إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

343 فتوح الشام ( للواقدي )



343


فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ وكان هذا خادم بترك بيت المقدس وكان في بيت المقدس يوم فتحت على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسمع من البترك في بيت المقدس وهو يقول هذا الذي يفتح الأرض في طولها والعرض ومحمد هو الذي بشر به المسيح ابن مريم ولقد سأله رجل لما رأى المسلمين يعظمون الصخرة ويقبلون القدم الذي فيها فقال للبترك‏:‏ نرى المسلمين يقبلون قدم المسيح فقال له‏:‏ يا بني نحن نقول إنه قدم المسيح وإنما هو قدم نبيهم محمد بن عبد الله لما عرج به إلى السماء‏.‏

قال‏:‏ أو عرج به‏.‏

فقال‏:‏ نعم أسرى به من مكة إلى بيت المقدس وصلى بالنبيين وأسرى به‏.‏

قال الحكم‏:‏ وذلك لما استبشرت به النفوس وبلغ خبر رسالته وأنه زيد في كماله وأشرقت أنوار جماله وأراد الحق أن يشرفه على أهل الكونين باقترابه من قاب قوسين فنودي في عالم الملكوت‏:‏ تأهبوا ثم تأدبوا فهذه ليلة الدنو والاقتراب هذه ليلة عتق الرقاب هذه ليلة الحبور هذه ليلة السرور هذه ليلة الابتهاج هذه ليلة المعراج انصبوا سلم الإرسال وافرشوا فرش الإظلال وقوموا على أقدام الاسترسال يا جبريل زخرف الجنان وزين الحور والولدان يا جبريل انزل بالتهاني إلى بيت أم هاني أيقظ حبيب مملكتنا وأركبه على براق قدرتنا لنريه من آياتنا فأخذ جبريل مطية خلقها عجيب ونعتها غريب فألجمها بلجام القرب وأسرجها بموكب الحب وسار بها في ميدان الجلال وهو ينادي‏:‏ ‏{‏سبحان الذي أسرى‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 1‏]‏‏.‏ فلما وقف ببابه ورفع حجابه ونظر وإذا هو مدثر بعباءة تذلله متوسد بوسادة عمله قد أنحله الشوق وأذابه التوق فنشر عليه أنوار السعد وبشره بإنجاز الوعد فقال له‏:‏ ‏{‏يا أيها المدثر‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 1‏]‏‏.‏ قم على قدم همتك وقم بوارد عزيمتك واركب في السماء وارق واصعد معراج الدنو والارتقاء فقام السيد واتشح وجسمه من الحياء قد رشح وقد باح باستسلامه وركب مركب تحيته وسلامه ورفع على رأسه سحابة الاحترام وأسرى به من البيت الحرام ذكره جليسه وفكره أنيسه وشوقه دليله وجبريل خليله فلما ولج دائرة بيت المقدس وحصل في فناء المسجد وجليت عليه أرواح الأنبياء في حلل الأنوار والبهاء فبادروا إلى سلامه وتحيته وإكرامه وجليت بين يديه وأثنوا بالصلاة عليه وأراد كل منهم أن يصف منزلته وبذكر فضيلته فقال آدم‏:‏ الحمد لله الذي خلقني بيده ونفخ في من روحه وأسجد لي ملائكته وأسكنني دار كرامته وقال إدريس‏:‏ الحمد لله الذي رفعني مكانًا عليًا وبوأني مجلسًا سنيًا وقال نوح‏:‏ الحمد لله الذي نجاني من القوم الظالمين وجعلني إلا أبا المؤمنين‏.‏

وقال إبراهيم‏:‏ الحمد لله الذي اتخذني خليلًا وجعل النار بردًا علي وسلامًا وأصلح لي زوجي بعدما كانت عقيمًا وقال موسى‏:‏ الحمد لله الذي أعطاني تسع آيات بينات وكتب لي في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلًا لكل شيء وأهلك عدوي فرعون ونجى قومي وفلق لي البحر وكلمني تكليمًا وقال لي‏:‏ إني أنا الله وقال سليمان بن داود‏:‏ الحمد لله الذي سخر لي الإنس والجن والطير والريح وعلمني منطق الطير وأتاني ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي وقال عيسى‏:‏ الحمد لله الذي لم يخلقني من نطفة قذرة وأحيا لي الموتى وأبرأ لي الأكمه والأبرص فلما افتخروا بجميع كراماتهم‏.‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ الحمد لله الذي خلقني من أنوار البهاء ورفع قدري في الأرض والسماء وكتب اسمي على ساق عرشه وقرن اسمي باسمه ونزه ذكري في معالم قدسه وشرح لي صدري ويسمر لي أمري ورفع قدري وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأيدني على من كفر وبعثني بالرعب وأرسلني بالحنيفية ونصرني وجعل أمتي خير الأمم وفرض طاعتي على العرب والعجم وجعل لي الأرض مسجدًا وترابها طهورًا وشفعني يوم القيامة في أمتي ونسخ سائر الشرائع بشريعتي وأدخل سائر الأمم في شفاعتي وجعل الكعبة قبلتي وأسمعني صلاة أمتي من بعدي لأشهد لهم يوم القيامة وجعلني شاهدًا وأمتي شهودًا على من جحد وظلم وكتب اسمي على الأفلاك وقال جل وعلا‏:‏ ‏{‏إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا‏}‏‏.‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 45‏]‏‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق