إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

141 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها سور الدير



 141


تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

سور الدير

أما سور الدير فقريب من المربع المستطيل ومساحته نحو 85 مترا في 75 مترا . ومتوسط علوه نحو 11 مترا وسمك حائطه نحو مترين وربع متر حتى أنهم جعلوا داخل الحائط كنائس صغيرة للعبادة . وبناء السور بالحجر الغرانيت المنحوت متين جدا . وقد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبي وترى إلى الآن في منحدر هذا الجبل على نحو 200 متر من السور صخرة غرانيتية عظيمة قد قطع منها بعض الحجارة وبدئ بقطع غيرها ثم ترك العمل قبل ِإتمامه .

  وفي أعلى السور مزاغل ركب عليها مدافع صغيرة من أقدم طرز طولها نحو  ص  206

3 أشبار قائمة على عجل صغير والمشهور أنها من عهد السلطان سليم العثماني الأول . وهي الآن ستة تطلق في أيام الأعياد والمواسم إعلانا لها .

  وقد هدمت الزلازل الجزء الجنوبي من الحائط الغربي والزاوية الجنوبية الشرقية من السور فرممت ودعمت . وتهدم جانب من الحائط الشمالي في أواخر القرن الثامن عشر فانكشفت الكنيسة لجبل الدير الشمالي فأطلق بعض البدو رصاصة على راهب وهو يصلي فقتله , وكانت مصر إذ ذاك بيد الفرنساويين وعليهم الجنرال كليبر وهو من أصل يوناني كأصل رهبان الدير فرفعوا إليه شكواهم فأرسل البنائين والأدوات اللازمة فرمموا الحائط , وأعادوه كما كان . وفي هذا الحائط رخامي عليها كتابة باليونانية الحديثة تشير إلى ذلك . قالوا وكان الفراغ من ترميمه في مايو سنة 1801م وقد أنفق عليه 128و32 غرشا عثمانيا .

  وفي هذا الحائط نفسه في أعلى الجانب الغربي منه حجر رخامي صغير قد نقش عليه كتابة بالعربية لم أتمكن من قراءتها بالعين المجردة لعلو الحجر فاستعنت بالننظارة المكبرة وقرأت فيه هذه العبارة بحرفها : " قد حضروا هذه الجهة المباركة المقدسة المعلمين من بلاد الشام نقولا وهبة موسى سليمان وهبة ابراهيم جرجس جرجس سنة 1675 مسيحية " . وفي هذا الحائط من داخل السور بقرب هذا الحجر حجر رملي أبيض عليه كتابة بالعربية هذا نصها : " من طرابلس الشام سنة 1840 مسيحية . الحقير إلى الله المعلم يوسف كانون . اغفر له يارب " .

  " أبواب الدير " وقد كان للدير في حائطه الغربي في الجهة الشمالية منه باب كبير بقنطرة سعتها 7 أقدام وهو باب الدير الأصلي ولكن المخاوف التي مرت على الدير في الأجيال الوسطى اضطرت الرهبان إلى سده بالحجارة وقد فتحوا بابا ضيقا في وسط هذا الحائط طوله نحو متر ونصف وعرضه نحو متر وصفحوه بالحديد والمسامير الضخمة على الطرز القديم . ويمر الداخل منه بدهليز ضيق طوله نحو مترين فيأتي على باب آخر بحجم الباب الخارجي ومتانته يفتح إلى الشمال ويؤدي إلى داخل الدير  ص207

ثم في سنة 1880 اضطر الرهبان إلى زيادة التحفظ على ديرهم فحجبوا باب الدير الخارجي بدهليز بنوه أمامه طوله نحو مترين وجعلوا له بابا كباب الدير شكلا ومتانة فأصبح للدير ثلاثة أبواب : اثنان يفتحان للغرب وباب يفتح للشمال , وهذه الأبواب لا تفتح إلا بإذن " أقلوم " الدير وفي أيام المخاوف لا تفتح إلا عند الضرورة الشديدة .

  " حجران تاريخيان " وفوق باب الدير الحالي حجران من الرخام قد نقش عليهما اسم باني الدير وتاريخ بنائه الواحد بالعربية والثاني باليونانية . وهذا ما نقش على الحجر العربي :

  " أنشأ دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة الفقير لله الراجي عفو مولاه الملك المهذب الرومي المذهب بوستينيانوس تذكارا له ولزوجته تاوضورة على مرور الزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهون خير الوارثين . وتم بناؤه بعد ثلاثين سنة من ملكه ونصب له رئيسا اسمه ضولاس . جرى ذلك سنة 6021 لادم الموافق لتاريخ السيد المسيح سنة 573 " اه    ص  208

  ولكن هذين الحجرين وضعا هناك في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر عند فتح باب الدير الجديد في الأرجح . وفيهما غلطتان تاريخيتان : الأولى أن أول رئيس سمي للدير هو الأب لونجينيوس وليس ضولاس . والثانية أن الملك يوستينيانوس لا يمكن أن يكون قد أتم بناء الدير سنة 527م ولكن مؤرخي الدير يرجحون لاعتبارات شتى أن الدير قد تم بناؤه في السنة الأربعين إلى الخمسين بعد الخمسماية لذلك قدرنا بناءه في نحو سنة 545م كما مر . وسنعود إلى هذا الموضوع في ما بعد .

  " باب الدير المعلق والدوار " وللدير كوة في أعلى الحائط مستورة يقفص من خشب سميتها الباب المعلق . وبجانبه لولب كبير من خشب لف عليه حبل متين    ص 209

ضخم يعرف " بالدوار " ترفع به الأثقال من خارج الدير في زمن المخاوف فيغني عن فتح باب الدير حتى كان الزوار قديما يدخلون إلى الدير من باب الدوار هذا . ومنه يوزع الخبز على فقراء البدو . ولنتقدم الآن إلى ذكر أهم الأبنية داخل السور :

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق