إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

990 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 وزارة بهرام ورضوان بعده:


990

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


وزارة بهرام ورضوان بعده:

ولما مات حسن بن الحافظ، ورحل بهرام لحشد الأرمن، اجتمع الجند وكان بهرام



 كبيرهم وراودوا الحافظ على وزارته فوافقهم، وخلع عليه، وفوض إليه الأمور السلطانية، واستثنى عليه الشرعية، وتبعه تاج الدولة أفتكين في الدولة، واستعمل الأرمن، وأهانوا المسلمين، وكان رضوان بن ولحيس صاحب الباب، وهو الشجاع الكاتب من أولياء الدولة، وكان ينكر على بهرام ويهزأ به فولاه بهرام الغربية، ثم جمع رضوان وأتى إلى القاهرة ففر بهرام وقصد قوص، في ألفين من ا أرمن، ووجد أخاه قتيلا فلم يعرض لأهل قوص، وباء بحق الخلافة، وصعد إلى أسوان فامتنعت عليه بكنز الدولة. ثم بعث رضوان العساكر في طلبه مع أخيه الأكبر، وهو إبراهيم ا أوحد فاستنزله على الأمان له وللأرمن الذين معه. وجاء به فأنزله الحافظ في القصر إلى أن مات على دينه، واستقر رضوان في الوزارة، ولقب بالأفضل وكان سنيا، وثان أخوه إبراهيم إماميا فأراد الاستبداد، وأخذ في تقديم معارفه سيفا وقلما. وأسقط المكوس، وعاقب من تصدى لها فتغير له الخليفة فأراد خلعه، وشاور في ذلك داعي الدعاة وفقهاء الإمامية فلم يعينوه في ذلك بشىء.

وفطن له الحافظ فدس خمسين فارسا ينادون في الطرقات بالثورة عليه، وينهضون باسم الحافظ فركب لوقته هاربا منتصف شوال سنة ثلاث وثلاثين، ونهبت داره، وركب الحافظ، وسكن الناس، ونقل ما فيها إلى قصره. وسار رضوان يريد الشام ليستنجد الترك، وكان في جملته شاور، وهو من مصطفيه وأرسل الحافظ الأمير بن مصال ليرده على الأمان فرجع وحبس في القصر، وقيل وصل إلى سرخد فأكرمه صاحبها أمين الدولة كمستكين، وأقام عنده ثم رجع إلي مصر سنة أربع وثلاثين فقاتلهم عند باب القصر وهزمهم. ثم افترق عنه أصحابه أرادوا العود إلى الشام فبعث عنه الحافظ بن مصال، وحبسه بالقصر إلى سنة ثلاث وأربعين فنقب الحبس وهرب إلى الجيزة، وجمع المغاربة وغيرهم، ورجع إلى القاهرة، ونزل عند جامع الأقمر، وأرسل إلى الحافظ في المال ليفرقه فبعث عشرين ألفاً على عادتهم مع الوزير، ثم استزاد عشرين وعشرين. وفي خلال ذلك وضع الحافظ عليه جمعا كثيرا من السودان فحملوا عليه وقتلوه،



 وجاؤوا برأسه إلى الحافظ. واستمر الحافظ في دولته مباشرا لأموره وأخلى رتبة الوزارة فلم يول أحدا بعده.

وفاة الحافظ وولاية ابنه الظافر:

ثم توفي الحافظ لدين الله عبد الحميد بن الأمير أبي القاسم، أحمد بن المستنصر، سنة أربع وأربعين لتسع عشرة سنة ونصف من خلافته، وعن أبي العالية يقال بلغ عمره سبعا وسبعين سنة، ولم يزل في خلافته محجور الوزارة، ولما مات ولي بعده ابنه أبو منصور إسمعيل بعهده إليه بذلك، ولقب الظافر بأمر الله.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق