إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 29 يونيو 2016

211 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس ذكر ملك الملك الرحيم إصطخر وشيراز


211

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس

ذكر ملك الملك الرحيم إصطخر وشيراز
 

في هذه السنة سير الملك الرحيم أخاه الأمير أبا سعد في جيش إلى بلاد فارس‏.‏

وكان سبب ذلك أن المقيم في قلعة إصطخر وهو أبو نصر بن خسرو وكان له أخوان قبض عليهما هزارسب بن بنكير بأمر الأمير أبي منصور فكتب إلى الملك الرحيم يبذل له الطاعة والمساعدة ويطلب أن يسير إليه أخاه ليملكه بلاد فارس فسير إليه أخاه أبا سعد في جيش فوصل إلى دولتاباذ فأتاه كثير من عساكر فارس الديلم والترك والعرب والأكراد وسار منها إلى قلعة إصطخر فنزل إليه صاحبها أبو نصر فلقيه وأصعده إلى القلعة وحمل له وللعساكر التي معه الإقامات والخلع وغيرها‏.‏

ثم ساروا منها إلى قلعة بهندر فحصروها وأتاه كتب بعض مستحفظي البلاد الفارسية بالطاعة منها مستحفظ درابجرد وغيرها ثم سار إلى شيراز فملكها في رمضان فلما سمع أخوه الأمير أبو منصور وهزارسب ومنصور بن الحسين الأسدي ذلك ساروا في عسكرهم إلى الملك الرحيم فهزموه على ما نذكره إن شاء الله تعالى وفارق الأهواز إلى واسط ثم عطفوا من الأهواز إلى شيراز لإجلاء الأمير أبي سعد عنها فلما قاربوها لقيهم أبو سعد وقاتلهم فهزمهم فالتجأوا إلى جبل قلعة بهندر وتكررت الحروب بين الطائفتين إلى منتصف شوال فتقدمت طائفة من عسكر أبي سعد فاقتتلوا عامة النهار ثم عادوا فلما كان الغد التقى العسكران جميعًا واقتتلوا فانهزم عسكر الأمير أبي منصور وظفر أبو سعد وقتل منهم خلقًا كثيرًا واستأمن إليه كثير منهم وصعد أبو منصور إلى قلعة بهندر واحتمى بها وأقام إلى أن عاد إلى ملكه على ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

ولما فارق الأمير أبو منصور الأهواز أعيدت الخطبة للملك الرحيم وأرسل من بها من الجند يستدعونه إليهم‏.‏

لما انصرف الأمير ابو منصور وهزارسب ومن معهما من منزلهم قريب تستر على ما ذكرناه مضوا إلى إيذج وأقاموا فيها وخافوا الملك الرحيم واستضعفوا نفوسهم عن مقاومته فاتفق رأيهم على أن راسلوا السلطان طغرلبك وبذلوا له الطاعة وطلبوا منه المساعدة فأرسل إليهم عسكرًا كثيرًا وكان قد ملك أصبهان وفرغ باله منها‏.‏

وعرف الملك الرحيم ذلك وقد فارقه كثير من عسكره منهم‏:‏ البساسيري ونور الدولة دبيس بن مزيد والعرب والأكراد وبقي في الديلم الأهوازية وطائفة قليلة من الأتراك البغداديين كانوا وصلوا إليه أخيرًا فقرر رأيه على أن عاد من عسكر مكرم إلى الأهواز لأنها أحصن وينتظر بالمقام فيها وصول العساكر ورأى أن يرسل أخاه الأمير أبا سعد إلى فارس حيث طلب إلى إصطخر على ما ذكرناه وسير معه جمعًا صالحًا من العساكر ظنًا منه أن أخاه إذا وصل إلى فارس وملكت قلعة إصطخر انزعج الأمير أبو منصور وهزارسب ومن معهما واشتغلوا بتلك النواحي عنه فازداد قلقًا وضعفًا فلم يلتفت أولئك إلى الأمير أبي سعد بل ساروا مجدين إلى الأهواز فوصلوها أواخر ربيع الآخر‏.‏

ووقعت الحرب بين الفريقين يومين متتابعين كثر فيهما القتال واشتد فانهزم الملك الرحيم وسار في نفر قليل إلى واسط ولقي في طريقه مشقة وسلم واستقر بواسط فيمن لحق به من المنهزمين

ونهبت الأهواز وأحرق فيها عدة محال وفقد في الوقعة الوزير كمال الملك أبو المعالي بن عبد الرحيم وزير الملك الرحيم فلم يعرف له خبر‏.‏


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق