55
فتوح الشام ( للواقدي )
قال فأتينا به خالدًا فلما نظر إليه قال له: من أنت قال له: أنا من الروم وإني تزوجت بجارية من قومي قبل نزولكم عليهم وكنت أحبها فلما طال علينا حصاركم سألت أهلها أن يزفوها علي فأبوا ذلك وقالوا إن بنا شغلًا عن زفافك وكنت أحب أن ألقاها ولنا في المدينة ملاعب نلعب فيها فوعدتها أن نخرج إلى الملاعب فخرجت وتحدثنا فسألتني أن أخرج بها إلى خارج المدينة ففتحنا الباب وخرجت أنظر أخباركم فأخذني أصحابك فنادتني.
فقلت: إن الطير وقع في الشبكة أحذرها منكم مخافة عليها ولو كان غيرها لهان علي ذلك.
فقال خالد: ما تقول في الإسلام.
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله فكان يقاتل معنا قتالًا شديدًا فلما دخلنا المدينة صلحا أقبل يطلب زوجته.
فقيل له: إنها لبست ثياب الرهبانية فأقبل إليها وهي لا تعرفه.
فقال لها: ما حملك على الرهبانية.
قالت: حملني على ذلك أني غررت بزوجي حتى أخذته العرب وترهبت حزنًا عليه.
قال: أنا زوجك وقد دخلت في دين العرب.
قال فلما سمعت ذلك قالت: وما تريد قال: أن تكوني في الذمة.
فقالت: وحق المسيح لا كان ذلك أبدًا وما لي إلى ذلك سبيل وخرجت مع البطريق توما فلما نظر إلى امتناعها أقبل إلى خالد بن الوليد فشكا له حاله.
فقال له خالد: إن أبا عبيدة فتح المدينة صلحًا ولا سبيل لك إليها ولما علم أن خالدًا يسير وراء القوم.
فقال: أسير معه لعلي أقع بها وأقام خالد بدمشق إلى اليوم الرابع ثم أقبل إليه يونس الدمشقي زوج الجارية وقال: أيها الأمير قد عزمت على المسير في طلب هذين اللعينين توما وهربيس وأخذ ما معهما قال: بلى.
فقال له: وما الذي أقعدك عن ذلك.
قال: بعد القوم وبيننا وبينهم أربعة أيام بلياليها وهم يسيرون سير الخوف ما يمكن اللحاق بهم.
فقال يونس: إن كان تخلفك لبعد المسافة بيننا وبينهم فأنا أعرف الديار وأسلك طريقًا فنلحقهم إن شاء الله تعالى ولكن البسوا زي لخم وجذام وهو العرب المتنصرة وخذوا الزاد وسيروا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق