إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

999 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 رجوع أسد الدين إلى مصر ومقتل شاور ووزارته:


999

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


رجوع أسد الدين إلى مصر ومقتل شاور ووزارته:

ثم طمع الإفرنج في مصر، واستطالوا على أهلها، وملكوا بلبيس، واعتزموا على فصد القاهرة. وأمر شاور بتخريب مصر خشية عليها منهم فحرقت ونهب أهلها، ونزل الفرنج على القاهرة وأرسل العاضد إلى نور الدين يستنجده، وخشي شاور من إتفاق العاضد ونور الدين فداخل الفرنج في الصلح على ألفي ألف دينار مصرية معجلة، وعشرة آلاف إردب من الزرع، وحذرهم أمر القهر إلى ذلك، وكان فيه السفير الجليس بن عبد القوي، وكان الشيخ الموفق كاتب السر، وكان العاضد قد أمرهم بالرجوع إلى رأيه وقال: هو رب الحرمة علينا وعلى آبائنا، وأهل 



النصيحة لنا. فأمر الكامل شجاع بن شاور القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني أن يأتيه، ويشاوره فقال له قل لمولانا يعني العاضد أن تقرير الجزية للفرنج خير من دخول الغز للبلاد، وإطلاعهم على الأحوال. ثم بعث نور الدين العساكر مع أسد الدين شيركوه مددا للعاضد كما سأل، وبعث صلاح الدين ابن أخيه، وجماعة الأمراء فلما سمع الفرنج بوصولهم أفرجوا عن وفاة أسد الدين وولاية صلاح الدين الوزارة وقال ابن الطويل، مؤرخ دولة العبيدين: إنه هزمهم على القاهرة، ونهب معسكرهم، ودخل أسد الدين إلى القاهرة في جمادى سنة أربع وستين، وخلع عليه العاضد ورجع إلى معسكره، وفرضت له الجرايات. وبقي شاور على ريبة وخوف، وهو يماطله فيما يعين له من الأموال. ودس العاضد إلى أسد الدين بقتل شاور وقال: هذا غلامنا، ولا خير لك في بقائه، ولا لنا فبعث عليه صلاح الدين بن أخيه، وعز الدين خرديك. وجاء شاور إلى أسد الدين على عادته فوجده عند قبر الإمام الشافعي فسار إليه هنالك فاعترضه صلاح الدين وخرديك فقتلاه، وبعثا برأسه إلى العاضد، ونهبت العامة دوره، واعتقل ابناه شجاع والطازي، وجماعة من أصحابه بالقصر، وخلع عليه للوزارة واستقر في الأمر، وغلب على الدولة، وأقطع البلاد لعساكره. واستعد أصحابه في ولايتها، ورد أهل مصر إلى بلدهم، وأنكر ما فعلوه في تخريبها. ثم اجتمع بالعاضد مرة أخرى وقال له جوهر الأستاذ: يقول لك مولانا لقد تيقنا أن الله أدخرك نصرة لنا على أعدائنا فحلف له أسد الدين على النصيحة فقال له: الأمل فيك أعظم، وخلع عليه، وحسن عنده موقع الجليس بن عبد القوي، وكان داعي الدعاة وقاضي القضاة فأبقاه على مراتبه.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق