إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 يونيو 2014

329 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث خفير الدير


329

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث

الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث

خفير الدير

كان رهبان الدير قديما يدفعون جعلا معلوما لكل قبيلة من قبائل سيناء القوية القاطنة في جوار الدير أو في طريقه من مصر إو سوريا لأجل حمايتهم في السفر والإقامة وحماية القوافل التي تنقل لهم الزاد والمؤنة من الخارج وكانت تسمى هذه القبائل " خفراء الدير " . وبقي عرب السواركة يطالبون الدير بمرتب الخفر إلى سنة 1870 كما مر . أخبرني المرحوم الشيخ موسى أبو نصير شيخ مشايخ الطورة المار ذكره قال : " كنت أسمع أنه كان للدير 35 خفيرا "

  وكان للدير قديما وكالة في فلسطين قرب غزة ثم انتقلت إلى الجوانية بمصر كما مر . وكان الرهبان يعقدون شروطهم مع القبائل الخفراء فيصدقها حاكم مصر أو شيخ عرب العايد في مصر ويضمن إنفاذها . وهذه صورة اتفاق عقد بين العربان الخفراء والرهبان وأقره المولى بمصر المحروسة سنة 1540 م :

  " الأمر كما ذكر من عبد ربه الحاكمي عمره الله تعالى بذكره بين يدي سيدنا العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الإمام العالم العلامة العمدة نور الدين حمزة الرومي الحنفي خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية وقاضي المحكمة المذكورة أعلاه أيد الله تعالى أحكامه ... أشهد على من يذكر فيه ـ بعد أن أقسموا بالله العظيم وبنعمة مولانا السلطان الأعظم والخاقان المكرم مالك رقاب الأمم سلطان العرب والعجم إمام الإسلام والمسلمين قامع الكفرة والمشركين السلطان ابن السلطان إلى تاسع جد فأكثر مولانا " سليمان بن عثمان " خلد الله ملكه وثبت قواعد دولته ونصره نصرا عزيزا وفتح له فتحا مبينا وجدد له في كل يوم نصرا وملكه بساط الأرض برا وبحرا وأعز أنصاره ونصر جيوشه وأعوانه بمحمد وآله ـ وهم حميد بن  سالم بن رحمه    ص   514

عرف بجده . ومحمد بن أحمد بن مسلم . وسليمان بن سلام ابراهيم عرف بوالده . وسالم بن موسى بن خريش عرف بجده . ونصير بن سويعد بن مسعود عرف بالقرارشي الجميع من الصوالحة ومن عرب الطور – الاشهاد الشرعي انهم من يوم تاريخه يحفظون درك دير طور سيناء وجميع رهبانه القاطنين به والمترددين إليه وجميع تعلقاتهم ومواشيهم وما لهم من الكنائس والبساتين والنخيل بالجبل وبوادي فاران وبساحل الطور بأنفسهم وبمن يستعينون به ليلا ونهارا صباحا ومساء وردع من يتعرض إليهم بسوء وتشويش من العربان ورفقتهم ويذبون عن الدير المذكور ورهبانه وتعلقاته .

  " وإذا حضر أحد من الزوار لا يدخل أحد من العربان معهم إلى الدير المذكور ولا ينزل أحد بالقرب منه إلا مسافة يوم . ولا يحضرون بخيول إلى الدير ولا يدخلونه بالجملة الكافية . ولا يتعرضون للقوافل الواردة إليه من مصر وغيرها وعليهم حفظ القوافل المذكورة وكف أسباب الأذى والضرر عنهم وعن الدير المذكور وعن رهبانه والقوافل المترددين إليه من المسلمين والنصارى .

   " ويدخلون تحت شروط الدير المذكور الجاري به العادة من قديم الزمان وإلى تاريخه وهو أنه متى مد أحد يده من العربان إلى راهب أو أخذ منه شيئا أو شوش عليه في طريق أو غيره أو دخل إلى كرم من الكروم المتعلقة بهم أو كسر باب الكرم أو هدم حائطا أو قطع حبل الدوار أو حرق باب الدير أو عارضهم في طرقاتهم كان عليه " أسيه " يأخذ شيخ العرب جمله , وإذا قتل أحد من الرهبان أو من الزوار المسلمين أو النصارى كان عليهم إحضار الجاني ويكون عليهم القيام لديوان الذخيرة الشريف بألف دينار ذهبا سلطانيا جديدا حسبما التزموا بذلك على جاري عاداتهم التزاما مقبولا وشهد بالتوكيل مرسوم الحكم في ثالث عشر صفر سنة سبع وأربعين وتسعماية " 19 يونيو سنة 1540م "

  " شهد عليهم بذلك : محمد محمد الدميري . محمد دينين " اه

واطلعت في الدير على اتفاقية تعرف " بالشورة " عقدت بين الرهبان في عهد " الأسقف كيريواصف " وبين مشايخ الصوالحة وأولاد سعيد والعليقات " في منزل   ص   515

شيخ العرب منصور بن المرحوم الشيخ العائدي في البرقوقة " العباسية الآن " في يوم السبت 24 شعبان سنة 1053 هـ الموافق 21 أكتوبر سنة 7152 لآدم " 8 نوفمبر سنة 1643 للمسيح

  وقد ذكر فيها أسماء المتعاقدين وهم الأسقف و12 راهبا و16 شيخا . وأمضاها وتعهد بإنفاذها " منصور صيام " المذكور وحده , وهي تتفق معنى ومبنى مع الإتفاق السالف الذكر لكنها مفصلة نفصيلا تاما حتى أنها لم تترك حالة كان من الممكن وقوعها في ذلك العهد بين العربان والرهبان إلا ذكرتها وعينت الجزاء عليها . ومما ذكر فيها من التفصيل ولم يذكر في الاتفاق السالف الذكر :

  " ... وأشهد جماعة العربان على أنفسهم أن كل من دخل منهم بين الصبيان وبين الرهبان في خلاص حقوقهم يكون عليه جمل . وأن لا يعارضوا الصبيان ولا المتسببين إذا حضروا للبيع على الرهبان من فاران وغيره وكل من عارضهم كان عليه جمل . ولا أحد يغصب الرهبان بأن يشتروا منه عنبا أو غيره فكل من فعل ذلك كان عليه جمل لشيخ العرب وكل من عارض بني واصل الذين يجلبون الحوت والسمك أو الملح ومنعهم من البيع والشراء على الرهبان كان عليه لشيخ العرب جمل . وليس لأحد من العربان أن يجئ الدير ويطلب طبيخ أو شيئا من الأكل أو أداما سوى نصف القدح والملح لا غير ولا يطلب لأبيه ولا لابنه ولا لأخيه . وكل من يقول أنا ما أخذت البارحة أو يطلب لثاني يوم عيشه أو طلب غير نصف القدح المعلوم كان عليه جمل لشيخ العرب . ولا يطلب أحد من الرهبان دراهم قرضا أو قمحا أو نبيذا أو قراشا أو غطاء وكل من أغصبهم في شئ من هذا كان عليه جمل لشيخ العرب . ولا ينام أحد في الدير ولا في أنطوش الدير جملة كافية . وكل من كان في الدير ولا يرضى يخرج بل ينام فيه كان عليه جمل لشيخ العرب .... " اه

  ومازالت هذه الشروط تتغير وتتبدل وتزيد أو تنقص حسب الحال والزمان حتى صارت إلى الصورة التي أثبتناها تفصيلا في باب الجغرافية وأصبحت وزارة الحربية  المصرية نفسها ضامنة تنفيذها وإقرار الأمن والسلام في الجزيرة كلها كما مر     ص     516

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق