998
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
فتنة أسد الدين مع شاور وحصاره:
ولما رجع أسد الدين من مصر إلى الشام، أقام بها في خدمة نور الدين. ثم استأذن نور الدين العادل سنة اثنتين وستين في العود إلى مصر فأذن له، وجهزه في العساكر وسار إلى مصر، ونازل بلاد الفرنج في طريقه. ثم وصل إلى أطفيح من ديار مصر، وعبر النيل إلى الجانب الغربي، ونزل الجيزة، وتصرف في البلاد الغربية نيفا وخمسين واستمد شاور الفرنج، وجاء بهم إلى مصر، وخرج معهم للقاء أسد الدين شيركوه فأدركوه بالصعيد فرجع للقائهم على رهب لكثرة عددهم، وصدقهم القتال فهزمهم
على قلة من معه فأنهم لم يبلغوا ألفي فارس. ثم سار إلى الاسكندرية، وهو يجبي الأموال في طريقه إلى أن وصلها فاستأمن أهلها، وملكها، وولى عليها صلاح الدين يوسف بن أخيه نجم الدين أيوب، ورجع إلى جباية الصعيد. واجتمعت عساكر مصر والفرنج على القاهرة، وأزاحوا عللهم وساروا إلى الأسكندرية وحاصروا بها صلاح الدين فسار أسد الدين إليهم من الصعيد، ثم خذله بعض من معه من التركمان بمداخلة شاور، وبعثوا له أثر ذلك في الصلح فصالحهم ورد إليهم الأسكندرية، ورجع إلى دمشق فدخلها آخر ذي القعدة من سنة اثنتين وستين. واستطال الفرنج على أهل مصر، وشرطوا عليهم أن ينزلوا القاهرة وشحنة، وان تكون أبوابها بأيديهم لئلا تدخل عساكر نور الدين، وقرر ضريبة يحملها كل سنة فأجابه إلى ذلك.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق