1000
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
وفاة أسد الدين وولاية صلاح الدين الوزارة:
ثم توفي أسد الدين رحمه الله تعلى لشهرين في أيام قلائل من وزارته، وقيل لأحد عشر شهرا، وأوصى أصحابه أن لا يفارقوا القاهرة. ولما توفي كان معه جماعة من الأمراء النورية، منهم عين الدولة الفاروقي، وقطب الدين نسال، وعين الدين المشطوب الهكاوي، وشهاب الدين محمود الحازمي فتنازعوا في طلب الرياسة، وفي الوزارة، وجمع كل أصحابه للمغالبة. ومال العاضد إلى صلاح الدين لصغره وضعفه عنهم، ووافقه أهل دولته على ذلك، بعد أن ذهب كثير منهم إلى دفع الغز وعساكرهم إلى الشرقية، ويولى عليهم قراقوش. ومال آخرون إلى وزارة صلاح الدين، ومالى العاضد إلى ذلك لمكافأته عن خدمته السالفة فاستدعاه، وولاه الوزارة، واضطرب أصحابه. وكان الفقيه عيسى الهكاري من خلصاء صلاح الدين فاستمالهم إليه إلا عين الدولة الفاروقي فإنه سار إلى الشام، وقام صلاح الدين بوزارة مصر نائباً عن نور الدين يكاتبه بالأمير الأصفهسان، ويشركه في الكتاب مع كافه الأمراء بالديار المصرية. ثم استبد صلاح الدين بالأمور، وضعف أمر العاضد، وهدم دار المعرفة بمصر، وكانت حبسا. وبناها مدرسة للشافعية، وبنى دار الغزل كذلك للمالكية، وعزل قضاة الشيعة، وأقام قاضيا شافعياً في مصر، واستناب في جميع البلاد.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق