إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 يونيو 2014

317 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث خبر نيلس الراهب


317

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثالث في تاريخ سيناء القديم والحديث

الفصل الخامس في تاريخ دير طور سيناء القديم والحديث

خبر نيلس الراهب

هذا وممن كتب عن غزو العرب لرهبان طور سيناء نيلس الراهب من أعيان القسطنطينية . جاء في سيرة هذا الراهب أنه كان محافظا لمدينة القسطنطينية وقد تزوج فيها فولد له صبي وبنت . وكان معاصرا ليوحنا فم الذهب وقد تتلمذ عنده واشتهر منذ صغره بالصلاح والتقوى وزهد الدنيا . فلما بلغ نحو الأربعين سنة من العمر تمكن زهد الدنيا في قلبه فصمم على ترك وظيفته وهجر عائلته وبلاده والتنسك في طور سيناء حيث كلم الله موسى . فترك ماله كله لامرأته وبنته وأخذ ابنه واسمه عبد الله وذهب به إلى طور سيناء وذلك في نحو سنة 395 م وأقام هناك قرب مغارة إيليا النبي في الأرجح إلى أن مات في نحو سنة 411 م . وقد كتب عدة رسائل ونسكيات روحية مشهورة . وكتب عن غزوة غزاها العرب لرهبان سيناء في عهده     ص    489

فنقل لي المطران بورفيريوس الثاني مطران سينا الحالي خلاصة ما كتبه عن هذه الغزوة قال : روى نيلس : " إنه في ليلة الأحد الواقع في 11 يناير سنة 400 م نزلت أنا وابني من الجبل إلى كنيسة العليقة حيث اجتمع الرهبان للصلاة وبقينا نصلي إلى الصباح إذ هجم علينا جماعة من العرب فقتلوا منا الكاهن ثيوذولس والراهبين بولس وحنا وأخذوا ابني عبدالله أسيرا . وكان بين شيخ العرب وشيخ فيران عهد صلح لتأمين طريق التجارة فذهبت ليلا إلى شيخ فيران وأخبرته بما كان من غدر العرب وأسر ابني . فأرسل وفدا إلى شيخ العرب في طلب الترضية وعدت إلى الجبل فوجدت العرب قد قتلوا سبعة رهبان آخرين في ضواحي العليقة . وعاد الوفد إلى فيران بعد أربعة أيام وقال أن شيخ العرب أظهر مزيد الأسف مما جرى وتعهد بكل ما يرضي الفارانيين وأما ابني فقال أنه لا يزال حيا ولكنه لا يعلم أين هو . فلما رجع الوفد إلى شيخ العرب بمطالب الفارانيين صحبته للتفتيش عن ابني . وفي الطريق التقيت بدويا أخبرني أن ابني في الخلصة قرب بئر السبع فأخذت دليلا وجئت الخلصة فوجدت ابني في كنيستها فوقعت عليه أقبله وسألته عما جرى له مع العرب فقال : " كان العرب الغزاة قد أسروا معي عبدا لأهل فيران فسمعهم في الطريق يقولون إنهم سيقدمونني أنا وإياه ذبيحة " لنجمة الصبح " التي كانوا يعبدونها . فلما نزلوا للمبيت فر العبد وبقيت أنا وحدي أبكي الليل كله وأصلي إلى الله لينقذني من أيدي أولئك القساة . وكانوا قد سكروا تلك الليلة فناموا إلى ما بعد شروق الشيس أي بعد فوات وقت الذبيحة فأخذوني إلى سوق وباعوني عبدا لبعض التجار فاقتداني مطران الخلصة منه وجعلني في هذه الكنيسة خادما " . قال نيلس فشكرت المطران وشكرت الله على نعمه وعدت بابني إلى طور سيناء مسرورا " اه

  هذا وكان نيلس يفاخر اليهود يقوله : " انه بالرغم عن النكبات والاضطهادات التي كانت تحل بالرهبان فإنهم قضوا أيامهم راضين فرحين في نفس الصحراء التي لم يستطع شعب الله الخاص أن يمر بها مرورا بلا شكوى ولا تذمر "   ص   490

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق