237
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر ابتداء الوحشة بين البساسيري والخليفة
في شهر رمضان من هذه السنة ابتدأت الوحشة بين الخليفة والبساسيري.
وسبب ذلك ذلك أن أبا الغنائم وأبا سعد ابني المحلبان صاحبي قريش بن بدران وصلا إلى بغداد سرًا فامتعض البساسيري من ذلك وقال: هؤلاء وصاحبهم كبسوا حلل أصحابي ونهبوا وفتحوا البثوق وأسرفوا في إهلاك الناس وأراد أخذهم فلم يمكن منهم فمضى إلى حربي وعاد ولم يقصد دار الخلافة على عادته فنسب ذلك إلى رئيس الرؤساء.
واجتازت به سفينة لبعض أقارب رئيس الرؤساء فمنعها وطالب بالضريبة التي عليها وأسقط مشاهرات الخليفة من دار الضرب كذلك مشاهرات رئيس الرؤساء وحواشي الدار وأراد هدم دور بني المحلبان فمنع منه فقال: ما أشكو إلا من رئيس الرؤساء الذي قد خرب البلاد وأطمع الغز وكاتبهم.
ودام ذلك إلى ذي الحجة فسار البساسيري إلى الأنبار وأحرق ناحيتي دما والفلوجة وكان أبو الغنائم بن المحلبان بالأنبار قد أتاها من بغداد وورد نور الدولة دبيس إلى البساسيري معاونًا له على حصرها ونصب البساسيري عليها المجانيق فهدم برجًا ورماهم بالنفط فأحرق أشياء كان قد أعدها أهل البلد لقتاله ودخلها قهرًا فأسر مائة نفس من بني خفاجة وأسر أبا الغنائم بن المحلبان فأخذ وقد ألقى نفسه في الفرات ونهب الأنبار وأسر من أهلها خمسمائة رجل وعاد إلى بغداد وبين يديه أبو الغنائم على جمل وعليه قميص أحمر وعلى رأسه برنس وفي رجليه قيد وأراد صلبه وصلب من معه من الأسرى فسأله نور الدولة أن يؤخر ذلك حتى يعود وأتى البساسيري إلى مقابل التاج فقبل الأرض وعاد إلى منزله وترك أبا الغنائم لم
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق