إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 يونيو 2014

295 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الباب الثالث في قضاة البدو ومحاكمهم وشرائعهم الفصل الثالث في شرائعهم وأحكامهم أمثلة من أحكام قضاة البدو 5 – الزيادي في قضية سرقة ناقة


295

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الباب الثالث في قضاة البدو ومحاكمهم وشرائعهم

الفصل الثالث في شرائعهم وأحكامهم

أمثلة من أحكام قضاة البدو

5 – الزيادي في قضية سرقة ناقة

أخبرني محمد أغا أبو جمعة ضابط هجانة نخل قال : سرق لي ناقة سنة 1900 فوجدتها عند الشيخ حماد الصوفي كبير الترابين في بلاد غزة وحلف لي أنه اشتراها بعشرة جنيهات من رجل لا يعرفه . والعادة في مثل هذه الحالة أن الشاري وصاحب المال يتقاسمان الخسارة بينها مناصفة والخيار لصاحب المال فإن شاء دفع نصف الثمن للمشتري وأخذ ماله أو أخذ نصف الثمن وتركه للمشتري . فخيرني الشيخ حماد بين اتباع العادة أو التفتيش عن السارق فقلت أفتش عن السارق أولا فإذا لم أجده أعود فأنقدك نصف الثمن وآخذ ناقتي . فرضي بذلك وأصحبني برجل يعرف ملامح السارق فبقيت أبحث عنه حتى وجدته عند نهر الشريعة وهو رجل من التياها يدعى سلمان سليم . فقال استر علي يامحمد وخذ ما تريد فقلت اطلب أولا ليرتين فرنساويتين أجرة الدليل الذي هداني إليك وثمن الناقة ثم أطلبك إلى الزيادي تأديبا لك على السرقة , فنقدني أجرة الدليل وثمن الناقة وتوسل إلي أن أعفو عنه وأنجيه من الزيادي فأبيت ودعوته إلى نخل فحضر , ولما كان كق تسمية الزيادي لي لأني المدعي سميت القضاة الثلاثة : الشيخ سليمان العوارمة من كبار التياها واثنين آخرين . وبعد أن دفع المدعى عليه " الرزقة " " وهي من 4 جينه إلى 8 جنيه " واصطف الناس نصف حلقة حول الزيادي قلت :

  " ايش عندك يا زيادي أول ما أجيك بهدي وأثني عليك بقضي ولا تنقضي    ص   421

الحاجات إلا بالصلاة على النبي . ايش عندك في رفيقي هذا اللي من عماه وقلة هداه وابليس غواه ومشى لناقتي وخانها وأخذها من فلاها ووداها مهفاها وباعها وقبض ثمنها وهي بطنها باع وسمنتها ذراع ملحقة الطلب منذرة العرب . والله ومشيت وراه لما استقصيت عليه وجبته وبركته ركبته مثنية قدام جماعة محنية . إني أجرمه وأغرمه وألحقه بالمهافي والمسافي وأنا داخل على الله وعليك على حق بين لك وغبي على " .

  فقال المتهم : ـ " وايش عندك يا زيادي في ناقة رفيقي هذا اللي زليت فيها زلة . وإن شاء الله أقول من عندك هذه الزلة لا تلحقني فيها غرامة ولا جرامة . والله أخذتها في الليل وأحسبها من الطير الأجنبي . وهذا الذي جسرني على أخذها والله على بالي لما أخذتها لا غاويني شيطان وما جربني الرحمن وإنها غنيمة باردة , وهذا عقاب حجة البليم عند القاضي الفهيم " .

  فقال الزيادي " أنا من عندي أن الناقة اللي وسمها على خشمها ويخونها حديدها اللي الحوض واحد والروض واحد . أنا من عندي  أها مربعة " أي يغرم سارقها بأربع نياق " . ومن عندي حقها من خلاها لما وصلها مهفاها كل خطوة بجنيه يدفعها لصاحب الناقة " . فصاح المتهم من ثقل الغرامة وطلب مني هو وجميع الحضور تخفيفها فسامحته بالخطوات إكراما للجمهور وأخذت منه غرامة الأربع نياق . ومن ذلك الحين لم يعد يجسر أحد من البررة أن يعتدي على إبل العساكر إلى هذا اليوم " اه


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق