إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

384 فتوح الشام ( للواقدي )


384

فتوح الشام ( للواقدي )


وقال‏:‏ اللهم انصر الإسلام وقرأ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتلك الأيام نداولها بين الناس‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 140‏]‏‏.‏ وبعث إلى صاحب الأقباض لأخذ جميع ما في القصر الأبيض من الأموال وخزانة الملك فلما قسم الغنائم على المسلمين أعطى أولئك أوفى نصيب وأنزل كل واحد منهم في داره فلما رأى أهل البلد ذلك منه وما صنع مع قال الواقدي‏:‏ حدثنا موسى بن عبد الله عن عمرو عن جده يحيى‏.‏
قال‏:‏ بلغنا غير هذا وذلك أن هاشم بن عتبة تبع المنهزمين من جنود الملك فانتهى سيره إلى مرج حلوان فالتقى بكتيبة من أهل فارس بالعدد والسلاح والهوادج والخدم والجواري والمماليك وقد داروا بمحفة من العود الرطب وعليها من الثياب الملونة المذهبة وأهلتها من الذهب مرصعة بالجواهر وقاتلوا دون المحفة قتالًا شديدًا وكانت المحفة لشاهران ابنة الملك يزدجرد بن كسرى وكان السائر بها ساقر بن هرمز فقتله وقتل أصحابه أكثر ما كان مع ساقر‏.‏

وولى الباقي منهزمين وتسلم هاشم المحفة وما حولها وأتوا بذلك كله إلى سعد وأعلموه بأن ابنة كسرى معهم فقرأ سعد قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل اللهم مالك الملك‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏ الآية ثم أشرف سعد على ما بقي من الخزائن فوجد صندوقًا عظيمًا ظاهره وباطنه بالديباج المذهب وفي داخله بساط كسرى وهو البساط الذي كان يفتخر به على الملوك ملوك الدنيا كله ذهب منسوج بالحرير منظوم بالدر واليواقيت الملونة والمعادن والجواهر المثمنة والزمرد وكان طوله ستين ذراعًا قطعة واحدة في جانب منه كالصور وفي جانب كالشجر والرياض والأزهار وفي جانب كالأرض المزروعة المقبلة بالنبات في الربيع وعلى ذلك من الحرير الملون والمعادن على قضبان الذهب والزمرد والفضة وكان الملك لا يبسطه إلا في أيام الشتاء في إيوانه إذا قعد للشراب وكانوا يسمونه بساط النزهة والمسرات فيكون لهم شبه الروضة الزهراء فلما رآه العرب قالوا‏:‏ والله هذه قطيفة زينه‏.‏

قال‏:‏ ولما قسم لسعد على الناس الغنائم أصاب الفارس اثنا عشر ألف دينار وكلهم كانوا فرسانًا ولم يكن فيهم راجل وأخرج للغائبين مع النساء والحريم في الحيرة نصيبهم وقسم الدور بين الناس وكان قد ولى القبض عمرو بن عمرو المدائني وولى القسمة سليمان بن ربيعة وكان فتح المدائن لي شهر صفر وأخرج الخمس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأراد أن يقسم البساط فلم يدر كيف يقسمه فقال سعد‏:‏ معاشر المجاهدين إني رأيت من الرأي أن نرسله إلى عمر ليصنع فيه ما يختاره فأجابوه على لسان واحد نعم ما رأيت أيها الأمير فردوه إلى صندوقه وأضافه إلى الخمس وكتب إلى عمر رضي الله عنه يقول‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عامله على العراق سعد بن أبي وقاص أما بعد‏:‏ فسلام عليك وإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على ما منحنا الله الظفر على العدو الذي أطاع شيطانه وأرخى في ميدان الغي عنانه وقد أجرانا الله سبحانه على جميل العادة وأخذنا الملك أن يزدجرد بن كسرى في كثرة أطواره واحتزاز رؤوس أجناده الذين جاست الهيبة ديارهم وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ‏{‏ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 111‏]‏‏.‏ وقد انهزم عدو الله بعدما قتلنا جنده وأخذنا ابنته وإننا منتظرون أمرك فيما يكون بعد هذا ونحن مقيمون على المدائن والسلام عليك وعلى جميع المسلمين ورحمة الله وبركاته وسلم الكتاب والمال إلى بشر وضم إليه خمسمائة فارس وسلمه ابنة كسرى بمحفتها وخدمها ثم إن سعدًا رأى رأيًا أن يسير بشيرًا يبشر عمر بفتح المدائن وبقدوم الخمس وبما أنعم الله على المسلمين ليكون أزيد هيبة وبهجة بالفتوح فأرسل جيش بن ماجد الأسدي أو ابن هلال والله أعلم فخرج على ناقته وقصد المدينة يجد السير‏.‏

قال وكان عمر رضي الله عنه في كل يوم بعدما يصلي الصبح يقرأ ما تيسر ويركب ناقته ويتوجه نحو طريق العراق ويرتقب ما يرد عليه من أخبار المسلمين‏.‏

قال‏:‏ فخرج على حسب العادة وإذا هو بجيش قد أقبل على ناقة فلما رآه عمر قصده وقال له‏:‏ يا عبد الله من أين أقبلت قال‏:‏ من المدائن يا أمير المؤمنين‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق