إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

89 فتوح الشام ( للواقدي )


89

فتوح الشام ( للواقدي )



قال الواقدي‏:‏ وعيش عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وضع خالد القلنسوة على رأسه وحمل على الروم إلا قلب أوائلهم على أواخرهم وحملت المسلمون حملة عظيمة فما كان غير بعيد حتى ولت الروم الأدبار وركنوا إلى الفرار ولم يكن في القوم إلا قتيل وجريح وأسير وكان جبلة أول من الهزم والعرب المتنصرة أثره فلما رجع المسلمون من إتباعهم اجتمعوا حول راية الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه وأتباعه وسلموا على الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه وعلى المسلمين وشكروا الله على سلامتهم ونظر أبو عبيدة رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد وأصحابه وهم كأنهم قطعة أرجوان فصافحه وهنأه بالسلامة وقال‏:‏ لله درك يا أبا سليمان قد أشفيت الغليل وأرضيت الملك الجليل‏.‏

ثم قال الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ يا معاشر الناس قد رأيت أن نسير من وقتنا هذا ونغير على قنسرين والعواصم ونقتل الرجال وننهب الأموال فقال المسلمون‏:‏ نغم ما رأيت يا أمين الأمة‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فانتخب أبو عبيدة رضي الله عنه فرسانًا فجعلهم في المقدمة مع عياض بن غانم الأشعري وساروا حتى أشرفوا على قنسرين والعواصم‏.‏

فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ شنوا الغارات فشنوا الغارات عليهم وسبوا الذراري وقتلوا الرجال فلما نظر أهل قنسرين إلى ذلك غلقوا مدينتهم وأذعنوا بالصلح وأداء الجزية فأجابهم أبو عبيدة رضي الله عنه إلى ذلك وكتب لهم كتاب الصلح وفرض على كل رأس منهم أربعة دنانير وبذلك أمره عمر بن قال الواقدي‏:‏ لما فتح أبو عبيدة رضي الله عنه قنسرين والعواصم‏.‏

قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أشيروا علي برأيكم رحمكم الله فإن الله تعالى يقول لنبته صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 159‏]‏‏.‏ الآية فهل أسير إلى حلب وقلاعها وأنطاكية وملوكها وعساكرها أو نرجع إلى ورائنا‏.‏

فقالوا‏:‏ أيها الأمير كيف نرجع إلى حلب وأنطاكية وهذه أيام انقضاء الصلح الذي بيننا وبين أهل شيزر وأرمين وحمص وجوسيه ولا شك أنهم قد أخذوا الحصار وقووا بلادهم بالأطعمة والرجال ونخاف أن يتغلبوا علينا فيما أخذناه من البلاد ويغيروا علينا لا سيما بعلبك وحصنها فإنهم أولو شدة وعديد ونرى من الرأي أنا نرجع إليهم ونقاتلهم فلعل الله عز وجل أن يفتح على أيدينا‏.‏

قال فاستصوب ورجع على طريقه فوجدوا البلاد كما قالوا قد تحصنت بالعدد والرجال والطعام ولم يكن لأبي عبيدة قصد إلا حمص فوجدها قد تحصنت بالعدد والعديد وقد بعث إليها الملك هرقل بطريقًا من أهل بيته وكان من أهل الشدة والبأس ومعه جيش عرمرم وكان اسم البطريق هربيس فلما نظر أبو عبيدة إلى ذلك ترك على حمص خالد بن الوليد رضي الله عنه وسار هو إلى بعلبك فلما قرب منها وإذا بقافلة عظيمة فيها جمع من الناس ومعهم البغال والدواب وعليها من أنواع التجارات وقد أقبلت من الساحل يريدون بعلبك فلما نظر أبو عبيدة رضي الله عنه إلى سوادها قال لمن حوله من الفرسان‏:‏ ما هذا إلا جمع كثير أمامنا‏.‏

فقالوا‏:‏ لا علم لنا بذلك‏.‏

فقال‏:‏ علي بخبرهم فسارت الخيل إليهم وأخذت أخبارهم ورجع بحض بخبرها والقافلة من قوافل الروم محملة متاعًا‏.‏

قال شداد بن عدي‏:‏ وكانت أحمال القافلة أغلبها سكر وكانت لأهل بعلبك فلما سمع أبو عبيدة ذلك قال‏:‏ إن بعلبك لنا حرب وليس بيننا وبينهم عهد فخذوا ما قد ساقه الله إليكم فإنها غنيمة من عند الله‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فاحتوينا على القافلة وكان فيها أربعمائة حمل من السكر والفستق والتين وغير ذلك وأخذنا أهلها أسارى فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ كفوا عن القتل واطلبوا منهم الفداء فابتعناهم أنفسهم بالذهب والفضة والثياب والدواب وصنعنا من السكر العصيدة والفالوذج بالسمن والزيت ودعس المسلمون دعسًا وبتنا حيث حوتنا القافلة فلما اصبح الصباح أمرنا أبو عبيدة رضي الله عنه بالمسير إلى بعلبك والنزول عليها وكان قد هرب قوم من القافلة وأخبروا أهل بعلبك بالقافلة‏.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق