61
فتوح الشام ( للواقدي )
فلما انكشف الكرب عن خالد ونظر إلى ما فعل ضرار.
قال: أفلح الله وجهك يا ابن الأزور فما زلت مباركًا في كل أفعالك أنجح الله أعمالك وأصلح ربي حالك.
ثم سلم على عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلى المسلمين وقال: من أين علمتم مكاني هذا فقال عبد الرحمن: يا أمين بينما نحن في قتال الروم وقد نصرنا الله عليهم والمسلمون قد اشتغلوا بالغنائم إذا سمعنا هاتفًا من الهواء يقول: اشتغلتم بالغنائم وخالد قد أحاطت به الروم.
فلما سمعنا ذلك لم ندر أي مكان أنت ليه وفقدنا شخصك فدلنا عليك علج كان بيد رجل من أصحابك وقال: إن صاحبكم أنا الذي دللته على هربيس وإنه معه في هذا الجبل فسرنا إليك.
فقال خالد: لقد دلنا على عدونا دل علينا المسلمين وقد وجب له الحق علينا ورجع خالد وأصحابه إلى المسلمين فلما رأوه بادروا وسلموا عليه فرد عليهم السلام.
ثم إن خالدًا رضي الله عنه دعا بذلك العلج الذي دله على هربيس وقال له: إنك وفيت لنا ونريد أن نوفي لك بما وعدناك لأنك نصحت لنا فهل لك أن تكون أصحاب دين الصلاة والصيام وملة محمد صلى الله عليه وسلم فتكون من أهل الجنة فقال: ما أريد بديني بدلًا فأطلق خالد سبيله.
قال نوفل بن عمرو: فرأيته قد استوى على ظهر جواده يطلب بلاد الروم وحده.
ثم إن خالدًا رضي الله عنه أمر بجمع الغنائم والأسارى فجمع ذلك إليه فلما رأى كثرته حمد الله تعالى وشكره وأثنى عليه ودعا بدليله يونس النجيب.
ثم قال له: ما فعلت بزوجتك فحدثه بحديثه معها وما كان من أمرها فعجب من ذلك فقال رافع بن عميرة: أيها الأمير إني أسرت ابنة الملك هرقل وقد سلمتها إليه بدلًا من زوجته فقال خالد: وأين ابنة الملك هرقل فمثلت بين يديه فنظر إلى حسنها وجمالها وما منحها الله به من الجمال فصرف وجهه عنها وقال: سبحانك اللهم وبحمدك تخلق ما تشاء وتختار.
ثم قرأ قوله تعالى: {ربك يخلق ما يشاء ويختار} [القصص: 8]. ثم قال ليونس: أتريدها بدلًا من زوجتك.
قال: نعم ولكني أعلم أن الملك هرقل لا بد له أن يفديها بالأموال أو يخلصها بالقتال.
فقال خالد: خذها لك الآن فإن لم يطلبها فهي لك وإن طلبها فالله يعوضك خيرًا منها.
فقال يونس: أيها الأمير إنك في مكان ضيق ومكان صعب فاعزم على الخروج قبل أن يلحق نفير القوم.
فقال خالد: الله لنا ومعنا وعطف راجعًا يجد في مسيره والغنائم أمامه والمسلمون في أثره فرحين بالغنيمة والسلامة والنصر.
قال روح بن عطية: فقطعنا الطريق كلها وما عرض لنا من الروم أحد ونحن نخوض في وسط ديار القوم خوضًا فلما وصلنا مرج الصغير عند قنطرة أم حكيم نظرنا إلى غبرة من وراءنا.
فلما عايناها أنكرنا ذلك فأسرع رجال من المسلمين إلى خالد يخبرونه بالغبرة.
قال: أيكم يأتيني بخبرها فبادر بالإجابة رجل من غفار يقال له صعصعة بن يزيد الغفاري.
قال: أنا أيها الأمير.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق