974
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
وفاة الظاهر وولاية ابنه المستنصر:
ثم توفي الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن عليّ ابن الحاكم منتصف شعبان سنة سبع وعشرين لست عشرة سنة من خلافته، فولي أبنه أبو تميم معدّ، ولقّب المستنصر بأمر الله، وقام بأمره وزير أبيه أبو القاسم عليّ بن أحمد الجرجراي، وكان بدمشق
الوزيري واسمه أقوش تكين. وكانت البلاد صلحت على يديه لعدله ورفقه وضبطه، وكان الوزير الجرجراي يحسده ويبغضه، وكتب إليه بإبعاد كاتبه ابي سعيد فانفذ إليه أنه يحمل الوزيري على الانتقاض فلم يجب الوزيري إلى ذلك واستوحش، وجاء جماعة من الجند إلى مصر في بعض حاجاتهم فداخلهم الجرجراي في التوثّب به، ودسّ معهم بذلك إلى بقية الجند بدمشق فتعلّلوا عليه * فخرج إلى بعلبك سنة ثلاث وثلاثين، فمنعه عاملها من الدخول فسار إلى حماة فمُنِع أيضاً فقوتل، وهو خلال ذلك ينهب فاستدعى بعض اوليائه من كفر طاب، فوصل إليه في ألفي رجل، وسار إلى حلب فدخلها وتوفي بها في جمادى الآخرة من السنة، وفسد بعده أمر الشام، وطمع العرب في نواحيه، وولّى الجرجراي على دمشق الحسين بن حمدان فكان قصارى أمره منع الشام، وملك حسّان بن مفرّج فلسطين، وزحف معزّ الدولة بن صالح الكلابي إلى حلب فملك المدينة، وامتنع عليه أصحاب القلعة، وبعثوا إلى مصر للنجدة فلم ينجدهم فسلّموا القلعة لمعزّ الدولة بن صالح فملكها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق