557
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر ظفر المعتضد بوصيف ومن معه
في هذه السنة هرب وصيف خادم محمد بن أبي الساج من برذعة إلى ملطية من أعمال مولاه وكتب إلى المعتضد يسأله أن يوليه الثغور فأخذ رسله وقررهم عن سبب مفارقة وصيف مولاه فذكروا له أنه فارقه على مواطأة منهما أنه متى ولي وصيف الثغور سار إليه مولاه وقصدا ديار مصر وتغلبا عليها.
فسار المعتضد نحوه فنزل العين السوداء وأراد الرحيل في طريق المصيصة فأتته العيون
فأخبروه أن وصيفًا يريد عين زربة فسأل أهل المعرفة بذلك الطريق وسألهم عن أقرب الطرق إلى لقاء وصيف فأخذوه وساروا به نحوه وقدم جمعًا من عسكره بين يديه فلقوا وصيفًا فقاتلوه وأخذوه أسيرا فأحضروه عند المعتضد فحبسه وأمر فنودي في أصحاب وصيف بالأمان وأمر العسكر برد ما نهبوه منهم ففعلوا ذلك.
وكانت الوقعة لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة فلما فرغ منه رحل إلى المصيصة واحضر رؤساء طرسوس فقبض عليهم لأنهم كاتبوا وصيفا وأمر بإحراق مراكب طرسوس التي كانوا يغزون فيها وجميع آلاتها وكان من جملتها نحومن خمسين مركبًا قديمة قد أنفق عليها من الأموال ما لا يحصى ولا يمكن عمل مثلها فأضر ذلك المسلمين وفت في أعضادهم وأمر الروم أن يغزوا في البحر وكان إحراقها بإشارة دميانة غلام بازمار لشيء كان في نفسه على أهل طرسوس واستعمل على أهل الثغور الحسن بن علي كورة وسار المعتضد إلى أنطاكية وحلب وغيرهمأن وعاد إلى بغداد.
وفيها توفيت ابنة خمارويه زوج المعتضد.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق