إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

189 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس ذكر محاصرة العساكر المصرية مدينة حلب


189

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس

ذكر محاصرة العساكر المصرية مدينة حلب

في جمادى الآخرة وصلت عساكر مصر إلى حلب في جمع كثير فحصروها وبها معز الدولة أبو علوان ثمال بن صالح الكلابي فجمع جمعًا كثيرًا بلغوا خمسة آلاف فارس وراجل فلما نزلوا على حلب خرج إليهم ثمال وقاتلهم قتالًا شديدًا صرب فيه لهم إلى الليل ثم دخل البلد فلما كان الغد اقتتلوا إلى آخر النهار وصبر أيضًا ثمال وكذلك أيضًا اليوم الثالث‏.‏

فلما رأى المصريون صبر ثمال وكانوا ظنوا أن أحدًا لا يقوم بين أيديهم رحلوا عن البلد فاتفق أن تلك الليلة جاء مطر عظيم لم ير الناس مثله جاءت المدود إلى منزلهم فبلغ الماء ما يقارب قامتين ولو لم يرحلوا لغرقوا ثم رحلوا إلى الشام الأعلى‏.‏

في هذه السنة اختلف قرواش والأكراد الحميدية والهذبانية وكان للحميدية عدة حصون تجاور الموصل منها العقر وما قاربها وللهذبانية قلعة إربل وأعمالها وكان صاحب العقر حينئذ أبا الحسن بن عيسكان الحميدي وصاحب إربل أبو الحسن بن موسك الهذباني وله أخ اسمه أبو علي بن موسك فأعانه الحميدي على أخذ إربل من أخيه أبي الحسن فملكها منه وأخذ صاحبها أبا الحسن أسيرًا‏.‏

وكان قرواش وأخوه زعيم الدولة أبو كامل بالعراق مشغولين فلما عادا إلى الموصل وقد سخطا هذه الحالة لم يظهراها وأرسل قرواش يطلب من الحميدي والهذباني نجدة له على نصر الدولة بن مروان‏.‏

فأما أبو الحسن الحميدي فسار إليه بنفسه وأما أبو علي الهذباني فأرسل أخاه واصطلح قرواش ونصر الدولة وقبض على أبي الحسن الحميدي ثم صانعه على إطلاق أبي الحسن الهذباني الذي كان صاحب إربل وأخذ إربل من أخيه أبي علي وتسليمها إليه فإن امتنع أبو علي كان عونًا عليه فأجاب إلى ذلك ورهن عليه أهله وأولاده وثلاث قلاع من حصونه إلى أن يتسلم إربل وأطلق من الحبس‏.‏

وكان أخ له قد استولى على قلاعه فخرج إليها وأخذها منه وعاد إلى قرواش أخيه زعيم الدولة فوثقا به وأطلقا أهله ثم إنه راسل أبا علي صاحب إربل في تسليمها فأجاب إلى ذلك وحضر بالموصل ليسلم إربل إلى أخيه أبي الحسن فقال الحميدي لقراوش‏:‏ إنني قد وفيت بعهدي فتسلمان إلي حصوني فسلما إليه قلاعه وسار هو وأبو الحسن وأبو علي الهذباني إلى إربل ليسلماها إلى أبي الحسن فغدرا به في الطريق وكان قد أحس بالشر فتخلف عنهما وسير معهما أصحابه ليتسلموا إربل فقبضا على أصحابه وطلبوه ليقبضوه فهرب إلى الموصل وتأكدت الوحشة حينئذ بين الأكراد وقرواش وأخيه وتقاطعوا وأضمر كل منهم الشر لصاحبه‏.‏


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق