إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

351 فتوح الشام ( للواقدي )


351

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ وكان من قضاء الله وقدره أن صاحب أسعرد وحيزان والمعدن وياتحلسا ويمهرد وطراجر وسلواس كان بينه وبين يطالقون حرب وكان تغير بعضهم على بعض وأخربوا المملكتين فلما انتشرت الأخبار بقدوم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم على مياشارقين جفل أهل تلك البلاد وعلم بذلك حرسلو صاحب أسعرد وأنه لا طاقة له بالعرب فأخذ هديه سنية وذهب بنفسه ليطالقون بن كنعان حتى يصطلح معه ويكونوا يدًا واحدة على قتال المسلمين فبينما هو سائر والهدية معه وقد نزل على قوية أسمها أرغير وعلق على خيمه وهو معول على المسير وهو ينتظر الخيل تقطع عليقها وإذ قد كبسهم يوقنا وقد أحاط بالقرية وأخذ كل من فيها وأسر البطريق ومن معه وبات ليلته فلما أصبح عوض الأسرى وقال لهم‏:‏ إن الله قد ظفرنا بكم ونصرنا علمكم واعلموا أني ملك من ملوك الروم ملكت البلاد وقدت الجيوش وأمرت ونهيت وعبدت الصليب وقربت القربان فلما أتى الله بهؤلاء القوم أخبرتهم ونظرت ما هم عليه فعلمت أن الحق معهم فتبعتهم وقلت بقولهم وقد كنا بالشام تفزع منا ملوك العجم وكسرى بن هرمز والديلم والترك وكان لنا كرة الأرض وكنا لا نلتفت إلى العرب حتى خرجوا عليت فأذاقونا مرًا وذهبت شجاعتنا وملكوا معاقلنا وحصوننا واحتووا على ملكنا ونصرهم رب الأرض والسماء علينا لأنهم يشيرون إليه بالرحدانية فإن آمنتم بالله وحده كان لكم الربح في الدنيا والآخرة وأطلق سراحكم وإن أبيتم قتلتم عن آخركم‏.‏

فقالوا‏:‏ اتركنا يومنا هذا إلى الليل ندبر أمرنا فتركهم واختلى بحرسلو البطريق وحدثه في السر وقال له‏:‏ اعمل في خلاص نفسك ورقبتك من النار وأسلم وفاد نفسك حتى تنال ما تريد فقد بلغني من الوقائع بينك وبين صاحب الحصن‏.‏

فقال البطريق‏:‏ لقد صدقت فمن أعلمك فقال له‏:‏ ما السبب في العداوة بينك وبينه‏.‏

فقال‏:‏ إنه طلب أن يتزوج ابنتي وبعث إلي هدية فرددتها عليه فصار عدوي وأغار على بلادي وأغرت على بلاده والآن قدمت إليه بهدية حتى أكون أنا وإياه يدًا واحدة فأتيت أنت إلي وأخذتني فقال يوقنا‏:‏ إني أريد لك من الخير ما أريد لنفسي ولست أجبرك على ألا تترك دينك ولكن تعاهدني على أن لا تغدر وأنا أخلي سبيلك وتمضي إلى صاحب الحصن وتدني نفسك بين يديه وتقول‏:‏ أيها الصاحب قد ندمت على ما كان مني إذ رددتك عن تزويج ابنتي وإني كنت أخذتها وزينتها وسقت معها أموالها على أني أهديها لك فلما كنت في ذرية كذا وكذا خرج علي قوم من العرب فأخذوا المال والرجال وقد نجوت إليك بنفسي لتآخذ بيدي وتستنقذ ابنتي من العرب فإنه إذا سمع دعاه الطمع واستجره الأمل حتى يخرج إلينا ولعل الله تعالى أن يظفرنا به فإذا ملكنا الحصن إن شاء الله تعالى كنت أنت تبقى على بلادك وكنت آمنا مطمئنًا واعلم أن ذمامي هو ذمام العرب ومهما فعلته امتثلوه وأمضوه فلما سمع البطريق كلام يوقنا قال‏:‏ أفعل ذلك ولكني أخاف من المسيح أن يغضب علي إذا خامرت على أهل ديني‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق