إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1002 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 واقعة الخصيان وعمارة:


1002

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


واقعة الخصيان وعمارة:

ولما استقام الأمر لصلاح الدين بمصر غص به الشيعة وأولياؤهم، واجتمع منهم العوريش، وقاضي القضاة ابن كامل، والأمير المعروف، والكاتب عبد الصمد، وكان فصيحا، وعمارة اليمني الشاعر الزبيدي، وكان متولي كبرها فاتفقوا على استدعاء الفرنج لأخراج الغز من مصر، وجعلوا لهم نصيبا وافرا من ارتفاعها، وعمدوا إلى شيعي من خصيان القصر اسمه نجاح ولقبه مؤتمن الدولة وكان قد ربى العاضد وصهره فأغروه بذلك، ورغبوا على أن يجمع رسول الفرنج بالعاضد فجمعه معه في بيته ملبساً بذلك، ولم يكن العاضد الذي حضر، وأوهموه انه عقد معه. ثم اتصل الخبر بنجم الدين بن مضال من أولياء الشيعة، وكان نجم الدين قد اختصه صلاح الدين وولاه الأسكندرية، واستغضبه بهاء الدين قراقوش ببعض النزغات فظنوا أنه غضب فاطلعوه على شأنهم، وأن يكون وزيرا وعمارة كات الدست، وصاحب ديوان الإنشاء، والمكاتبات مكان الفاضل بن كامل قاضي القضاة داعي الدعاة، وعبد الصمد جابي الأموال، والعوريش ناظرا عليه فوافقهم ابن مضال ووشى بهم إلى صلاح الدين فقبض عليهم، وعلى رسول الفرنج، وقررهم في عدة مجالس. وأحضر زمام القصر، وهو مختص بالغز، ونكر عليه خروج العاضد إلى بيت نجاح فحلف على نفسه وعلى العاضد أن هذا لم يقع، وأخبر العاضد بطلب حضور نجاح مع مختص فحضر، واعترف بالحق أن العاضد لم يحضر فتحقق صلاح الدين براءته. وكان عمارة



 يجالس شمس الدولة تورنشاه فنقل لأخيه صلاح الدين أنه امتدحه بقصيدة يغريه فيها بالمضي إلى اليمن، ويحمله على الإستبداد وأنه تعرض فيها للجانب النبوي، يوجب استباحة دمه وهو قوله:

#فاخلق لنفسك ملكا لا تضاف به        إلى سواك وأور النار في العلم

#هذا ابن تومرت قد كانت ولايته         كما يقول الورى لحماً على وضم

#وكان أول هذا الدين من رجل           سعى إلى أن دعوه سيد الأمم

فجمعهم صلاح الدين وشنقهم في يوم واحد بين القصرين، وأخر ابن كامل عنهم عشرين يوما. ثم شنقه ومرعمارة بباب القاضي الفاضل فطلب لقاءه فمنع فقال وهو سائر إلى المشقة:

#عبد الرحيم قد احتجب            أن الخلاص هو العجب

وفي كتاب ابن الأثير: أن صلاح الدين إنما اطلع على أمرهم من كتابهم الذي كتبوه إلى الفرنجة، عثر على حامله، وقرأ الكتاب، وجيء به إلى صلاح الدين فقتل مؤتمن الخلافة لقرينة، وعزل جميع الخدام، واستعمل على القصر بهاء الدين قراقوش وكان خصيا أبيض، وغضب السودان لقتل مؤتمن الخلافة، واجتمعوا في خمسين ألفاً وقاتلوا أجناد صلاح الدين بين القصرين، وخالفهم إلى بيوتهم فأضرمها نارا، واحرق أموالهم وأولادهم فانهزموا، وركبهم السيف. ثم استأمنوا ونزلوا الجيزة وعبر إليهم شمس الدولة توريشاه فاستلحمهم.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق