إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

993 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 وزارة الصالح بن رزيك:



993

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


وزارة الصالح بن رزيك:

ولما قتل الظافر وأخواه كما ذكرناه، كتب النساء من القصر إلى طلائع بن زريك وكان واليا على الاشمونين، والبهنسة. وجاء الخبر بان الناس اختلفوا على عباس بسبب ذلك فجمع وقصد القاهرة ولبس السواد حزنا، ورفع على الرماح الشعور التي بعث بها النساء حزنا. ولما عبر البحر خرج عباس وولده، ودفعوا ما قدروا عليه من مال وسلاح من حاصل الدولة، ومعهما صديقهما أسامة بن منقذ فاعترضهم الفرنج، 



وقاتلوا فقتل عباس، وأسر ولده، ونجا أسامة إلى الشام. ودخل طلائع القاهرة في ربيع سنة تسع وخمسين، رجاء إلى القصر راجلا. ثم مضى إلى دار عباس ومعه الخادم الذي حضر لقتله فاستخرجه من التراب، ودفنه عند آبائه، وخلع الفائز عليه الوزارة ولقبه الصالح. وكان إماميا كاتبا أديبا فقام بأمر الدولة، وشرع في جمع الأموال والنظر في الولايات. وكان الأوحد بن تميم من قرابة عباس والياً على تنيس، وكان لما سمع بفعله قريبه عباس جمع وقصد القاهرة فسبقه طلائع؟ فلما استقل بالوزارة أعاده إلى عمله بدمياط وتنيس. ثم بعث في فداء نصير من عباس بن الفرنج فجيء به وقتله، وصلبه به زويله. ثم نظر في المزاحمين من أهل الدولة، ولم يكن أرفع رتبة من تاج الملوك قايماز، وابن غالب فوضع عليهما الجند فطلبوهما فهربا، ونهب دورهما وتتبع كبراء الأمراء بمثل ذلك حتى خلا الجو، ووضع الرقباء والحجاب على القصر، وثقلت وطأته على الحرم، ودبرت عمة الفائز في قتل الصلح، وفرقت الأموال في ذلك. ونمي الخبر إليه فجاء إلى القصر، وأمر الأستاذين والصقالبة بقتلها فقتلوها سرا، وصار الفائز في كفالة عمته الصغرى، وعظم اشتداد الفائز واستفحل أمره، وأعطى الولايات للأمراء، واتخذ مجلساً لأهل الأدب يسامرون فيه، وكان يقرض الشعر ولا يجيده. وولى شاور السعدي على قرضه، وأشار عليه حجابه يصرفه، واستقدمه فامتنع وقال: أن عزلني دخلت بلاد النوبة. وعلى عهده كان استيلاء نور الدين محمود الملك العادل على دمشق من يد ابن طغتكين أتابك تتش، سنة تسع وأربعين وخمسمائة.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق