إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

1037 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 القسم الثاني المجلد الرابع من تاريخ العلامة ابن خلدون ثورة الأمير ابن حفصون في يشتر ومالقة ورندة واليس:



1037


تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

القسم الثاني المجلد الرابع

من تاريخ العلامة ابن خلدون


ثورة الأمير ابن حفصون في يشتر ومالقة ورندة واليس:

وهو عمر بن حفصون بن عمر بن جعفر بن دميان بن فرغلوش بن اذفونش القس،



 هكذا نسبه ابن حيان، أوّل ثائر كان بالأندلس، وهو الذي افتتح الخلاف بهما وفارق الجماعة أيام محمد بن عبد الرحمن في سني السبعين والمائتين. خرج بجبل يشتر من ناحية ريّة ومالقة، وانضم إليه الكثير من جند الأندلس ممن في قلبه مرض في الطاعة، وابتنى قلعته المعروفة به هنالك، واستولى على غرب الأندلس إلى رندة وعلى السواحل من الثجة إلى البيرة، وزحف إليه هاشم بن عبد العزيز الوزير فحاصره واستنزله إلى قرطبة سنة سبعين. ثم هرب ورجع إلى حصن يشتر ولما توفي الأمير محمد تغلب على حصن الحامة ورية ورندة والثجة، وغزاه المنذر سنة أربع وسبعين فافتتح جميع قلاعه وقتل عامله برية، ثم سأل الصلح فعقد له السمنذر. ثم نكث ابن حفصون وعاد إلى الخلاف فحاصره المنذر إلى أن هلك محاصراً له فرجع عنه الأمير عبد الله، واستفحل أمر ابن حفصون والثوار، وتوالت عليه الغزوات والحصار. وكاتب ابن الأغلب صاحب أفريقية، وهاداه وأظهر دعوة العباسية بالأندلس فيما إليه، وتثاقل ابن الأغلب على إجابته لاضطراب إفريقية فأمسك وأكثر الاجلاب على قرطبة، وبنى حصن بلاية قريباً منها، وغزاه عبد الله وافتتح بلاية والثجة. ثم قصده في حصنه فحاصره أياماً وانصرف عنه فاتبعه ابن-فصون فكر عليه الأمير عبد الله وهزمه، وأثخن فيه، وافتتح البيرة من أعماله. ووالى عليه الحصار في كل سنة، فلما كانت وثمانين (1) عمر بن حفصون وخالص ملك الجلالقة فنبذ إليه أمراؤه بالحصون عهده، وسار الوزير أحمد بن أبي عبيدة لحصاره في العساكر فاستنجد بإبراهيم بن حجّاج الثائر بإشبيلية، ولقياه فهزمهما وراجع ابن حجّاج الطاعة، وعقد له الأمير عبد الله على إشبيلية وبعث ابن حفصون بطاعته للشيعة عندما تغلبوا على القيروان من يد الأغالبة، وأظهر بالأندلس دعوة عبيد الله.ثم راجع طاعة بني أمية عندما هيأ الله للناصر ما هيأه من استفحال الملك، واستنزل الثوار، واستقام إلى أن هلك سنة ست وثلاثمائة لسبع وثلاثين سنة من ثورته. وقام مكانه ابنه جعفر فأقره الناصر على أعماله. ثم دسّ إليه أخوه سليمان بن عمر بعض



رجالاتهم فقتله لسنتين أو ثلاثة من ولايته. وكان مع الناصر فسار إلى أهل يشتر، وملكوه مكان أخيه، وذلك سنة ثمان وثلاثمائة، وخاطب الناصر فعقد له كما كان أخوه، ثم نكث وتكرر إنكاثه ورجوعه. ثم بعث إليه الناصر وزيره عبد الحميد بن سبيل بالعساكر، ولقيه فهزمه وقتله، وجيء برأسه إلى قرطبة. وقدّم المولّدون أخاه حفص بن عمر فانتكث ومضى على العصيان، وغزاه الناصر، وجهزّ العساكر لحصاره حتى استأمن له، ونزل إلى قرطبة بعد سنة من ولايته. وخرج الناصر إلى يشتر فدخله وجال في أقطاره، ورفع أشلاء عمر وابنه جعفر، وسليمان فصلبهم بقرطبة، وخرب جميع الكنائس التي كانت في الحصون التي بنواحي ريّة وأعمال مالقة، ثلاثين حصنا فأكثر، وانقرض أمر بني حفصون، وذلك سنة خمس عشرة وثلاثمائة والبقاء لله.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق