إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

364 فتوح الشام ( للواقدي )


364

فتوح الشام ( للواقدي )

وقد عول على أخذ العراق فاستيقظ أيها الملك من غفلتك وانظر في مصالح دولتك واعلم أنا هذا الزمان هو الذي كنا نسمع به ولا نصدق ونكذب به ولا نحقق ولا نظن أن أحدًا يجسر علينا ولا يصل جيشه إلينا حتى جاء الوقت المقدور وولي المدينة عمر وهو صاحب الفتح ومصبح الملوك بشر صبوح فقم على قدم الهمم وسر إلى أعدائك وتقدم وقد أعلمناك لتكون على بصيرة من الأمر وإياك أن تهمل الأمر فرب صغير أمر عاد كبيرًا ويسير عاد عسيرًا والحرب أوله شرر وآخره نار تسعر والسلام قال‏:‏ وبعثا الكتاب مع نجاب فلما وصل به إلى كسرى وقرئ عليه انتفض لذلك واهتز على سريره وأحضر الأساورة والموابذة والديلم والسهارجة وقرأ عليهم كتاب الملوك‏.‏

وقال لهم‏:‏ ما ترون في هذا الأمر الذي قد وقفنا عليه وأشرفنا عليه‏.‏

واعلموا أن هؤلاء العرب قد أخرجهم الجدب والجهد فهم ينظرون لهم مواضع يسكنون إليها وينزلون فيها وقد أذاقوا الروم شرًا وأنزلوا بهم ضرًا وملكوا المدائن واحتووا على الخزائن‏.‏
وكانت الروم قد اجتمعوا عن بكرة أبيهم وما كان منهم أحد إلا أتى الشام وتلاقوا في الحرب بمكان يقال له اليرموك وهذه شرذمة من العرب قد سرحوا بلادكم‏.‏

وقد عولوا على أن ينزعوا الملك من أيديكم ولا ينفعكم إلا أن تكشفوا عن ساق العزم وتتشحوا بوشاح الحزم وتذبوا عن أهليكم وأموالكم وأولادكم وحريمكم وبلادكم وأعلموا أن العرب لهم الطمع وقد دخل في قلوبهم أن يملكوا بلادكم وحصونكم متى رأوكم ناكلين عن قتالهم فاشلين عن نوالهم مالوا عليكم ميلة الأسود على فرائسها فاحسموا موادهم من أول يوم وقد قيل في الأمثال‏:‏ من نظر في العواقب أمن غائلة النوائب ثم إنه فتح خزائن الأموال والخلع وخلع على الهرمزان وقدمه على خمسين ألفًا وخلع على عطارد بن مهرود وقدمه على عشرين ألفًا وخلع على قارين بن همام وقدمه على عشرين ألفًا وأمرهم أن يضربوا خيامهم بأرض زرندان ففعلوا ذلك وكتب من وقته إلى خراسان وما وراء النهر يستفزهم ومن معهم من الأجناد على قتال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصلت الكتب إليهم أقبلوا يهرعون إلى العراق كالجراد المنتشر وكان في جملة القوم شهريار بن كباد والفرحان الأهوازي والهزيل بن جسوم جاسر الهمذاني ومعهم أربعون فيلًا ووفد الجانيوس بن قتاد‏.‏

قال الراوي‏:‏ فلما اجتمعت الجيوش خرج كسرى يحرضهم بأرض شهرطاق وفراشة وكان رأس جيشه مهرمان فعرض الجيوش‏.‏

فإذا هي مائة ألف وخمسون ألفًا غير الأتباع وقدم الديلم والعجم وأمامهم الفيلة وعقدوا على ظهورها الأسرة بثياب الديباج وعلى كل سرير أربعون رجلًا مقاتلة هم يضربون بالطبول والصنوج في خراطيمها أعني الفيلة السيوف ليقاتلوا بها وكان فيها فيل أعور كأنه الجبل العظيم وكان هو المقدم على الفيلةحيثما سار سارت وراءه وإن وقف وقفت وقد ربط وراء الفيلة عجل يحمل بيوت السلاح والأموال فلما عولوا على المسير عاد الملك أزدشير إلى من ذكر من المقدمين‏.‏

وقال‏:‏ اعلموا يا أهل فارس أنكم ما زلتم ملوكًا وهيبتكم في قلوب الترك والديلم والروم والمجرامقة وذلك لما كنتم عادلين في الرعية فادفعوا هؤلاء بالمال‏.‏

فإن أبوا فدونكم والسيف وودعوه وساروا‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق