إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

321 فتوح الشام ( للواقدي )


321

فتوح الشام ( للواقدي )


فقالوا‏:‏ وما هو قال‏:‏ أرى أن أماطلهم بالمصف ونكتب للملكين المعظمين شقر وزعفرة فلعلهما ينجدوننا بعسكرهما ونكاتب الملك حرفتاس بن فارس ونكاتب الملك الأنطاق صاحب نينوى وبلادها وإلى الحبرا بن صاحب الهكارية‏.‏

فإذا أرسلوا إلينا عسكرهم نستعين بالمسيح ونلقى المسلمين والله يعطي نصره لمن شاء فقالوا‏:‏ هذا رأي جيد فكتب الكتب وأرسل الرسل إلى الملوك المذكورة وعاد إلى عسكره‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وما منع عياض بن غنم عن حرب القوم إلا أنه رأى أن البلاد تفتح لأصحابه بدون قتال فلم يستعجل لأنه قوي ظهره بالبلاد التي فتحت وأيضًا أنه كتب إلى عبيدة بن الجراح يطلب منه خبرًا يأتيه قال ووصلت كتب الملك شهرياض إلى أصحاب الأقاليم فما منهم إلا من عين عسكرًا لنصرته‏.‏

قال ووصل مكتوبه إلى صاحب أخلاط وكان له بنت ذات جمال فائق وكانت من الشجاعة على جانب عظيم وكان اسمها طاريون وكان مستقرها بجبل سموه باسمها وكان كل من خطبها لا ترضى به إلا أن تلقاه في الميدان فإن قهرها كانت له زوجة‏.‏

قال وإنها غلبت جميع خطابها وكان مهن جملة من خطبها غلام اسمه سوسى بن سلنطور صاحب جبل السناسنة وكان قد قدم إلى أخلاط بهدية من أبيه إلى أبيها فقالت هي‏:‏ على شرط معروف فبارزته في الميدان فقهرته وجرت ناصيته ومرت الأيام والليالي فلما بعث الملك شهرياض يستنجد الملوك وأرسل إلى صاحب أخلاط أرسل إليه أربعة آلاف فارس وأمر عليهم ابنته طاريون وقال لها‏:‏ أي بنية قد قدمتك على الجيش وأريد منك أن تظهري على العرب ما كنت تظهرين به على الفرسان حتى تشكري عند أمة المسيح‏.‏

قال وأرسل معها ملك السناسنة نجدة وهم ألف رجل وكان المقدم عليهم ولده فسار في صحبتها وكان الغلام قد كمل شأنه وحسن كماله وابتدر هلاله ولم يكن أحد في زمانه يوصف بجماله فلما نظرت طاريون إلى حسنه وجماله نظرته بعين المحبة فوقع قلبها في شبكة عشقه فسيرت رجالها مع رجاله‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وأحسن ما رأيت في هذه الفتوح أنه كان لهذه الجارية ابن عم اسمه برغون وكان يحبها ولا يستطيع أن يسمع بذكرها وكان من أهل الشجاعة والشدة وكان تحت يده من المعاقل حيزان والمعدن وأبزون وقف وأنطر وأيدليس وآرزن وأنه سار ينجد شهرياض في ثلاثة آلاف فلما عبر جيش ابنة عمه طاريون بيدليس اهتم لها وأكرمها وأهدى لها الهدايا والتحف وسار معها إلى أن عبروا حصن كيفا وأخذوا طريقهم على الموزر ونزلوا على حصن يعرف بالهتاج على طريق النهر وكان لابن عمها عيون يطلعونه على أخبارها‏.‏

قال فلما نزلت على النهر أرسلت إلى الغلام سوسى الذي تحبه وهي تقول له‏:‏ اعلم أن المحبة الصادقة لا تكون إلا بعد العداوة المفرطة وقد ندمت على ما فات وما كان مني إليك وقد رأيت أنك بعد رجوعنا من قتال العدو ترسل إلى أبي وتطلبني منه ولكن أريد منك أن تصل إلي ليلًا وفي خفية من ابن عمي يرغون حتى تحلف لي أنك ترسل إلى أبي وتطلبني منه وأحلف لك أني لا أريد سواك وبعثت له بهدايا مع بعض خدمها وأرسلت معه شيئًا من الحلوى وأرسلت مثل ذلك لابن عمها ولكل أمير صحبها حتى لا ينكر عليها‏.‏

قال وإن ذلك الخادم قد علم بما جرى وكان هذا الخادم قد ربى ابن عمها على كتفه وكان يحبه محبة شديدة فأعلمه بما وقع من حديثها مع الغلام سوسى بن سلنطور وهي تريد أن تجتمع به الليلة حتى تحلف له أنها ما تريد غيره‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق