إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

973 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 وفاة الحاكم وولاية الظاهر:



973

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


وفاة الحاكم وولاية الظاهر:

ثم توفي الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز نزار، قتيلا ببركة الحبش بمصر، وكان يركب الحمار ويطوف بالليل، ويخلو بدار في جبل المقطم للعبادة، ويقال لاستنزال روحانية الكواكب. فصعد ليلة من ليالي لثلاث بقين من شوّال سنة إحدى عشرة ركب على عادته ومشى معه راكبان فردّهما واحداً بعد آخر في تصاريف أموره. ثم افتُقِدَ ولم يرجع، وأقاموا أياماً في انتظاره. ثم خرج مُظَفَّر الصقلي والقاضي وبعض الخواصّ إلى الجبل فوجدوا حماره مقطوع اليدين، واتبعوا أثره إلى بركة الحبش فوجدوا ثيابه مُزرّرة، وفيها عدّة ضربات بالسكاكين فأيقنوا بقتله. ويقال إنّ أخته بلغه أنّ الرجال يتناوبون بها فتوعّدها فأرسلت إلى ابن دواس من قوّاد كتامة، وكان يخاف الحاكم فأغرته بقتله، وهوّنته عليه، لما يرميه به الناس من سوء العقيدة، فقد يهلك الناس ونهلك معه. ووعدته بالمنزلة والاقطاع، فبعث إليه



 رجلين فقتلاه في خلوته. ولما أيقنوا بقتله اجتمعوا إلى أخته ست الملك فأحضرت عليّ بن دواس، وأجلس علي بن الحاكم صبياً لم يناهز الحلم، وبايع له الناس ولقّب الظاهر لإعزاز دين الله، ونفذت الكتب إلى البلاد بأخذ البيعة له. ثم حضر ابن دواس من الغد، وحضر معه القوّ‍اد فأمرت ست الملك خادمها فعلاه بالسيف امامهم حتى قتله، وهو ينادي بثأر الحاكم فلم يختلف فيه اثنان، وقامت بتدبير الدولة أربع سنين. ثم ماتت، وقام بتدبير الدولة الخادم مِعُضاد وتافر بن الوزّان، وولى وزارته أبو القاسم علي بن احمد الجرجراي وكان متغلبا على دولته، وانتقض الشام خلال ذلك، وتغلّب صالح بن مرداس من بني كلاب على حلب، وعاث بنو الجراح في نواحيه فبعث الظاهر سنة عشرين قائده الزريري والي فلسطين في العساكر، وأوقع بصالح بن الجراح، وقُتِل صالح وابنه وملك دمشق.وملك حلب من يد شبل الدولة نصر بن صالح وقتله، وكان بينه وبين بني الجَراح قبل ذلك وهو بفلسطين حروب؟ حتى هرب من الرملة إلى قيسارية فاعتصم بها، وأخرب ابن الجّراح الرملة واحرقها. وبعث السرايا فانتهت إلى العريش وخشي أهل بلبيس وأهل القرافة على أنفسهم فانتقلوا إلى مصر، وزحف صالح بن مرداس في جموع العرب لحصار دمشق، وعليها يومئذ ذو القرنين ناصر الدولة بن الحسين. وبعث حسّان بن الجّراح إليهم بالمدد، ثم صالحوا صالح بن مرداس، وانتقل إلى حصار حلب، وملكها من يد شعبان الكتامي وجردّت العساكر من الشام مع الوزيري، وكان ما تقدّم، وملك دمشق وأقام بها.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق