39
مقدمة
فتوح الشام
أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )
ثم إنه أخرج الخمس وسلمه إلى رباح بن غانم اليشكري وضم إليه مائتي فارس من المسلمين فيهم قتادة وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن بشار وجابر بن عبد الله ومثل هؤلاء رضي الله عنه فأخذوا الخمس وساروا.
ثم إن أبا عبيدة دعا بضرار بن الأزور وضم إليه مائتي فارس وأمره أن يشن الغارة فركب ضرار وكان معهم سفينة مولى رسول الله عين ولم يزل ضرار سائرًا هو ومن معه ومعهم رجال من المعاهدين يدلونهم على الطرق حتى وصلوا إلى مرج دابق وكان وقت السحر فقال لهم المعاهد: ارفقوا على خيولكم فنزلوا وأراحوها بقية يومهم وليلتهم حتى إذا كان وقت السحر فما شعروا إلا وجبلة كبسهم فلما وقع الصياح ركب ضرار وركب معه نحو مائة فارس وأما المائة الأخرى فقد دهمتهم خيول المتنصرة فلم يتمكنوا من الركوب فقاتلوا رجالًا فنفرت خيولهم ووصل إليهم عدوهم حتى إنه قتل كل واحد خصمه وتكاثرت عليهم الخيل فأسروا المائة وأما ضرار فإنه صاح بالمائة الثانية وقال: يا فتيان العرب إن أعداءكم قد هاجموكم على حين غفلة منكم وهم عرب مثلكم وهذه أفضل الساعات عند الله فقووا عزمكم ولا تفشلوا فأنتم تعلمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الجنة تحت ظلال السيوف) وقد قال الله تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} [البقرة: 249].
قال ميسرة بن عامر: وكان من جملة من حضر معنا في مرج دابق ربيعة بن معمر بن أبي عوف وهو ابن عمر بن ربيعة الشاعر وكان ربيعة من فصحاء العرب لا يتكلم إلا بالسجع كلامه ينظم بحسن مقاله وكنا نصغي إليه إذا سجع ونحفظ منه فلما سمع ضرارًا وهو يحرضنا.
قال: يا فتيان العرب لن تنالوا الجنة إلا بالصبر على المكاره ووالله لن يدخلها من هو للجهاد كاره: ولله في عرض السموات جنة ولكنها محفوفة بالمكاره وأعلى الدرجات درجة الشهادة فارضوا عالم الغيب والشهادة فهذا الجهاد قد قام على ساقه وكسد النفاق في أسواقه واختفى بنفاقه في أنفاقه أما أنتم أصحاب نبي العصر ولم يئستم من الثبات والنصر.
بشروا روح المصطفى بثباتكم وقووا العزم بصفاء نياتكم وإياكم أن تولوا الأدبار فتستوجبوا غضب الجبار واعلموا أن النصر والثبات جندان منصوران فمن طلب دار البقا هان عليه الملتقى فصححوا طلبتكم تنالوا رحمة ربكم وحققوا حملتكم تنالوا بغيتكم واطعنوا النحور تنالوا الحور وتسكنوا القصور وقوموا الأسنة تنالوا الجنة واعتمدوا على الصبر تنالوا النصر وإياكم أن توافقوا الكفار في حالهم واعدلوا عن طريق قولهم.
قال العالم بحالهم وفعلهم {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} [النور: 55].
قال سمرة بن غانم: والله لقد دهشت أنفسنا بقوله وحملنا على المتنصرة وضرار ينشد: ألا فاحملوا نحو اللئام الكواذب لترووا سيوفًا من دماء الكتائب وردوا عن الدين المعظم في الورى وارضوا إله العرش رب المواهب فمن كان منكم يبتغي عتق ربه من النار في يوم الجزا والمآرب فيحمل هذا اليوم حملة ضيغم ويرضي رسولًا في الورى غير كاذب قال الواقدي: ثم حمل ضرار ونحن من ورائه وبذلنا نفوسنا وروينا سيوفنا ورماحنا من المتنصرة وجرى الحرب بما لا يوصف وضرار فيهم كأنه النار في الحطب اليابس وجبلة بن الأيهم يتعجب من حملاته وضرباته فأمر قومه أن يقصدوا جواده بسهامهم ففعلوا ذلك فانصرع الجواد ووقع ضرار فتكاثروا عليه وأخذوه أسيرًا وأخذوا بقية أصحابه وساروا يريدون أنطاكية فالتقوا بيوقنا وابنة الملك كما ذكرنا.
قال الواقدي: ولقد حدثني معمر بن رواحة عن القاسم عن خزامة بن عمرو وعن أبي المنذر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حرب ضرار بن الأزور أسيرًا فلما كان الليل انطلق هاربًا يلتمس الوصول إلى أبي عبيدة فإذا هو بأسد عارضه.
فقال سفينة: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله في وكان من أمري كيت وكيت فقرب منه وهو يبصبص بذنبه حتى وقف إلى جانبه وأشار إليه برأسه أن سر فسرت وهو إلى جانبي حتى أتى بي إلى بلد من صلحنا فتركني ومضى.
قال الواقدي: فلما وصل سفينة الجيش حدث الناس بأسر ضرار ومن معه فصعب ذلك على المسلمين وبكى أبو عبيدة وخالد بن الوليد على أسرهم وقالا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وبلغ ذلك أخته خولة.
فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون يا بن أمي ليت شعري في السلاسل أوثقوك أم بالحديد قيدوك أم في البيداء طرحوك أم بدمائك خضبوك وأنشدت تقول: ألا مخبر بعد الفراق يخبرنا فمن ذا الذي يا قوم أشغلكم عنا فلو كنت أدري أنه آخر اللقا لكنا وقفنا للوداع وودعنا ألا يا غراب البين هل أنت مخبري فهل بقدوم الغائبين تبشرنا لقد كانت الأيام تزهو لقربهم وكنا بهم نزهو وكانوا كما كنا ألا قاتل الله النوى ما أمره وأقبحه ماذا يريد النوى منا ذكرت ليالي الجمع كنا سوية ففرقنا ريب الزمان وشتتنا لئن رجعوا يومًا إلى دار عزهم لثمنا خفافًا للمطايا وقتلنا ولم أنس إذ قالوا ضرار مقيد تركناه في دار العدو ويممنا فما هذه الأيام إلا معارة وما نحن إلا مثل لفظ بلا معنى أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم إذ ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى سلام على الأحباب في كل ساعة وإن بعدوا عنا وإن منعوا منا لهم أسير مع ضرار عند خولة ومن جملتهم مزروعة بنت عملوق الحميرية وكانت من فصحاء زمانها وكان ولدها صابر بن أوس فيمن أسر مع ضرار فجعلت تندب ولدها وتقول: أيا ولدي قد زاد قلبي تلهبا وقد أحرقت مني الخدود المدامع وقد أضرمت نار المصيبة شعلة وقد حميت مني الحشا والأضالع وأسأل عنك الركب كي يخبرونني بحالك كيما تستكن المدامع فلم يكن فيهم مخبر عنك صادقًا ولا منهم من قال إنك راجع فيا ولدي مذ غبت كدرت عيشتي فقلبي مصدوع وطرفي دامع وفكري مقسوم وعقلي موله ودمعي مسفوح وداري بلاقع فإن تك حيًا صمت لله حجة وإن تكن الأخرى فما العبد صانع فقالت لهن سليمى بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكانت من الزاهدات العابدات: أبهذا أمركن الله إنما أمركن بالصبر ووعدكن على ذلك الأجر أما سمعتن ما قال الله سبحانه وتعالى {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 157] فاصبرن تؤجرن فسكتن عن البكاء.
قال الواقدي: ولما ورد الخمس على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكتاب أبي عبيدة مع رباح بن غانم اليشكري وقع الصائح في المدينة بقدومه فاجتمع الناس إلى المسجد ليسمعوا ما تجدد من أمر المسلمين فلما دخل رباح المسجد بدأ بالسلام على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى قبر أبي بكر وصلى ركعتين وأتى عمر وقبل يده وعرض عليه الكتاب فقرأه على المسلمين فضجوا بالتهليل والتكبير وصلوا على البشير النذير وأخذ الخمس وكتب إلى أبي عبيدة يأمره بالمسير إلى أنطاكية ولا يصده عن ذلك شيء ورد الجواب مع رباح اليشكري.
قال الواقدي: أخبرني مازن بن عبد ربه عن مالك بن أسيد عن جده مروان بن الجرير أن الجواب لما ورد على أبي عبيدة سار من يومه يطلب أنطاكية.
قال: وأما ما كان من أمر يوقنا رحمه الله تعالى وجبلة بن الأيهم لعنه الله فإنهم ساروا إلى أنطاكية وسبق البشير إلى الملك هرقل بقدوم ابنته مع يوقنا وقدوم يوقنا ومعه المائتا أسير من المسلمين فأمر بتزيين البلد والبيع فأظهرت الروم زينتها ودفعت الصدقات إلى الفقراء وأخرج موكب الروم إلى لقائهم مع ابن أخيه في زينة عظيمة ودخل القوم وهم في زيهم وحشمهم وكان يومًا مشهودًا وقد ترجلت الملكية والسريرية بين يدي ابنة الملك وخرج كل من بأنطاكية وقدموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامها وهم مشدودون والروم تشتمهم وتبصق عليهم وقد دارت بهم الرجال والبطارقة قال الواقدي: ودخل جبلة بن الأيهم ويوقنا على الملك فخلع عليهما وعلى كبار أصحابهما ثم إنهم أحضروا الصحابة وأوقفوهم بين يديه وهم في الحبال فلما وقفوا صاحت بهم الحجاب اسجدوا إلى الأرض تعظيمًا للملك فلم يلتفتوا إلى قولهم ولا اعتنوا به.
فقال لهم الحاجب الكبير: ما منحكم أن تعظموا الملك بالسجود بين يديه فقال لهم ضرار: لا يحل لنا أن نسجد لمخلوق وقد نهانا نبتنا صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
قال الواقدي: حدثني سهل بن برقان رضي الله عنه عن السائب بن حازم عن الحكم بن مازن.
قال: لما وقف ضرار والصحابة بين يدي هرقل خاطبهم من غير ترجمان وأراد الملك أن يسمع بطارقته وحجابه بما كان يحدثهم به حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أنه جمعهم إليه لما بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر وقال: هذا هو النبي المبعوث الذي بشر به عيسى بن مريم وهو صاحب الوقت ولا بد لدينه أن يظهر حتى يملأ المشرق والمغرب ثم إن هرقل دعاهم لأداء الجزية فأرادوا قتله فأراد ذلك اليوم أن يبين لهم حقيقة قوله وأنه أراد بذلك الإصلاح لهم ولحالهم.
فقال لضرار ومن معه: من يخاطبني منكم عما أسأله من العلم فأشاروا إلى قيس بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه وكان شيخًا معمرًا وقد شاهد جميع أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته وغزواته فلما أشاروا إليه قال للملك: قل ما أنت قائل أيها الملك.
قال هرقل: كيف نزل على نبيكم الوحي أول مبتدأ أمره.
فقال قيس بن عاصم: سأل هذا السؤال لنبينا صلى الله عليه وسلم رجل من مكة يقال له الحارث بن هشام.
فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتيني أحيانا مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فينفصم عني وقد وعيت عنه وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول).
قال قيس: ولقد كان ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقًا فأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه: أي يتعبد الليالي ذوات العدد فلم يزل كذلك حتى جاءه الملك وقال له اقرأ.
فقال: لست بقارئ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني وقال لي اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني وقال لي اقرأ فقلت: لست بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق: 1 - 5] فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف بها فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فأخبر خديجة وقال لها: لقد خشيت على نفسي فقالت له خديجة: كلا لا يخزيك الله أبدًا إنك تصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر والحق وذكر الحديث بطوله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما أنا أمشي إذا سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري فإذا أنا بالملك الذي جاءني بحراء وهو جالس على كرسي بين السماء والأرض فخشيت منه رعبًا فرجعت إلى خديجة فقلت: دثروني دثروني فأنزل الله تعالى {يا أيها المدثر قم فانذر} [المدثر: 1،2] الآية ثم حمى الوحي وتتابع ولقد كنت معه يومًا في المسجد إذ دخل رجل ومعه بعير له فأناخه بالباب وعلقه ودخل وقال: السلام عليكم فرددنا عليه السلام.
فقال: أيكم محمد فقلنا: هذا الأبيض الوجه.
فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب قد أتيت أسألك مشددًا عليك فلا تجد علي في نفسك.
فقال له: سل عما بدا لك.
فقال: بربك ورب من قبلك الله أرسلك إلى الناس كلهم كافة.
قال: اللهم نعم.
قال: أنشدك بالله الله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة.
قال: اللهم نعم.
قال: أنشدك بالله الله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة.
فقال: اللهم نعم.
فقال: أنشدك بالله الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال: اللهم نعم.
فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي: أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.
فقال هرقل: بحق دينك ما الذي رأيت من معجزاته.
قال: كنت معه في سفر فأقبل إليه أعرابي فدنا منه.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله.
قال الأعرابي: ومن يشهد بما تقول.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه الشجرة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الشجرة وهي بشاطئ الوادي فأقبلت إليه وهي تخط الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاث مرات.
فقالت: أنت محمد رسول الله ثم أمرها فرجعت إلى مثبتها.
فقال هرقل: إنا نجد في كتابنا أن الرجل من أتته إذا عمل السيئة كتبت عليه واحدة وإن عمل الحسنة كتبت له عشرًا.
قال قيس بن عاصم: هذا في كتابنا.
قال الله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} [الأنعام: 60] فقال هرقل: اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشر به عيسى المسيح هو الشاهد على الناس يوم القيامة.
فقال قيس: هو نبينا قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا} [الأحزاب: 45، 46] الآية أما شهادته في العقبى فهو قول ربنا في كلامه القديم: {وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 41].
فقال هرقل: إن الذي وصفته لك هو الذي يأمر العباد أن يمضوا إليه في حياته ويصلوا عليه في حياته وبعد وفاته.
فقال قيس: هو نبينا صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا} [الأحزاب: 56] قال هرقل: إن الذي وصفه المسيح يعرج به إلى السماء ويخاطبه العلي الأعلى.
فقال قيس: هو والله نبينا صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى في حقه: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} [الإسراء: 1].
قال الواقدي: وكان في ذلك الوقت بترك الروم وهو رأس دينهم جالسًا يستمع هذا الكلام فالتفت هذا البترك إلى الملك وقال له: أيها الملك إن الذي ذكره عيسى لم يبعثه بعده ولا قبله بل هي تأويل كاذبة.
فقال ضرار بن الأزور: كذبت في وجهك وكذبت هذه اللحية الملعونة المخزية يا كلب الروم أنت من أمثالك من يكذب عيسى عليه السلام وينكر بعث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أما تعلم أن عيسى قرأه في الإنجيل وموسى قرأه في التوراة وقرأه داود في الزبور وأن نبينا المبعوث بخير الأديان المشهود له بالنبوة والرسالة في كتاب الله العزيز وجميع الكتب المنزلة على الأنبياء من قبله وهو نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المكي ولكن حجاب الكفر منعكم عن معرفته فلما أن سمع هرقل من ضرار هذا الكلام قال له: لقد أسأت الأدب في المجلس إذ خرقت بعمدة دين النصرانية فمن أنت.
فقال له قيس بن عامر: هذا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ضرار بن الأزور لا تتكلم في حقه بكلام قبيح فقال الملك: هذا الذي بلغني عنه أنه يقاتل مرة راجلًا ومرة فارسًا ومرة عاريًا ومرة لابسًا قال: نعم فعندها سكت ولم يتكلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق