إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

1070 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 القسم الثاني المجلد الرابع من تاريخ العلامة ابن خلدون بنو هود الخبر عن بني هود ملوك سرقسطة من الطوائف صارت إليهم من بني هاشم وما كان من اوليتهم ومصاير أمولهم:



1070

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

القسم الثاني المجلد الرابع

من تاريخ العلامة ابن خلدون


بنو هود

الخبر عن بني هود ملوك سرقسطة من الطوائف صارت

إليهم من بني هاشم وما كان من اوليتهم ومصاير أمولهم:

كان منذر بن مطرف بن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن هاشم التجيبي صاحب الثغر الأعلى، وكان بين المنصور وعبد الرحمن منافسة على الإمارة والرياسة، وكانت دار إمارته سرقسطة ولما بويع المهدي بن عبد الجبّار، وانقرض أمر العامريّين، وجاءت فتنة البربر كان مع المستعين حتى قتل هشام مولاه فامتعض لذلك، وفارقه وبايع المرواني للمرتضى مع مجاهد، ومن اجتمع إليه من الموالي والعامريّين، وزحفوا إلى غرناطة فلقيهم زاوي بن زيري وهزمهم. ثم ارتابوا بالمرتضى ووضعوا عليه من قتله مع خيران بالمريّة، واستبدّ منذر هذا بسرقسطة والثغر وتلقّب بالمنصور، وعقدها بين طاغية جليقة وبرشلونة وبنيه، وهلك سنة أربع عشرة، ووليَ إبنه وتقلب المظفر. وكان أبو أيوب سليمان بن محمد بن هود الجذامي من أهل نسبهم مستبداً بمدينة تطيلة، ولاّها منذ أوّل الفتنة، وجدّهم هود هو الداخل للأندلس، ونسبه الأزد إلى سالم مولى أبي حذيفة. قال هود بن عبد الله بن موسى بن سالم: وقيل هود من ولد روح بن زنباغ فتغلّب سليمان على المظفر يحيى بن المنذر، وقتله سنة إحدى وثلاثين، وملك سرقسطة والثغر الأعلى، وإبنه يوسف المظفر لاردة. ثم نشأت الفتنة بينهما، وانتصر المقتدر بالإفرنج والبشكنس فجاؤا لميعاده فوقعت الفتنة بين المسلمين وبينهم ثائرة، وانصرفوا إلى يوسف صاحب لاردة فحاصرها بسرقسطة، وذلك سنة ثلاث وأربعين. وهلك أحمد المقتدر سنة أربع وسبعين لتسع وثلاثين سنة من ملكه فولي بعده إبنه يوسف المؤتمن، وكان قائماً على العلوم الرياضّية، وله فيها تآليف مثل الاستهلال والمناظر ومات سنة ثمان وسبعين، وهي السنة التي استولى فيها النصارى على طليطلة من يد القادر بن ذي النون. وولي بعده المستعين، وعلى يده كانت وقعة وشقة، زحف سنة تسع وثمانين في آلاف لا تحصى من المسلمين، وهلك فيهما خلق نحو عشرة آلاف، ولم يزل أميراً بسرقسطة إلى أن هلك شهيداً سنة ثلاث وخمسمائة



 بظاهر سرقسطة في زحف الطاغية إليها. وولي بعده ابنه عبد الملك، وتلقب عماد الدولة، وأخرجه الطاغية من سرقسطة سنة اثنتي عشرة فنزل روطة من حصونها وأقام بها إلى أن هلك سنة ثلاث عشرة. وولي ابنه أحمد، وتلقب سيف والمستنصر، وبالغ النكاية في الطاغية ثم سلم له روطة على أن يملكه بلاد الأندلس فانتقل معه إلى طليطلة بحشمه وآلته، وهنالك هلك سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وكان من ممالك بني هود هؤلاء مدينة طرطوشة، وقد كان بقايا من الموالي العامريين فملكها سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائه. ثم هلك سنة خمس وأربعين وملكها بعده يعلى العامري، ولم تطل مدته. وملكها بعده شبيل إلى أن نزل عنها لعماد الدولة أحمد بن المستعين سنة ثلاث وخمسين، فلم تزل في يده وفي يد بنيه من بعده إلى أن غلب عليها العدو فيما غلب عليه من شرق الأندلس. والله وارث الأرض ومن عليهما وهو خير الوارثين.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق