إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1040 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 القسم الثاني المجلد الرابع من تاريخ العلامة ابن خلدون وفاة الأمير عبد الله بن محمل وولاية حافده عبد الرحمن الناصر بن محمد:



1040


تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

القسم الثاني المجلد الرابع

من تاريخ العلامة ابن خلدون


وفاة الأمير عبد الله بن محمل وولاية حافده عبد الرحمن الناصر بن محمد:

ثم توفي الأمير عبد الله في شهر ربيع الاول من آخر المائة الثالثة لستٍ وعشرين سنة من إمارته، وولي حافده عبد الرحمن ابن إبنه محمد قتيل أخيه المطّرف، وكانت ولايته من الغريب لأنه كان شاباً وأعمامه وأعمام أبيه حاضرون فتصدّى إليها، وحازها دونهم، ووجد الأندلس مضطربة فسكنها، وقاتل المخالفين حتى أذعنوا، واستنزل الثوّار ومحا أثر ابن حفصون كبيرهم، وحمل أهل طليطلة على الطاعة، وكانوا معروفين بالخلاف والانتفاض. واستقامت الأندلس وسائر جهاتها في نيّف وعشرين سنة من أيامه ودامت أيامه نحواً من خمسين سنة استفحل فيها ملك بني أمية بتلك النواحي، وهو أوّل من تسمّى بأمير المؤمنين عندما تلاشى أمر الخلافة بالمشرق، واستبد موالي الترك على بني العباس، وبلغه أن المقتدر قتله مؤنس المظفر مولاه سنة سبع



وعشرين وثلاثمائة فتلقّب بألقاب الخلفاء، وكان كثير الجهاد بنفسه والغزو إنى دار الحرب، إلى أن انهزم عام الخندق سنة ثلاث وعشرين ومحص الله المسلمين فقعد عن الغزو بنفسه، وصار يردّد الصوائف في كل سنة فأوطأ عساكر المسلمين من بلاد الفرنج ما لم يطأه قبل أيام سلفه، ومدت إليه أمم النصرانية من وراء الدروب يد الإذعان، وأوفدوا إليه رسلهم وهداياهم من رومة القسطنطينية في سبيل المهادنة والسلم، والاحتمال فيما يعنّ من مرضاته. ووصل إلى سدنة ملوك الجلالقة من أهل جزيرة الأندلس المتاخمين لبلاد المسلمين، كجهات قشتالة وينبلونة وما إليها من الثغور الجوفية فقّبلوا يده، والتمسوا رضاه، واحتقبوا جوائزه وامتطوا مركبه. ثم سما إلى ملك العدوة فتناولى سبتة من أيدي أهلها سنة سبع عشرة، وأطاعه بنو إدريس أمراء العدوة وملوك زناتة البربر، وأجاز إليه الكثير منهم كما نذكر في أخباره وبدأ أمره لأول ولايته بتخفيف المغارم عن الرعايا، واستحجب موسى بن محمد بن يحمى.  واستوزر عبد الملك بن جهور بن عبد الملك بن جوهر، وأحمد بن عبد الملك بن سعد، واهدى له هديته المشهورة المتعددة الأصناف. ذكرها ابن حيان وغيره وصب مما نقل من ضخامة الدولة الأموية واتساع أحوالها، وهي خمسمائة ألف مثقال من الذهب العين، وأربعمائه رطل من التبر، ومصارفه خمسة وأربعين ألف دينار، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة وإثنا عشر رطلاً من العود الهندي يختم عليه كالشمع، ومائة وثمانون رطلاً من العود الصمغي المتخير، ومائة رطل من العود الشبه المنقّى، ومائة أوقية من المسك الذكي المفضّل في جنسه، وخمسمائة أوقية من العنبر الاشهب المفضّل في جنسه على خليقته من غير صناعة ومنها قطعة ململمة عجيبة الشكل، وزن مائة أوقية، وثلاثمائة أوقية من الكافور المترفع الذكاء. ومن اللباس ثلاثون شقة من الحرير المختم المرقوم بالذهب للباس الخلفاء، مختلفة الألوان والصنائع، وعشرة أفرية (1)من عالي جلود الفنك الخراسانية، وستة من السرادقات العراقية، وثمان وأربعون من الملاحف البغدادية لزينة الخيل من الحرير والذهب، وثلاثون شقة الغريون من الملاحف لسروج الهبات، وعشرة قناطير من السمور فيها مائة جلد، وأربعة آلاف رطل من الحرير المغزول، وألف رطل من الحرير المنتقى للاستغزال،



 وثلاثون بساطاً من الصوف وعشر مائة منقاة مختلفة، ومائة قطعة مصليات من وجوه الفرش المختلفة، وخمسة عشر من نخاخ الخزّ المقطوع شطرها. ومن السلاح والعدة ثمانمائة من تخافيف الزينة أيام البروز والمواكب، وألف ترس سلطانية، ومائة ألف سهم من النبال البارعة الصنعة، ومن الظهر خمسة عشر فرساً من الخيل العراب المتخيرة لركاب السلطان فائقة النعوت، وعشرون من بغال الركاب مسرجة ملجمة بمراكب خلافية، ولجم بغال مجالس سروجها خزّ جعفري عراقيّ، ومائة فرس من عتاق الخيل التي تصلح للركوب في التصرف والغزوات، ومن الرقيق أربعون وصيفا ًوعشرون جارية متخيرات بكسوتهن وزينتهنّ ومن سائر الأصناف ومن الصخر سيات ما أنفق عليه في عام واحد ثمانون ألف دينار، وعشرون ألف عود من الخشب من أجمل الخشب وأصلبه واقدمه، قيمته خمسون ألف دينار. وعرضت الهدية على الناصر سنة سبع وعشرين فشكرها وحسن لديه موقعها.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق