إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 2 يونيو 2016

558 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر أمر القرامطة وانهزام العباس الغنوي منهم


558

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر أمر القرامطة وانهزام العباس الغنوي منهم

ذكر أمر القرامطة وانهزام العباس الغنوي منهم في هذه السنة في ربيع الآخر

عظم أمر القرامطة بالبحرين وأغاروا على نواحي هجر وقرب بعضهم من نواحي البصرة فكتب أحمد الواثقي يسأل المدد فسير إليه سميريات فيها ثلاثمائة رجل وأمر المعتضد باختيار رجل ينفذه إلى البصرة وعزل العباس بن عمرواللغوي عن بلاد فارس وأقطعه اليمامة والبحرين وأمره بمحاربة القرامطة وضم إليه زهاء ألفي رجل فسار إلى البصرة واجتمع إليه جمع كثير من المتطوعة والجند والخدم‏.‏
ثم سار إلى أبي سعيد الجنابي فلقوه مساء وتناوشوا القتال وحجز بينهم الليل فلما كان الليل انصرف عن العباس من كان معه من أعراب بني ضبة وكانوا ثلاثمائة إلى البصرة وتبعهم مطوعة البصرة فلما أصبح العباس باكر الحرب فاقتتلوا قتالًا شديدا ثم حمل نجاح غلام أحمد بن عيسى بن الشيخ من ميسرة العباس في مائة رجل على ميمنة أبي سعيد فتوغلوا فيهم فقتلوا عن آخرهم وحمل الجنابي ومن معه على أصحاب العباس فانهزموا وأسر العباس واحتوى الجنابي على ما كان في عسكره فلما كان من الغد أحضر الجنابي الأسرى فقتلهم جميعًا وحرقهم وكانت الوقعة آخر شعبان‏.‏

ثم سار الجنابي إلى هجر بعد الوقعة فدخلها وأمن أهلهأن وانصرف من سلم من المنهزمين وهم قليل نحوالبصرة بغير زاد فخرج إليهم من البصرة نحوأربعمائة رجل على الرواحل ومعهم

الطعام والكسوة والماء فلقوا بها المنهزمين فخرج عليهم بنوأسد وأخذوا الرواحل وما عليهأن وقتلوا من سلم من المعركة فاضطربت البصرة لذلك وعزم أهلها على الانتقال منها فمنعهم الواثقي‏.‏

وبقي العباس عند الجنابي أيامًا ثم أطلقه وقال له‏:‏ امض إلى صاحبك وعرفه ما رأيت وحمله على رواحل فوصل إلى بعض السواحل وركب البحر فوافى الأبلة ثم سار منها إلى بغداد فوصلها في رمضان فدخل على المعتضد فخلع عليه‏.‏

بلغني أن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال‏:‏ عجائب الدنيا ثلاث‏:‏ جيش العباس بن عمرو يؤسر وحده وينجووحده ويقتل جميع جيشه وجيش عمروبن الصفار يؤسر وحده ويسلم جميع جيشه وأنا أنزل في بيتي وتولى ابني أبوالعباس الجسرين ببغداد‏.‏

ولما أطلق أبوسعيد العباس أعطاه درجًا ملصقًا وقال له‏:‏ أوصله إلى المعتضد فإن لي فيه أسرارًا‏.‏

فلما دخل العباس على المعتضد عاتبه المعتضد فأوصل إليه العباس الكتاب فقال‏:‏ والله ليس فيه شيء وإمنا أراد أن يعلمني أني أنفذتك إليه في العدد الكثير فردك فردتً وفتح الكتاب وإذ ليس فيه شيء‏.‏

وفيها في ذي القعدة أوقع بدر غلام الطائي بالقرامطة على غرة منهم فنواحي ميسن

وغيرهما وقتل منهم مقتلة ثم تركهم خوفًا أن تخرب السواد وكانوا فلاحية وطلب رؤساءهم فقتل من ظفر به منهم‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق