إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 29 يونيو 2016

243 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس ذكر وصول طغرلبك إلى بغداد والخطبة له بها


243

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس

ذكر وصول طغرلبك إلى بغداد والخطبة له بها

قد ذكرنا قبل مسير طغرلبك إلى الري بعد عوده من غزو الروم للنظر في ذلك الطرف فلما فرغ من الري عاد إلى همذان في المحرم من هذه السنة وأظهر أنه يريد الحج وإصلاح طريق مكة والمسير إلى الشام ومصر وإزالة المستنصر العلوي صاحبها‏.‏

وكاتب أصحابه بالدينور وقرميسين وحلوان وغيرها فأمرهم بإعداد الأقوات والعلوفات‏.‏

فعظم الإرجاف ببغداد وفت في أعضاد الناس وشغب الأتراك ببغداد وقصدوا ديوان الخلافة‏.‏

ووصل السلطان طغرلبك إلى حلوان وانتشر أصحابه في طريق خراسان فأجفل الناس إلى غربي بغداد وأخرج الأتراك خيامهم إلى ظاهر بغداد‏.‏

وسمع الملك الرحيم بقرب طغرلبك من بغداد فأصعد من واسط إليها وفارقه البساسيري في الطريق لمراسلة وردت من القائم في معناه إلى الملك الرحيم أن البساسيري خلع الطاعة وكاتب الأعداء يعني المصريين وأن الخليفة له على الملك عهود وله على الخليفة مثلها فإن آثره فقد قطع ما بينهما وإن أبعده وأصعد إلى بغداد تولى الديوان تدبير أمره فقال الملك الرحيم ومن معه‏:‏ نحن لأوامر الديوان متبعون وعنه منفصلون‏.‏

وكان سبب ذلك ما ذكر‏.‏

وسار البساسيري إلى بلد نور الدولة دبيس بن مزيد المصاهرة بينهما وأصعد الملك الرحيم إلى بغداد‏.‏

وأرسل طغرلبك رسولًا إلى الخليفة يبالغ في إظهار الطاعة والعبودية وإلى الأتراك البغداديين يعدهم الجميل والإحسان‏.‏

فأنكر الأتراك ذلك وراسلوا الخليفة في المعنى وقالوا‏:‏ إننا فعلنا بالبساسيري ما فعلناه وهو كبيرنا ومقدمنا بتقدم أمير المؤمنين ووعدنا أمير المؤمنين بإبعاد هذا الخصم عنا ونراه قد قرب منا ولم يمنع من المجيء‏.‏

وسألوا التقدم عليه في العود فغولطوا في الجواب وكان رئيس الرؤساء يؤثر مجيئه ويختار انقراض الدولة الديلمية‏.‏

ثم إن الملك الرحيم وصل بغداد منتصف رمضان وأرسل إلى الخليفة يظهر العبودية وأنه قد سلم أمره إليه ليفعل ما تقتضيه العواطف معه في تقرير القواعد مع السلطان طغرلبك وكذلك قال من مع الرحيم من الأمراء فأجيبوا بأن المصلحة أن يدخل الأجناد خيامهم من ظاهر بغداد وينصبوها بالحريم ويرسلوا رسولًا إلى طغرلبك يبذلون له الطاعة والخطبة فأجابوا إلى ذلك وفعلوه وأرسلوا رسلًا إليه فأجابهم إلى ما طلبوا ووعدهم الإحسان إليهم‏.‏

وتقدم الخليفة إلى الخطباء بالخطبة لطغرلبك بجوامع بغداد فخطب له يوم الجمعة لثمان بقين من رمضان من السنة وأرسل طغرلبك يستأذن الخليفة في دخول بغداد فأذن له فوصل إلى النهروان وخرج الوزير رئيس الرؤساء إلى لقائه في موكب عظيم من القضاة والنقباء والأشراف والشهود والخدم وأعيان الدولة وصحبه أعيان الأمراء من عسكر الرحيم‏.‏

فلما علم طغرلبك بهم أرسل إلى طريقهم الأمراء ووزيره أبا نصر الكندري فلما وصل رئيس الرؤساء إلى السلطان أبلغه رسالة الخليفة واستخلفه للخليفة وللملك الرحيم وأمراء الأجناد وسار طغرلبك ودخل بغداد يوم الاثنين لخمس بقين من الشهر ونزل بباب الشماسية ووصل إليه


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق