إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

975 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 مسير العرب إلي إفريقية:


975

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


مسير العرب إلي إفريقية:

كان المعز بن باديس قد انتقض دعوة العبيديين بإفريقية، وخطب للقائم العباسيّ،وقطع الخطبة للمستنصر العلويّ سنة أربعين وأربعمائة فكتب إليه المستنصر يتهدّده. ثم إنه استوزر الحسين بن علي التازوري بعد الجرجراي، ولم يكن في رتبته فخاطبه المعز دون ما كان يخاطب من قبله، كان يقول في كتابه إليهم عبده، ويقول في كتاب التازوري صنيعته فحقد ذلك، واغرى به المستنصر واصلح بين زغبة ورياح من بطون هلال، وبعثهم إلى إفريقية وملكهم كل ما يفتحونه، وبعث إلى المعز: أما بعد فقد أرسلنا إليك خيولاً، وحملنا عليها رجالاً فحولاً، ليقضي الله أمراً كان مفعولا.



 فساروا إلى برقة فوجدوها خالية، لأن المعز كان اباد أهلها من زناتة فاستوطن العرب برقة، واحتقر المعز شأنهم، واشترى العبيد واستكثر منهم، حتى اجتمع له منهم ثلاثون الفاً.وزحف بنو زغبة إلى طرابلس فملكوها سنة ست وأربعين، وجازت رياح الأتبح وبنو عدي إلى إفريقية فأضرموها ناراّ. ثم سار امراؤهم إلى المعز، وكبيرهم مؤنس بن يحيى من بني مرداس من زياد فأكرمهم المعزّ، وأجزل لهم عطاياه فلم يغن شيئاً، وخرجوا إلى ما كانوا عليه من الفساد، ونزل بإفريقية بلاء لم ينزل بها مثله. فخرج إليهم المعزّ في جموعه من صنهاجة والسودان نحوا من ثلاثين الفاً، والعرب في ثلاثة آلاف فهزموه واثخنوا في صنهاجة بالقتل واستباحوهم. ودخل المعزّ القيروان مهزوما. ثم بيتهم بوم النحر، وهم في الصلاة فهزموه أعظم من الأولى.ثم سار إليهم بعد أن احتشد زناتة معه فانهزم ثالثة، وقتل من عساكره نحو من ثلاثة آلاف، ونزل العرب بمصلّى القيروان، ووالوا عليهم الهزائم، وقتلت منهم أمم. ثم أباح لهم المعز دخول القيروان للميرة فاستطالت عليهم العامة فقتلوا منهم خلقاً، وأدار المعزّ السور على القيروان سنة ست وأربعين. ثم ملك مؤنس بن يحيى مدينة باجة سنة ست وأربعين، وأمر المعز أهل القيروان بالانتقال إلى المهدية للتحصّين بها، وولّى عليها ابنه تيما سنة خمس وأربعين. ثم انتقل إليها سنة تسع وأربعين، وانطلقت أيدي العرب على القيروان بالنهب والتخريب، وعلى سائر الحصون والقرى كما يذكر في أخبارهم. ثم كانت الخطبة للمستنصر ببغداد على يد البساسيري من مماليك بني بويّه عند انقراض دولتهم، واستيلاء السلجوقيّة كما نذكره في أخبارهم.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق