333
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث
الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث
مطارنة دير سيناء
قد يستدل من تاريخ الدير أن رهبان طور سيناء لم يسكنوا الحصن الذي بناه لهم الملك يوستنيانوس توا بعد بنائه بل بقوا يسكنون المغاور والكهوف حول الحصن إلى أن انتقل مركز الأبرشية من فيران إلى طور سيناء بعد سنة 649 م وكان الإسلام قد امتد إلى الشام ومصر واشتد الحال على الرهبان فهجروا المغاور والكهوف وسكنوا الحصن فجعلوه ديرا ومركزا لأبرشية سيناء وأصبح رئيس الدير مطرانا للأبرشية ولقبه "مطران دير طور سيناء وفيران وراية " وما زال كذلك إلى اليوم . ودير طور سيناء هو الدير الوحيد الذي يلقب رئيسه مطرانا وبالافرنجية archeveque,archbishop . وقد اتصل بنا خبر 53 مطرانا من مطارنة دير طور سيناء وهم :
" 1- المطران مرقس سنة 869م " وهو أول مطران معروف للدير ذكر في كتاب " تاريخ السنين " المار ذكره
" 2- المطران قسطنطين " وقيل أنه هو أول مطران للدير ومرقس الثاني
" 3- المطران سليمان " عن كتابة في هيكل كنيسة العليقة هذا نصها : " كان الفراغ من هذا العمل " الفسيفساء " في أيام المطران سليمان " . ويتبين من حالة الفسيفساء أنه من أقدم ما في الهيكل .
" 4- المطران غبريل أربسارو " عن كتابة على مذبح كنيسة العليقة هذا نصها " اذكر يارب عبدك الفقير غبريل أربسارو يعني مطران طور سيناء " . ويظهر من الشغل أن المذبح بني بعد الفسيفساء
" 5- المطران أيوب الفلسفي " عن كتابة فوق باب الكنيسة الكبرى هذا نصها : " أيوب الفلسفي رسم مطرانا "
" 6- المطران يوحنا سنة 1091 م " وهو من أهل أثينا قيل وهو الذي قتله عساكر مصر . ورواية الخبر المأثور في تاريخ نكتاريوس أنه في عهد هذا المطران اعتدى العربان على قافلة من الحجاج كانت ذاهبة إلى مكة فأرسل صاحب مصر جندا لتأديب العربان ودخل الجند الدير فسألوا أين الرئيس فبرز الرئيس لهم ص 519
وقال أنا هو فقالوا أين مال الدير فقال لا مال للدير فقتلوه . والله أعلم بالصواب .
" 7- المطران زخريا سنة 1103 م " قبل وهذا التاريخ مأخوذ عن فرمانه المفقود الآن . وهذا المطران تقع مدته في مدى الآمر بأحكان الله الفاطمي
" 8- المطران جرجس سنة 1133 م" قيل وهذا التاريخ أخذ عن فرمانه المفقود أيضا وهو يقع في مدة الحافظ لدين الله الفاطمي خلف الآمر بأحكام الله .
" 9- المطران غبريل الثاني سنة 1146 م " عن فرمانه المفقود وهو يقع في مدى الحافظ لدين الله . قالوا وكان عالما بالعربية وقد كتب فيها كتاب " تعليم مسيحي " موجود الآن في الدير .
" 10- المطران يوحنا الثاني سنة 1164 م " وله رسالة بالعربية إلى رهبان الطور
" 11- المطران سمعان سنة 1203 م " جال مدة في أوربا يجمع الإحسان للدير ثم استعفى
" 12- المطران افتيموس سنة 1223 م "
" 13- المطران مكاريوس سنة 1224 م "
" 14- المطران جرمانوس الأول سنة 1228 م "
" 15- المطران ثيودوسيوس سنة 1229م "
" 16- المطران سمعان سنة 1258م " خدم مدة ثم استعفى
" 17- المطران يوحنا الثالث سنة 1265م "
وهذه المطارنة الثمانية الأخيرة ذكرت في كتاب " تاريخ السنين " المار ذكره
" 18- المطران ارسانيوس سنة 1290"
" 19- المطران سمعان الثالث سنة 1306 م "
" 20- المطران دوروثيوس سنة 1324م " عن فرمانه المفقود . وهو يقع في مدة السلطان الناصر محمد بن قلاوون من المماليك البحرية صاحب مصر والشام .
جاء في كتاب " تاريخ السنين " : " يوم الاثنين الواقع في 30 ابريل سنة 1312م عند الغروب حصلت زلزلة . وفي نصف الليل زلزلة . وفي صباح الثلاثاء أول ص 520
مارس حصلت زلزلة عظيمة حتى ظن أن القيامة قامت وانهدم حائط سور الدير الشرقي والحائط الغربي والبرجان وهدمت منازل الرهبان بعضها للأرض وبعضها هدمت سقوفها فخاف الرهبان خوفا شديدا وخرجوا إلى الجنينة . ودامت الزلازل خمسة أيام . وفي اليوم السادس نظر الرهبان إلى سهل الراحة فإذا بخيالة وجمالة مقبلين نحوهم فذهبوا لاستقبالهم فإذا هم بناؤون ومعهم زاد كثير فسألوهم عن قصدهم فقالوا إن " غفريل " رئيس أساقفة بتراء علم أن الدير قد تهدم فأرسلنا إليكم لنعيد بناءه فساعدهم الرهبان وأعادوا بناء ما تهدم من الدير وعادوا إلى بلادهم " اه .
" 21- المطران جرمانوس الثاني سنة 1333 م " وقد مر بنا أنه كان في جملة من وقع الخبر بشأن إسلام الجبالية " الرئيس جرمانوس " . فإن كان جرمانوس الأول " سنو 1229 م " وأخرجنا من تاريخ ولايته 90 سنة كان تاريخ الخبر وخلاص الجبالية من السخرة سنة 1138 م . ثم إذا أخرجنا مئة سنة ونيفا قل 118 سنة المدة التي سخر بها الجبالية كان إسلامهم سنة 1020 م وهو يقع في مدة الحاكم بأمر الله . وإن كان الرئيس الذي وقع الخبر جرمانوس الثاني هذا كان إسلام الجبالية في عهد الآمر بأحكام الله كما ظن بعضهم . وفي أي الحالين يكون إسلامهم بموجب ذلك الخبر في عهد الفاطميين لا في عهد السلطان سليم العثماني كما في تقاليد الرهبان والله أعلم .
" 22- المطران مرقص الثاني سنة 1358 م "
" 23- المطارنة : اثناسيوس . 24 سابا . 25 ابراهيم . 26 غفريل الثالث . 27 ميخائيل . 28 كيرللس . 30 لازاروس . 31 مرقص الثالث "
ويستدل من بعض كتب في وكالة الدير بمصر أن مدة المطرانين الآخرين امتدت من سنة 1486 : 1510م . أما مرقص الثالث فقد رقي بطريركا على القدس الشريف سنة 1510 م وبقي الدير بعده بلا مطران مدة 30 سنة . وفي أثنائها فتح السلطان سليم مصر وأصبحت ولاية عثمانية .
" 32- المطران سفرونيوس سنة 1540 م " وفي أيامه عقد الرهبان اتفاقا مع الرهبان الخفراء وصدقه المولى بالمحروسة كما مر ص 521
" 33- المطران مكاريوس الثاني القبرسي سنة 1545 م " كان رجلا سئ السيرة مبذرا فرفع الرهبان أمره إلى البطاركة الثلاثة فحرموه سنة 1547 م وبقي الدير بلا مطران مدة لأن البطاركة قرروا عدم لزوم مطران كما ذكر في كتاب " تاريخ السين " . ثم راى الرهبان أن حالهم لا تصلح بلا مطران فرفعوا الأمر لأرميا الثاني بطريرك الآستانة سنة 1567 فسمى عليهم .
" 34 – المطران أفيانيوس سنة 1567 : 1583 م " وخلفه
" 35- المطران انسطاسيوس سنة 1583 : 1592 م "
رأيت في بعض كتب الدجير " أن القديس انسطاسيوس رئيس جبل طور سيناء المقدس صار مطرانا على البتراء "
" 36 - المطران لفرنديوس سنة 1592 : 1617 م "
" 37- المطران غفريل الرابع سنة 1618م " عن فرمانه المار ذكره
" 38- المطران يواصف الرودسي سنة 1618: 1658 م " وفي أيامه كتبت " الشورى " المار ذكرها بين خفراء الدير والرهبان سنة 1643 م
" 39- المطران نكتاريوس سنة 1658م " هو راهب سينائي ذهب إلى القدس الشريف ليرسم مطرانا على سيناء ولم يكن في القدس بطركا فرسموه بطركا عليها . وهو صاحب " التاريخ المقدس " باليونانية المار ذكره .
" 40- المطران حنانيا البيزنطي سنو 1658 : 1668م " بقي مطرانا للدير عشر سنوات ثم استعفي وقد سعى أن يكون بطريركا للآستانة فلم يفلح .
" 41- المطران ايوانيكيوس سنة 1668: 1703 م " ترى على وجهة مذبح كنيسة الدير الكبرى كتابة باليونانية مؤداها أن هذا المذبح جدد في عهد المطران أيوانيكيوس سنو 1675. وفي أيامه سنو 1691 أهدي إلى الدير صندوق من الفضة عليه رسم القديسة كاترينا كما مر
" 42- المطران كوزماس من الآستانة سنة 1704 م " وقيل سمي سنة 1705 م وبعد سنة سمي بطريركا على الآستانة ثم على الاسكندرية . ص 522
" 43 – تلكرتم تثمتسيزس فتربتسيزس سمو 1706: 1718 " وفي عهده سنة 1715 جدد بلاط كنيسة الدير الكبرى كما مر .
" 44- المطران ايوانيكيوس الثاني من جزيرة مدلين سنة 1718: 1729م " كتب على نسخة من " سلم الفضائل " : " صارت زلزلة في شهر خزيران سنة 1728 م
" 45- المطران نيكوفورس مارثالس من كريت سنة 1729: 1759م " أقام مطرانا على الدير 20 سنو ثم استعفى ومات في بلده . وقد رأيت في " كتاب الأم " المار ذكره كتابة بالرومية بخط هذا المطران مفادها " غن قد تم ببندر الطور اتفاق بين أقلوم الدير نكيفورس وكاتب الدير جرجس تلحمي من جهة وبين جماع أبوهديب وموسى ولد علىوغيرهما من جهة أخرى بشأن إنارة الجامع وتنظيفه سنة 1157هـ 1744 م .
" 46- المطران قسطنديوس من كريت سينة 1749 : 1759 م " أقام مطرانا على الدير عشر سنين ثم استعفى وذهب إلى الاستانة فمات في الطريق
" 47- المطران كيرللس الأول سنة 1759 : 1790 م " أقام مطرانا على الدير 30 سنة و3 أشهر ومات في بلاد بلاخيته في 12 يناير سنة 1790 . وفي أيامه سنة 1756 رممت كنيسة الدير وجعل فوق بابها رخامي نقش عليها باليونانية تاريخ ترميمها واسم مرممها . وفي سنة 1787 م أهدي إلى الكنيسة الكبرى منبر من الرخام جميل الصنع يصعد إليه بسلم يرى عن يسار الداخل .
" 48- المطران دوروثيوس من الاستانة سنة 1794 : 1797 م "
رأيت على كتاب " معنى الحياة أو المركب الساير في مياه النجاة " هذه الحواشي : " نظر في هذا الكتاب المبارك العبد الحقير في السيحيين فيلوثاوس من قرية شحرور قرب ثغر بيروت وهو بالزي راهب سنة 1798 م " وبخطه : " في سنة 1797 جاء جراد كثير وأكل الأشجار والأثمار وما فضل خضرة في هذا البر جميعه " " وفي 18 كانون أول صار مطر ثقيل دام أربع وعشرين ساعة ومنه انهدم حايط الدير الشمالي من الزاوية الشرقية إلى كنيسة القديس جاورجيوس "
" وفي شهر حزيران سنة 1798 جاء الإفرنج وفي عشرة أيام أخذوا مصر " ص 523
قلت وقد رمم حائط الدير المتهدم الجنرال كليبر الفرنساوي سنة 1801 م كما مر
" 49- المطران قسطنديوس الثاني سنة 1804 : 1859م " كان بطرك الآستانة ومطران الدير . وقد اطلعت في بعض أوراق الدير على هذه العبارة : " وفي 25 أغسطوس سنة 1844 حضر الراهب جناديوس من قبل رهبان دير طور سيناء المقيمين بالجوانية " بالقاهرة " لجمع أثمار كرم النخيل بالطور فرأى ثمر الكرم ضامرا بسبب عدم تلقيحه فالزم المواطرة بالخسارة "
" 50- المطران كيرللس الثاني من 25 نوفمبر سنة 1859: 1867م " سيم مطرانا على الدير في الآستانة . وفي أيامه بنيت بوابة حوش الدير زأسست المدرسة العبيدية سنة 1860 . وفي هذه السنة عينها أهدت الحكومة اليونانية تابوتا من الفضة وعلى غطائه صورة القديسة كاترينا وقد رصعت بالحجارة الكريمة كما مر
" 51- المطران كاليستراتس من أزمير سنة 1867: 1885م " مات في مدينة الطور . وفي أيامه سنة 1870 جعل للكنيسة قبة وعلق فيها أجراس مختلفة كما مر .
" 92- المطران بورفيريةس الأول من جانتا سنة 1885 م " مرض واستعفى سنة 1904 ةلأقلن في حويرى صلقس لإللا لأت اةفي فيعل في 15 يوليو سنة 1909م . ثم نقلت وفاته إلى معرض الجماجم في الدير ولا تزال هناك مع رفات مطارنة آخرين كما مر .
" 53- المطران برفيريوس الثاني مطران دير طور سينا الحالي . سيم مطرانا على سيناء بعد استعفاء سلفه في 23 أفريل سنة 1904 . وقد تقدم لنا ذكر لمع من سيرته المجيدة عند الكلام عن جغرافية الدير
وقد ذهبت إلى الدير في 27 يناير سنة 1905 مندوبا من قبل سعادة السردار لعقد اتفاق بين رهبان الدير وعرب الطور بشأن تأجير جمال لنقل الرهبان وأمتعتهم من مدينة الطور والسويس إلى الدير وبالعكس فقضيت في الدير أربعة أيام إلى أن تم الاتفاق بين الفريقين وقد ذكر برمته في باب الجغرافية . وكان في الدير وضواحيه إذ ذاك نحو عشرين راهبا وفي الجهات التابعة للدير خارج سينا نحو 40 راهبا . وعليهم السيد الكريم بورفيريوس رئيسا ومطرانا . والأب بوليكربوس وهو شيخ دليل خزندارا .
ص 525
والأب أفيانيوس أقلوما أي مديرا عاما للدير وجميع الأديرة التابعة له في مصر والشام وأوربا . والأب بنيامين وهو من القدس ولكنه مترب تربية يونانية أقلوما خاصا للدير .
ثم ذهبت بمأمورية خاصة إلى جبل الفيروز فزرت الدير ثانية ومكثت فيه من 13 : 17 أفريل سنة 1907 أطالع في مكتبته العربية فاطلعت فيها على كثير من حقائق تاريخ الدير التي ضمها هذا الكتاب . وقد لقيت من الرهبان في زيارتي الأولى والثانية من العناية والحفاوة واللطف وخصوصا من سيادة مطرانه يورفيربوس الثاني وأقلومه الأب بنيامين ما أود أن أسجله هنا بمداد الشكر والثناء ص 525
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق