تشير إليه من فوق . وتحته ملاك ةنحت الملاك صورة الملك يوستينيانوس .
وفي أسفل حنية الفسيفساء ترى حائط الهيكل مرصوفا بقطع الرخام المتموج الجميل قيل أنه رخام قديم أتي به عند بناء الهيكل من معبد وثني في أفسس .
هذا وفي صحن الهيكل على وجهة المذبح كتابة باليونانية مؤداها أن هذا المذبح جدد في عهد المطران أيوا نيكيوس سنة 1675م
وإلى يمين المذبح عند بابه الجنوبي صندوق جميل من الرخام حفظت فيه يد القديسة كاترينا وجمجمتها واليد محلاة بالخواتم النفيسة من هدايا الزوار .
وتحت هذا الصندوق بلاطة مكتوب عليها بالعربية ما نصه : " جدد بلاط هذه الكنيسة المقدسة اثاسيوس رئيس اساقفة طور سيناء . وهو عمل نصر الله الشاغوري الدمشقي . وكان التمام يوم عيد الرسل سنة 1715مسيحية "
وفي الهيكل إلى يسار الاخل من بابه الشمالي رخامي قد كتب عليها بالعربية : " هنا وضع جسد أبينا القديس أفتيموس بطريرك أورشليم يوم الأربعاء ثالث عشر ص 211
كانون الأول سنة ستة آلاف وسبعماية واثنتين وثلاثين على عهد أبينا البار مقاريوس الدمشقي أسقف طور سيناء . يا أبونا اذكرنا نحن تلاميذك واذكرني أنا الكاتب "
والداخل في باب الهيكل الوسطي يرى عن يمينه وشماله صندوقين من الفضة قد رسم على غطاء كل منهما صورة القديسة كاترينا فاما الذي عن الشمال فعليه كتابة باليونانية مفادها : " إن الارشمندريني كيرلس القبرصي جمع مالا من النصارى وصنع تابوتا للقديسة كاترينا سنة 1691م في عهد المطران يوانيكيوس " .
وأما الذي عن اليمين فقد أهدي للدير من حكومة اليونان سنة 1860م وقد رصعت صورة القديسة كاترينا فيه بالحجارة الكريمة المختلفة الألوان والحجم وبينها زمردة خضراء كبيرة غالية الثمن . وفي سنة 1765 رممت الكنيسة وجعل فوق بابها رخامي نقش عليها باليونانية تاريخ ترميمها واسم مرممها .
" قبة الكنيسة " وفي سنة 1870 في عهد المطران كاليستراتس جعل للكنيسة قبة جميلة وعلق فيها : عارضة من خشب وهي ناقوسها قبل استعمال الحديد . وعارضة من حديد وهي ناقوسها قبل استعمال الأجراس . و 15 جرسا نحاسيا أكثرها صغيرة الحجم تستخدم لأغراض شتى . وفي أيام الأعياد تدق كلها معا .
وفي هذه الكنيسة ؛ كنيسة الدير الكبرى , صلاة الرهبان اليومية والعمومية . وفي تاريخ الدير أن الملك يوستينيانوس لما بنى هذه الكنيسة بنى كنيسة بيت لحم وكنيسة مارسابا قرب القدس وكلها على هندسة واحدة .
" سقف الكنيسة " وسقف الكنيسة ذو سطحين منحنيين كظهر الثور وقد كان يغطى منذ بنيت الكنيسة بصفائح الرصاص . فلما كانت سنة 1911 أشار بعض المهندسين على الرهبان بأن يضعوا بدل الرصاص اللامارين وهي صفائح رقيقة من " الحديد المزيبق " ففعلوا وندموا لأنهم استعملوا اللامارين لخفته رفقا بالسقف ثم علموا من أمهر المهندسين إنما الرفق بالسقف هو في استعمال صفائح الرصاص فإنه أفضل واق من المطر والجر . أما صفائح اللامارين فإنها لا تلبث أن تصدأ وتثقب فتتسرب مياه الأمطار في الجسور وتتلفها . ص212
" جسور الكنيسة " وللسقف ثمانية جسور عظيمة من خشب الصنوبر اكتشف الرهبان حديث على بعضها كتابة باليونانية فيها اسم باني الكنيسة ومهندسها وهذه ترجمتها : " على الجسر الأول : " اللهم أنت الذي أظهرت نفسك في هذا المكان احفظ وارحم عبدك اسطفانوس مارتيريوس المهندس واليسيون ونوناس ونيح نفس ولده جرجس " وعلى الجسر السابع : " تذكارا ونياحا للمطوبة الذكر ملكتنا ثيودورة " وعلى الجسر الثامن : " من أجل خلاص المؤمن ملكنا يوستينيانوس "
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق