إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 يونيو 2014

321 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث العهدة النبوية


321

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث

الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث

العهدة النبوية

  تقدم في باب الجغرافية أن في دير طور سيناء صورة " عهد " قديم منسوب إلى محمد نبي الإسلام يعرف " بالعهدة النبوية " . وفي تقاليد رهبان هذا الدير أن النبي محمد كتب لهم هذا العهد في السنة الثانية للهجرة أمانا لهم وللنصارى كافة على أرواحهم وأموالهم وبيعهم وإن السلطان سليم العثماني عند فتحه مصر سنة 1517 م أخذه منهم وحمله إلى الأستانة وترك لهم صورة مع ترجمتها في التركية .

  وقد رأيت في دير سيناء وفي وكالته في مصر القاهرة عدة صور لهذه العهدة بالعربية والتركية بعضها منسوخ في كتاب صغير وبعضها على رق غزال وكل صورة من هذه الصور تختلف عن الأخرى قليلا وفي كل منها أغلاط تدل على أن النساخ الذين نسخوها كانوا أعاجم أو عربا يجهلون قواعد اللغةالعربية . وأصح هذه النسخ وأقدمها ثلاث مكتوبة في 3 كراريس صغيرة بالعربية والتركية ومحفوظة في وكالة الدير بمصر القاهرة . وقد وسمت بالأحرف الافرنجية . A.B.C حسب قدميتها, وأقدمها الموسومة بحرف A وهذه صورتها مع تصحيح أغلاط النسخ في الحاشية :   ص   495

  " بسم الله الرحمن الرحيم وبه العون . نسخة سجل العهد , كتبه محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى كافة النصارى .

  " هذا كتاب كتبه محمد بن عبدالله إلى كافة الناس أجمعين بشيرا ونذيرا ومؤتمنا على وديعة الله في خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما . كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها , فصيحها وعجميها . معروفها ومجهولها , كتابا جعله لهم عهدا فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثا ولميثاقه ناقضا وبدينه مستهزئا ,وللعنة مستوجبا , سلطانا كان أم غيره من المسلمين المؤمنين . وإن احتمى براهب 1 أو سايح في جبل أو واد أو مغارة أو عمران أو سهل أو رمل أو ردنة أو بيعة فأنا أكون من ورائهم ذابا عنهم من كل عدة لهم بنفسي وأعواني وأهل ملتي وأتباعي لأنهم رعيتي وأهل ذمتي . وأنا أعزل عنهم الأذى في المؤن التي يحمل أهل العهد من القيام بالخراج إلا ما طابت به نفوسهم وليس عليهم جبر ولا إكراه على شئ من ذلك . ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته , ولا يهدم بيت من بيوت كنايسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء 2 كنايسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين . فمن فعل شيئا من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله . ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزية ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر في المشرق والمغرب والشمال والجنوب . وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه . وكذلك من يتفرد بالعبادة في الجبال والمواضع المباركة لا يلزمهم مما يزرعوه ولا 3 خراج ولا عشر ولا يشاطرون لكونه برسم أفواههم .ويعاونوا عند إدراك الغلة بإطلاق قدح واحد من كل إردب برسم أفواههم . ولا يلزموا بخروج في جرب ولا قيام بجزية ولا من أصحاب الخراج وذوي الأموال والعقارات والتجارات مما أكثر من اثنا 4 عشر درهم بالجمجمة في كل عام ولا يكلف أحدا

صوابه كما في بعض النسخ الأخرى أو كلها : 1- راهب  2- مال  3- لا  4- اثنى

ص  496

منهم شططا . ولا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن . ويحفظ 1 لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا . وإن صارت النصرانية عند المسلمين فعليه 2 برضاها وتمكينها من الصلوة في بيعها ولا يحيل 3 بينها وبين هوى دينها . ومن خالف عهد الله واعتمد بضده 4 من ذلك فقد عصى ميثاقه ورسوله  ويعاونوا على مرمة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد . ولا يلزم أحدا منهم بنقل سلاح بل المسلمين يذبوا عنهم ولا يخالفوا هذا العهد أبدا إلى حين تقوم الساعة وتنقضي الدنيا . وشهد بهذا العهد الذي كتبه محمد ابن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميع النصارى والوفاء بجميع ما شرط لهم عليه – من أثبت اسمه وشهادته آخره :

علي بن أبي طالب    أبوبكر بن أبي قحافة     عمر بن الخطاب        عثمان بن عفان      أبو الدرداء

أبو هريرة            عبد الله بن مسعود       العباس بن عبد المطلب  فضيل 5 بن عباس  الزبير بن العوام

طلحة بن عبيدالله    سعيد بن معاذ            سعيد 6 بن عبادة           ثابت بن نفيس    زيد بن ثابت

أبو حنيفة بن عبية 6  هاشم بن عبية 8           معظم بن قرشي          حارث بن ثابت    عبدالعظيم بن حسن    عبدالله بن عمرو بن العاص    غاز بن ياسين 9

  " وكتب على بن أبي طالب هذا العهد بخطه في مسجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بتاريخ الثالث من المحرم ثاني سني الهجرة واودعت نسخته في خزانة السلطان وختم بخاتم النبي . وهو مكتوب في جلد أدم 10 طايفي . فطوبى لمن عمل به وبشروطه ثم طوباه وهو عند الله من الراجين عفو ربه والسلام "

  " نقلت هذه النسخة من النسخة التي نقلت من النسخة المنقولة الكائنة 11 بخط أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه بالأمر الشريف السلطاني لا زال نافذا

صوابه كما في بعض النسخ الأخرى او كلها : ا- ويخفض  2- فعليهم   3- يحل    4- بالضد    5- الفضل    6- سعد   7- أبو حذيفة بن عتبة    - هاشم بن عتبة    9- عامر بن ياسر    10- أديم   11- من النسخة الكاينة  .

ص   497

بعون المعين السبحاني ووضعت في أيدي طايفة الرهبان القاطنين بجبل طور سيناء لكون النسخة المنقولة من النسخة الكائنة بخط أمير المؤمنين " ضائعة " وليكون سندا على ما يشهد به المراسيم السلطانية والمربعات والسجلات التي في أيادي الطايفة المزبورة" اه

وهذه النسخة مذيلة بختم المولى بمصر المحروسة وتصديقه بخطه غير المنقوط هكذا :

" حرر بأمري وقرر بمعرفتي راجي العفو إلى العلي العلام محمد بن عبد القادر المولى بالمحروسة مصر حميت عن البلية والإحن عفي عنهما "   الختم    " الواثق بالملك القادر محمد بن عبد القادر " اه

ويقول بعض العارفين إن هذا المولى قام على مصر في عهد السلطان سليمان الثاني سنة 926 : 974هـ 1520 : 1566 م .

وأما النسخة الثانية التي في وكالة الدير الموسومة بحرف B فقد ذيلت بما يأتي :

" صورة نقلت عن الأصل بدون الفصل والوصل . نمقه أضعف عباد الباري نوح بن أحمد الأنصاري القاضي بمصر المحروسة عفي عنهما "

وقد سعيت لدى المحكمة الشرعية بمصر لمعرفة مدة هذا القاضي فلم أوفق إلى ذلك .

وفي الدير نسخة عرفت بالنسخة  الطورية تختم بعد قوله " عفو ربه والسلام " بالعبارة الآتية :

" وفي الأصل المنقول منه هذه النسخة المتوجة بالنشان الشريف السلطاني ما صورته : " نقلت هذه النسخة من النسخة التي نقلت من النسخة المنقولة من النسخة الكاينة بخط أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه بالأمر الشريف السلطاني لا زال نافذا بعون المعين السبحاني . ووضعت في أيدي طايفة الرهبان القاطنين بجبل طور سيناء لكون النسخة المنقولة من النسخة الكاينة بخط أمير المؤمنين " باقية " وليكون سندا على ما تشهد به المراسيم السلطانية والمربعات والسجلات التي في أيدي الطايفة المزبورة "

  " تمت وسطرت هذه النسخة في ثاني رجب المرجب ينة 968 " 19 مارس 1561 م "

" ما تضمنته هذه العهد نامة المنسوبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في حق طايفة القسيسين والرهبان على وفق الشروط والله أعلم بالصواب " الختم " طه بن محمد سعد اه  ص  498

هذه صورة العهدة المحفوظة في الدير إلى اليوم . ولا سبيل لنا إلى الأصل الذي يقال أنه صدر عن النبي بل  لا سبيل لنا إلى الصورة الأصلية التي قيل أنها أعطيت إلى الرهبان عوضا عن الأصل لكثرة النسخ التي في أيدي الرهبان واختلاف بعضها عن بعض وعدم الاهتداء إلى تاريخ لكل منها . لذلك أنكر بعض الباحثين . وفي جملتهم البحاثة أحمد زكي باشا سكرتير مجلس النظار صحة هذه العهدة وصدورها عن النبي وقالوا إن رهبان سينا اختلقوها للإستعانة بها على دفع ظلم الحكام والغوغاء . وقد أيدوا قولهم هذا بثلاثة أسباب مهمة وهي :

  1- إن لغة العهدة تختلف عن لغة عصر النبي ففيها من التراكيب والألفاظ ما لم يكن مألوفا في ذلك العصر

2- إنها مؤرخة في السنة الثانية للهجرة مع أن الهجرة لم يؤرخ لها إلا في السنة الثامنة عشرة أي بعد وفاة النبي بسبع سنين . فضلا عن أن بعض الشهود المذكورين في ذيل هذه العهدة كأبي هريرة وأبي الدرداء لم يكونوا قد أسلموا في السنة الثانية للهجرة

3- إن مؤرخي الإسلام الذين أحصوا كل قول او أثر للنبي لم يذكروا هذه العهدة ولا أتوا بأقل إشارة تدل عليها . ودفعا لهذه الأسباب نقول :

1- إن الرهبان لا يدعون إن هذه العهدة هي الأصل الذي صدر عن النبي ولا صورة طبق الأصل بل هي الصورة التي أعطيت لهم بعد أخذ العهد منهم

2- إن ثاني سني الهجرة ليس هو تاريخ الأصل بل إن العهدة التي بأيدينا تذكر أن الأصل أعطي في ثاني سني الهجرة . والظاهر أنه ثامن لا ثاني سني الهجرة فحرفة النساخ , ومثل هذا التحريف كثير الإحتمال جدا لا سيما من النساخ الأعاجم

3- إن عدم ذكر أحد المؤرخين للأصل لا يطعن بصحته لأنه لا يمكن أن يكون المؤرخون قد أحصوا كل أثر للنبي . وقد حفظ هذا العهد في الدير إلى أن أخذ منهم فكان يشار إليه في كل فرمان أو منشور أعطي للرهبان إلى اليوم كما سيجئ .

  إذا فالأسباب التي يقدمها المنكرون على أهميتها لا تنفي أصل العهدة وصدورها   ص  499

عن النبي . ومن المحتمل جدا أن يكون النبي قد أعطى رهبان سيناء عهدا بقي معهم إلى أن أخذه منهم أحد السلاطين السالفين . وعوضهم عنه عهدا بروح العهد النبوي ولغة ذلك العصر مع تفصيل اقتضاه الزمان والحال وهو العهدة التي بيد الرهبان . وتأييدا لذلك نقول : ـ

  من المعلوم أن دير طور سيناء هو في طريق بلاد العرب إلى مصر . وقد تبين من أخبار نيلس الراهب قبل بناء الدير أنه كان بين شيخ فاران في الجزيرة وشيخ العرب شرقيها عهد لتأمين الطريق . وبعد بناء الدير سنة 545 / وانتقال أبرشية فيران إلى طور سيناء أصبح النظر في عقد العهد مع العرب من خصائص رهبان الدير . ولما قام النبي محمد في جزيرة العرب سنة 622 م أصبح هو المرجع الأعلى للعرب كافة  ويدل تاريخ الإسلام أنه في السنة السابعة للهجرة سنة 628- 629 م أرسل النبي محمد كتبه إلى الملوك والأمراء مثل كسرى وقيصر والمقوقس نائب الرومان في مصر يدعوهم إلى الإسلام , وأن المقوقس أكرم رسول النبي وزوده بالهدايا إلى النبي . وليس لرسول النبي طريق إلى مصر أخصر من طريق سيناء المار بالدير . فمن المعقول جدا أن يكون الرسول قد مر بدير سيناء ذهابا وإيابا وأن رهبان سيناء قد احتاطوا لأنفسهم وأرسلوا معه وفدا يطلع النبي على حال ديرهم ويطلب منه العهد

 تأمينا للطريق وصيانة لديرهم ومصالحهم . هذا من جهة الرهبان , وأما النبي محمد فيحتمل جدا أن يكون قد أعطاهم العهد وأمنهم وأوصى بهم خيرا للأسباب الآتية :

  أولا : إن دير طور سيناء هو في طريق مصر من بلاد العرب ومن مصلحة العرب كما هو من مصلحة الرهبان تأمين الطريق إلى مصر .

  ثانيا إن التاريخ يدلنا أن النبي قد حبب إليه النسك والزهد وكان كثيرا ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد ويذكر الله فيه حتى بعث للناس بشيرا ونذيرا . لذلك كان يميل إلى الرهبان والنساك ويوصي بهم خيرا . جاء في سورة المائدة : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا , ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا    ص   500

وأنهم لا يستكبرون " . وقد ورث النبي هذا الميل لخلفائه من بعده . خطب أبو بكر الصديق في جيشه عند إرساله لفتح سوريا فقال : " إذا لقيتم العدو فقاتلوه مستبسلين والموت أولى بكم من القهقري . وإذا انتصرتم فلا تقتلوا الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال ولا تقطعوا النخيل ولا تحرقوا الزرع ولا تذبحوا من الماشية إلا ما كنتم في حاجة إليه لقوتكم . وأمنوا من ذل لكم ورغب في أداء الجزية ولا تخلفوا وعدكم ولو لأعدائكم . " وسترون في طريقكم رجالا متوحدين ناسكين فاحتفظوا بهم ولا تمسوا أديارهم بضرر " . واهلكوا اليهود إلا أن يسلموا "

  ثالثا : لقد جرت عادة النبي وخلفائه من بعده أعطاء العهود للنصارى ومعاملتهم بروح التسامح من ذلك : أ ـ عهد النبي لأهل أيلة وقد مر ذكره برمته  ب ـ عهد النبي لأهل أذرح ومقنا   ج ـ عهد خالد بن الوليد لأهل القدس    د ـ عهد أبي عبيدة لأهل بعلبك   هـ ـ عهد عبد الله بن سعد لعظيم النوبة

  رابعا : إن رهبان طور سيناء قد سكنوا أرضا يقدسها اليهود والنصارى والمسلمون والوثنيون على السواء . وفي تقاليد بدو سيناء والرهبان أن النبي زار طور سيناء بنفسه وترك فيه أثرا كما مر . وفد ذكر النبي طور سيناء مرارا في القرآن الكريم ودل على أنه يقدسه كما سيجئ فيبعد جدا أنه يخيب طلب سكانه ولا سيما الرهبان والنساك الذين كان من طبعه الميل إليهم مع أنه أعطى العهد لجيرانهم أهل أيلة كما قدمنا .

  خامسا : إن سلاطين المسلمين منذ القديم أقروا هذه الامتيازات المبينة في العهدة التي بين أيدينا وذكروها في فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير . بل ذكروا أنهم إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناء على العهد الذي أخذوه عن النبي وأيده الخلفاء الراشدون . وأقدم ما وصل إلينا من تلك المنشورات ؛ منشور الإمام العاضد لدين الله أبي محمد عبد الله آخر الخلفاء الفاطميين " 566 : 567 ÷ 1160 : 1171 م " . وهذا المنشور يشير إلى " مرسوم " أخذه الرهبان من الأيام الحاكمية أي الحاكم بأمر الله " 386 : 411 هـ 996 : 1021 م " . وعليه جرى جميع السلاطين المسلمين الذين أتوا بعدهما إلى زمان المطران الحالي . بل نرى أن نابوليون بونابرت وقواده عند دخولهم   ص   501

مصر منحوا الرهبان نفس الامتيازات التي منحهم إياها السلاطين المسلمون كما سيجئ .

  سادسا : إنه لا يعقل أن قوما مستضعفين كرهبان سيناء يقدمون في وسط بلاد إسلامية على إختلاق عهد عن لسان نبي الإسلام لا أصل له البتة ويطلبون فيه من السلاطين المسلمين الامتيازات الجمة . بل لو أقدم رهبان سيناء على مثل هذا العمل فلا يعقل أن سلاطين الإسلام من عهد الخلفاء الراشدين أو من عهد الحاكم بأمر الله إلى هذا العهد يقرون رهبان سيناء على ما اختلقوه ويمنحونهم من الامتيازات ما فيه خسارة لبيت المال بدون تثبت أو تحقيق عن الأصل . والأقرب إلى العقل أن يكو لهذه العهدة أصل تاريخي . فإذا لم يكن رهبان سيناء قد نالوا عهدا كأهل أيلة فلا يبعد أن يكون العهد الذي أخذه أهل أيلة قد شمل رهبان طور سيناء أيضا . لأن أيلة كانت في ذلك العهد بعد انحطاط البتراء الملجأ الأكبر للنصارى في تلك الجهات ,وإن هذا العهد حفظ في الدير إلى أن أخذ منهم وعوضوا عنه العهدة التي بين أيديهم والله أعلم . ولنذكر الآن بعضا من الآيات القرآنية التي ذكر فيها جبل الطور وسيناء والمنشورات السلطانية المشار إليها آنفا تأييدا للعهد النبوي :

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق