إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

76 فتوح الشام ( للواقدي )


76

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي‏:‏ فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب في سره جهر به مرة أخرى ثم لوى يطلب حمص وكان خالد رضي الله عنه سبقه إليها بثلث الجيش فنزل عليها يوم الجمعة من شوال سنة أربع عشرة من الهجرة النبوية وكان عليها واليًا بطريق من قبل هرقل اسمه لقيطًا وكان قد مات قبل نزول خالد والمسلمين رضي الله عنهم أجمعين فاجتمع المشركون في كنيستهم العظمى وقال كبيرهم‏:‏ اعلموا أن صاحب الملك قد مات وليس عند الملك خبر من هؤلاء العرب وقد نزلوا علينا وما ظننا ذلك ولقد حسبنا أنهم لا ينزلون علينا حتى يفتحوا جوسيه وبعلبك وإن أنتم قاتلتوهم وكاتبتم الملك أن يسير إليكم واليًا وجيشًا فإن العرب لا تمكن أحدًا من جنود الملك إن يسير إليكم ولا يصل لكم وليس عندكم طعام يقوم بكم للحصار فقالوا‏:‏ أيها السيد فما الذي ترى قال‏:‏ تصالحون القوم على ما أرادوا وتقولون نحن لكم وبين أيديكم إن فتحتم حلب وقنسرين وهزمتم جيش الملك فإذا توجه القوم عنا بعثنا إلى الملك أن يمدنا بجيش عرمرم ويولي من أراد علينا ويستوثق لنا من الطعام والعمد وبعد ذلك نقاتلهم فاستصوب القوم رأيه وقالوا‏:‏ دبرنا بحسن رأيك وتدبيرك فبعث البطريق إلى أبي عبيدة رضي الله عنه جاثليقًا كان عندهم معظمًا ليعقد الصلح بينهم وبين المسلمين فخرج الجاثليق ووصل إلى أبي عبيدة رضي الله عنه وتكلم في الصلح معه بما تحدث به البطريق من أمر سير المسلمين إلى حلب وقنسرين والعواصم وأنطاكية فأجابهم أبو عبيدة رضي الله عنه إلى ذلك وصالح القوم وهم أهل حمص على عشرة آلاف دينار ومائتي ثوب من الديباج وعقد الصلح مع القوم سنة كاملة أولها ذو القعدة وآخرها شوال سنة أربع عشرة من الهجرة‏.‏

قال وانبرم الصلح وخرجت السوقة من حمص إلى عسكر المسلمين فباعوا واشتروا ورأى أهل حمص سماحة العرب من بيعهم وشرائهم وربحوا منهم ربحًا وافيًا‏.‏

ذكر حديث سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه قال الواقدي‏:‏ إن أبا عبيدة دعا بخالد وضم إليه أربعة آلاف فارس من لخم وجذام وطي ونبهان وكهلان وستس وخولان وقال‏:‏ يا أبا سليمان شن الغارة بهذه الكتيبة واقصد بها المعرة واقرب من معرة حلب وشن بها الغارة على بلدة العواصم وارجع على أثرك وانفذ عيونك وانظر إن كان للقوم نجدة أو ناصر من قومهم أم لا‏.‏

فأجابه خالد إلى ذلك وأخذ الراية وتقدم أمام أخذتها والملك العظيم وإنني بحملها زعيم لأنني كبش بني مخزوم وصاحب لأحمد الكريم أسير مثل الأسد الغشوم يا رب فارزقني قتال الروم قال الواقدي‏:‏ وسار خالد بن الوليد إلى شيزر ونزل على النهر المقلوب ودعا بمصعب بن محارب اليشكري وضم إليه خمسمائة فارس وأمره أن يشن الغارة على العواصم وقنسرين‏.‏
‏.‏
‏.‏
وسار خالد بن الوليد إلى كفر طاب والمراه وإلى دير سمعان وجعلت خيل المسلمين تغير يمينًا وشمالًا على القرى والرساتيق ويأخذون الغنائم والأسارى فرجعوا إلى خالد بن الوليد بالأسارى فسار بهم إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فلما نظر إلى خالد وما معه من الغنائم والأموال فرح فرحًا شديدًا وإذا خلف خالد سواد عظيم قد ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه‏:‏ ما هؤلاء يا أبا سليمان فقال خالد‏:‏ هذا مصعب بن محارب اليشكري وقد عقدت له راية على خمسمائة فارس من قومه ومن أهل اليمن وإنه أغار بهم على العواصم وقنسرين وقد أتى بالغنائم والسبي والأموال فالتفت الأمير أبو عبيدة فنظر إلى سرح عظيم من البقر والغنم وبراذين عليها رجال ونساء وصبيان ولهم دوي عظيم وبكاء شديد فقصدهم أبو عبيدة رضي الله عنه وإذا برجال مقرونين في الحبال وهم يبكون على عيالهم ونهب أموالهم وخراب ديارهم‏.‏

فقال أبو عبيدة رضي الله عنه لترجمانه‏:‏ قل لهم ما بالكم تبكون ولم لا تدخلون في دين الإسلام وتطلبون الأمان والذمام لتأمنوا على أنفسكم وأموالكم‏.‏

فقال لهم الترجمان ذلك‏.‏

فقالوا‏:‏ أيها الأمير نحن كنا بالبعد منكم وكانت أخباركم تأتينا وما ظننا أنكم تبلغون إلينا فما شعرنا حتى أشرف علينا أصحابكم فنهبوا أموالنا وأولادنا وساقونا في الحبال كما ترى‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق