إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 يونيو 2014

326 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث جامع الدير


326

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث

الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث

جامع الدير

إنه على رغم وجود العهدة النبوية مع الرهبان والتسامح الذي يوجبه الإسلام على الحكام المسلمين في معاملة النصارى عموما والرهبان خصوصا فإن رهبان طور سيناء اضطروا منذ عهد بعيد أن يشيدوا جامعا في وسط ديرهم إلى جانب كنيسته الكبرى لا يزال قائما فيه إلى اليوم كما بينا تفصيلا في باب الجغرافية . وقد عرف هذا الجامع في بعض أوراق الدير بالجامع العمري حتى ظن بعضهم أن بانيه عمرو بن العاص فاتح مصر سنة 640 م . ولكن بناء الدير لا يدل على هذه القدمية ولا بد أن يكو لفظ العمري محرفا عن الآمري فإن الكتابة على كرسي الجامع المتقدم ذكرها تصرح أن باني الجامع هو " الأمير الموفق المنتخب منير الدولة وفارسها أبو المنصور أنو شتكين الآمري " . كما صرحت الكتابة على "منبر الجامع " أن منشئ ذلك المنبر هو " أبو القاسم شاهنشاه " . وزير " أبي على المنصور الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين سنة 500هـ . وهذان الأثران لا يزالان في الدير إلى اليوم وقد دلا أن الجامع بني وأثث في عهد الآمر بأحكام الله الفاطمي " سنة 495 : 524 هـ 1101 : 1130 م "

  ولكن تقاليد الرهبان المحفوظة خطأ في الدير تصرح أن هذا الجامع بني في عهد الحاكم بأمر الله "  سنة  386 : 411 هـ 996 : 1021 م " قالوا : " إنه في نحو سنة 1008 م قام على مصر حاكم ظالم غشوم يكره النصرانية يدعى الحاكم فأمر بهدم جميع الأديرة في مصر وفلسطين حتى كان ما هدم في فلسطين وحدها 400 دير . وسمع بدير طور سيناء فأرسل سرية من الجند يصحبها شيخ عرب سيناء لهدمه . فلما علم الرهبان بخبر السرية فكروا في الحيلة التي تنجيهم فبنوا جامعا بالطوب الني والحجر الغشيم على عجل . وكان بينهم راهب مصري ذو دهاء وحيلة يحسن العربية يدعى سليمان فجمع كنوز الدير وذهب ومعه ثلاثة من شيوخ الدير لملاقاة الجند فالتقاهم على مرحلة من الدير وسألهم عن الغرض من قدومهم إلى سيناء فقالوا إننا آتون بأمر الحاكم لهدم الدير . فقال إن كان القصد من ذلك الاستيلاء على كنوز الدير فها هي كنوزه كلها بين أيديكم . وإن كان القصد الرهبان فعندنا عهد

 ص 510

من نبي الإسلام يحمينا ويحمي ديرنا . وفوق ذلك ففي الدير الآن جامع تقام فيه الصلاة فيحرم عليكم هدمه دينا . فأخذ الجند الكنوز وتقدموا إلى الدير فرأوا الجامع قائما بجانب كنيسته الكبرى فعادوا إلى مصر وأخبروا ملكهم بما كان فاكتفى به " اه

  ذكر هذا الخبر المطران نكتاريوس " سنة 1658م " نقلا عن خبر قديم مدون بالعربية في بعض كتب الدير والظاهر أن المؤرخ العربي خلط بين الحاكم بأمر الله والآمر بأحكام الله . وفي كل  حال فإن بناء الجامع من الطوب النئ والحجر الغشيم يدل على أن بناءه كان على عجل وأن بانيه لم يكن دو اقتدار وحنكة في البناء .

  وقد ظن البعض أن ليس بناء الجامع فقط بل أخذ العهد النبوي من الرهبان ولسلام الجبالية كانا أيضا في عهد الآمر بأحكام الله في مبدإ الحروب الصليبية والله أعلم .

  هذا وفي الدير محررات كثيرة بالعربية والتركية رسمية تدل على اضطهاد حكام الطور والعربان للرهبان منذ تأسيس الجامع . ومحررات أخرى تدل على انتصارهم لهم . وها أنا أذكر مثلا من كل منها :

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق